«مكافحة الشغب» البحرينية تفض اعتصام «اللؤلؤة» والداخلية: عثرنا على أسلحة وأعلام حزب الله

الجيش يصدر البيان رقم واحد.. والمعارضة تنسحب نهائيا من البرلمان

رافعات استخدمت لإزالة الخيم التي نصبها المتظاهرون البحرينيون في دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة أمس (رويترز)
TT

فضت قوات مكافحة الشغب البحرينية، فجر أمس، الاعتصام الذي قام به المئات من المحتجين الشيعة بميدان اللؤلؤة، وسط العاصمة المنامة، وأسفرت هذه العملية، وفق المصادر الرسمية عن مقتل 3 من المحتجين وإصابة 195.

وفي حين واصلت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، كبرى جمعيات المعارضة بالبلاد، تصعيدها ضد ما سمته «الهجوم الوحشي» لقوات الأمن، معلنة انسحابها النهائي من عضوية البرلمان، كشف مسؤول أمني أن قوات الأمن عثرت، أثناء إخلاء ميدان اللؤلؤة، على أسلحة نارية وذخيرة حية، بالإضافة إلى أعلام لحزب الله.

ووفقا لما بثه التلفزيون المحلي، أمس، فقد قامت قوات مكافحة الشغب بتحذير المحتجين في ميدان اللؤلؤة بمكبرات الصوت، قبل أن تطلق عليهم قنابل الغاز لتفريقهم، وتم فتح المجال للمحتجين للخروج في الجهة المقابلة لدخول قوات الأمن.

وأعلن وزير الصحة، الدكتور فيصل الحمر، أن الوزارة سجلت 3 وفيات، ونحو 195 إصابة جراء أحداث أمس في دوار اللؤلؤة، نافيا بشكل قاطع «ما تردده بعض القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت من مبالغات في أعداد القتلى والمصابين».

وأوضح الحمر في تصريح تلفزيوني أن 195 مصابا تلقوا العلاج وغادروا المستشفى، بينما يوجد حاليا نحو 34 مصابا تم إدخالهم للمتابعة والعناية لتلقي العلاج، على أن يغادروا المستشفى غدا (اليوم)، مبينا أن الإصابات تتراوح بين بسيطة ومتوسطة، وهناك حالة واحدة فقط في العناية القصوى.

ونفى وزير الصحة استقالته من منصبه جملة وتفصيلا، مؤكدا «وجوده في خدمة القيادة الحكيمة والوطن»، كما نفى أيضا منع سيارات الإسعاف من نقل المصابين»، واصفا هذه الإشاعة بـ«الساذجة وغير المعقولة, حيث لا يمكن تصور منع هذه السيارات من إسعاف المواطنين، ومنع علاج المصابين».

وفي حين أعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، وهي الممثل الأكبر للشيعة بالبحرين، عن انسحابها النهائي من عضويتها بالبرلمان، أكدت في بيان لها، أرسلت نسخة منه لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك عددا من المؤشرات «تدل على أن السلطات البحرينية قد اتخذت قرارا سياسيا بالقتل في مواجهة شباب الـ(فيس بوك) والـ(تويتر) المعتصمين سلميا في ميدان اللؤلؤة»، واتهمت قوات الأمن بـ«مباغتة المعتصمين من دون سابق إنذار في تمام الساعة الثالثة فجرا، حين كان معظم المعتصمين نائمين مع وجود النساء والأطفال بينهم».

كما اتهمت الجمعية البحرينية قوات الأمن بالإطلاق المكثف، «باستخدام عدة أنوع من الأسلحة ومن عدة زوايا على المعتصمين في ميدان اللؤلؤة، مما أغلق عليهم إمكانية الانسحاب الآمن».

ولعل اللافت في موقف «الوفاق»، هو مناشدتها «الضمير العالمي للتدخل لمنع القمع الوحشي السافر للمعتصمين المسالمين الذي تجمعوا للمطالبة بالإصلاح السياسي في البحرين»، وهو ما اعتبره مراقبون دعوة من قبل الجمعية المعارضة لضغط دولي على بلادها.

وفي هذا السياق، أعلنت «الوفاق» في مؤتمر صحافي عقد أمس، أنها قررت الانسحاب «نهائيا» من عضويتها بالبرلمان، ويأتي هذا القرار بعد يومين على قرارها بتعليق عضويتها بالمجلس.

لكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية البحرينية، العميد طارق الحسن، كشف في تسجيل مصور، عرضه تلفزيون البحرين، أمس، تفاصيل ما حدث في دوار اللؤلؤة والطريقة التي تعاملت بها قوة مكافحة الشغب في فض التجمهر، مشيرا إلى أن قوات الأمن «عثرت في خيام المتجمهرين أثناء العملية الأمنية على 4 أسلحة نارية وذخيرة حية عيار 9 مم وسيوف وسكاكين وأعلام لما يسمى بحزب الله»، مشيرا إلى أن «50 إصابة وقعت بين رجال الأمن، بينها حالات خطرة، إذ تعرض اثنان من رجال الأمن للطعن بالسيوف».

