محمد بديع: «الإخوان خدام الأمة» ولا يطمعون في الرئاسة ولا مناصب زائلة

دعا شرفاء الوطن إلى أن يحرسوا الثورة وألا يتركوا فرصة للمنتفعين للالتفاف عليها

TT

أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، أن الجماعة لا تسعى للحصول على منصب رئيس الجمهورية خلال الانتخابات القادمة، موضحا أن الجماعة لا ترغب في الحصول على «مناصب زائلة». ودعا المرشد شرفاء الوطن من مسلمين ومسيحيين، إلى أن يحرسوا ثورة «25 يناير» ومطالبها المشروعة، وألا يتركوا الفرصة للمنتفعين بأن يلتفوا عليها.

وأشار بديع في رسالته الأسبوعية إلى أن «الإخوان المسلمين خدام الأمة وهم يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع، وهم جزء من نسيج الأمة لا يمكن فصله عنها، ولا طمع لهم في الرئاسة ولا أغلبية ولا مناصب زائلة، وهذا ليس وليد اليوم أو وليد الموقف، ولكنه موقف ثابت للإخوان المسلمين، وضعه الإمام الشهيد حسن البنا».

ودعا المرشد إلى ضرورة جعل هذه الثورة المباركة نقطة انطلاق لاستعادة مصر لمكانتها وريادتها في العالم كله، وأن يكون ذلك باستشعار عظم مسؤوليتنا تجاه أوطاننا، والدفاع عنها وتبني مطالبها المشروعة، والتوحد خلف المطالب المتفق عليها من جميع القوى السياسية والوطنية والحفاظ على مقدرات الوطن وأمنه وأمانه، وحماية الممتلكات العامة والخاصة وإعطاء نموذج حضاري لثورة الشعوب ضد الظلم والطغيان، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين على المصالح الشخصية والمنافع الزائلة.

كما شدد على شرفاء الوطن من مسلمين ومسيحيين، رجالا ونساء، أن يحرسوا الثورة ومطالبها المشروعة، وألا يتركوا فرصة لمنتفع أن يلتف عليها وعلى إنجازاتها التي بدأت تؤتي أكلها.

وحظي التيار الإسلامي في مصر بكل أطيافه، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، بالشرعية مع قيام ثورة «25 يناير» التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وانهيار النظام الأمني الذي كان يقيد حركته ويلقي بكوادره في السجون، مستعينا بالسلطات التي يخولها له قانون الطوارئ الذي يعد إلغاؤه المرتقب من أهم مطالب هذه الانتفاضة الشبابية.

وشاركت جماعة الإخوان المسلمين التي تعامل معها النظام المصري السابق كجماعة محظورة في الحوار الوطني الذي بدأه نائب الرئيس السابق عمر سليمان مع القوى السياسية والعامة إثر اندلاع حركة الاحتجاج الشعبي في محاولة من النظام لاحتواء الاحتجاجات.

وجه المرشد تحية لشباب الثورة الذين حركوها وكانوا وقودها الدافع، وأسقطوا مَن استهانوا بهم وببلدهم. وأكد أن هذا الشباب أعطى مثلا في تحمل مسؤولية الوطن، موضحا بقوله: «لقد رسم الشباب أبرع الصور الصادقة للوحدة الوطنية التي تمثلت في الوحدة والاتحاد بين المسلمين والمسيحيين وتجلت في أروع صورها في حماية الأقباط للمسلمين في صلاتهم وحماية المسلمين لكنائس الأقباط».

ونوه بأن «(الإخوان) حذرت مرارا وتكرارا مما فعله النظام السابق من جرائم في حق مصر وشعبها وأهلها، وتهميش وتقزيم دورها ومكانتها، وأن الاستبداد والديكتاتورية يفسدان النفوس والضمائر، وهما بداية السقوط والانهيار، مهما طال الزمن، ومهما طالت مدة البقاء في الحكم لأي نظام كان».

من جهة أخرى، جدد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، عضو مكتب الإرشاد، الدكتور عصام العريان، التأكيد على مشاركة جماعة الإخوان في الثورة منذ بدايتها، موضحا أن الشباب الذي خرج في 25 يناير (كانون الثاني) كان في قلبهم شباب «الإخوان»، وأن المجاعة أصدرت ثلاثة بيانات مختلفة تمهد للمظاهرات قبل بدئها. كما أصدرت الجماعة بيانا رسميا يدعو «الإخوان» للمشاركة الفعالة في مظاهرات يوم «جمعة الغضب» 28 يناير الماضي.

ووفقا لتصريحات عدد من مسؤوليها، تعمل الجماعة حاليا على ترسيخ وجودها قانونيا على الساحة المصرية، من خلال تأسيس حزب لها خلال المرحلة المقبلة بعد إقرار التعديلات الدستورية التي يجري حاليا العمل عليها.