وقال العميد الحسن، خلال عرض مصور بثه التلفزيون، إن «التجمهر بدأ في دوار اللؤلؤة وبمطالب محدودة، قبل أن يتطور لمطالب غير مشروعة»، مشيرا إلى أن «التجمهر كان منذ البداية غير مشروع أو مرخص». وبين الشريط المصور حيازة عدد من المتجمهرين أسلحة نارية وبيضاء استخدموها ضد رجال شرطة إصابة بعضهم خطرة.

وأضاف العميد الحسن أن «قائد قوة مكافحة الشغب طلب من المتجمهرين، عبر مكبرات الصوت، مغادرة المكان قبل التعامل معهم لإخراجهم، ودخلت من جهة واحدة تاركة بقية منافذ الدوار للمغادرين»، مضيفا أن «50 مصابا سقطوا من رجال الأمن، بينهم 2 في غرفة العمليات، نتيجة تعرضهم لاعتداءات بسكاكين وسيوف، ودهس أحد المتجمهرين رجال أمن عمدا، وأوقع عدة إصابات، بينها بتر أصابع يد أحدهم قبل أن يتم القبض عليه».

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إلى أن «العملية بدأت بتقدم قوة على كوبري دوار اللؤلؤة عند شارع الشيخ خليفة بن سلمان، وتم إجلاء المتجمهرين الذي يعيقون حركة المرور من فوق الكوبري», مشيرا إلى أن «القوة تقدمت من الشمال إلى الجنوب باتجاه المتجمهرين في دوار اللؤلؤة، متيحة لهم الفرصة للانصراف من الجهة الجنوبية». وقال الحسن إن «قتيلين سقطا من بين المتجمهرين خلال إخلاء الدوار، من بين 92 إصابة و82 عولجوا وخرجوا من المستشفى»، مضيفا أن «قتيلا ثالثا سقط عقب اعتدائه مع آخرين على رجال أمن بعد إخلاء دوار اللؤلؤة».

ونفى المتحدث الرسمي باسم الداخلية أن تكون قوات الأمن منعت وصول سيارات الإسعاف للدوار أو اعتدت على مسعفين»، مؤكدا أن «هذا يتنافى مع الرسالة السامية التي نقوم بها، وقال إن ما حصل أن متجمهرين سرقوا سيارة إسعاف، فبدأنا التأكد من هوية كل سيارة إسعاف تريد دخول الدوار.

إلى ذلك، أعلنت قوة دفاع البحرين (الجيش) في بيانها رقم واحد أن قوات عسكرية «أخذت بالانفتاح في محافظة العاصمة بدواعي اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين، وتأمين حرياتهم وممتلكاتهم من أعمال العنف».

وشدد الناطق الرسمي بالقيادة العامة لقوة الدفاع على اتخاذ «كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار، حرصا على مصالح الوطن ومقدراته».

وناشد المصدر كافة المواطنين والمقيمين الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة، «لما يسببه ذلك من تأثير بالغ على حركة السير وإثارة الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة، ويؤدي إلى حدوث أزمات مرورية, مما يترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم».

وقد تقدم نواب من كتلة الوفاق النيابية وعدد من المحامين ببلاغ جنائي ضد وزير الداخلية ووكلائه وقائد قوات الأمن العام ومساعديه ورؤساء المناطق الأمنية، بشأن ما سموه «المجزرة» التي ارتكبتها قوات الأمن، فجر أمس، ضد المواطنين العزل في دوار اللؤلؤة.

وجاء في البلاغ، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، والمقدم من المحامين: حسن رضي، علي الأيوبي، عبد الله الشملاوي، أحمد جاسم، محمد التاجر، محمد أحمد، محمد مدن، جليلة السيد، سميرة سلمان، عيسى إبراهيم، جليل العرادي، والنواب: خليل المرزوق، عبد الجليل خليل، الشيخ حسن سلطان، أن «عددا كبيرا من القوات الأمنية، يتجاوز الألف جندي، مدججين بأسلحتهم، ومعززين بتغطية من طائرات الهليكوبتر، قاموا في وقت مبكر من فجر هذا اليوم (أمس) بالهجوم بنحو وحشي على المتجمهرين في منطقة دوار اللؤلؤة بمحافظة العاصمة، أثناء ما كان العدد الأكبر منهم يغطون في النوم، ودون أن يوجه أي إنذار مسبق لهم بوجوب فض التجمهر، ومنحهم وقتا كافيا لذلك، وقد قامت قوات مكافحة الشغب بتوجيه طلقات سلاح الشوزان بشكل مباشر إلى هؤلاء المتجمهرين ومن مسافات لصيقة جدا، والاعتداء عليهم بالضرب المفرط والمبرح الذي يستهدف القتل، وإلحاق عاهات بهؤلاء المتجمهرين، كما استخدمت قنابل الغاز بنحو كثيف اتجاه هؤلاء المتجمهرين بنحو خانق يتجاوز الغرض منه فض التجمهر إلى خنق هؤلاء المتجمهرين».