قوى «14 آذار» ترد على رغبة نصر الله باحتلال الجليل: يعتبر نفسه الدولة وعون مساعد الولي الفقيه

الضاهر لـ «الشرق الأوسط»: حزب الله يتفادى الحرب مع إسرائيل ويطلق شعارات خادعة للرأي العام العربي والداخلي

TT

استدعت تهديدات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله باحتلال شمال إسرائيل وبالتحديد الجليل، موجة من ردود الفعل الداخلية الإقليمية والدولية. ففي حين تعاطت إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو باستخفاف مع النبرة التصعيدية لنصر الله، استنكرت قوى «14 آذار» تنصيب نصر الله نفسه مكان الدولة ممسكا بقرار الحرب والسلم.

وتزامنت تهديدات نصر الله مع تحركات للقوات الإسرائيلية عند الحدود الجنوبية للبنان وخاصة في بلدات الغجر والعباسية وكذلك في محلة السماقة داخل مزارع شبعا المحتلة. ووضع عضو كتلة المستقبل النيابية خالد الضاهر تهديدات نصر الله في خانة «الشعارات الخادعة للرأي العام العربي والداخلي»، معتبرا أن «حزب الله يتفادى الحرب مع إسرائيل وهو أثبت ذلك عندما وقف متفرجا خلال حرب غزة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع حزب الله تحول من مواجهة العدو الإسرائيلي إلى مواجهة فرقاء الداخل اللبناني، وبالتالي سلاح المقاومة فقد شرعيته وتحول إلى سلاح إرهاب لتخويف اللبنانيين وللانقلاب عليهم وإخضاع لبنان واللبنانيين للمحور الإيراني ولمنطق الولي الفقيه».

ورأى الضاهر أن «نصر الله أصبح مجرد شرطي في الجنوب وهو مسرور بوجود قوات اليونيفيل ويتعاون معها كأنه تحول لقوة ثالثة وشريكة على أرض الجنوب بعد الجيش واليونيفيل». وأضاف «مشروع حزب الله اليوم مشروع داخلي هدفه ضرب الدولة والمؤسسات وإخضاع لبنان لمقررات الولي الفقيه وإقصاء الفريق المقابل في الداخل اللبناني من خلال إرهاب اللبنانيين والقوى السياسية، وهذا ما حصل مع النائب وليد جنبلاط الذي غير رأيه بين ليلة وضحاها قالبا المعادلة السياسية التي كانت قائمة».

بدوره، اعتبر عضو تكتل «لبنان أولا» النائب جمال الجراح أن «سلاح حزب الله أصبح يلعب دورا في الحياة السياسية ولا بد من معالجة هذا الأمر»، مشيرا إلى أن «السيد نصر الله يؤمن إيمانا عميقا بولاية الفقيه، وإذا صدر عن الولي الفقيه أي أمر يعارض مصلحة البلد، فعليه أن ينفذ ما تأمر به ولاية الفقيه لأنه لا يمكنه معارضتها»، مؤكدا أن «الأمين العام لحزب الله لا يرى في الأصل لا جيشا ولا شعبا، وبالتالي مقولة الشعب والجيش والمقاومة أسقطوها في اعتدائهم على الداخل». وأضاف: «السيد حسن يعتبر نفسه الدولة، لأنه ماذا يعني أن يعلن حالة حرب على إسرائيل عندما يقول إنه يريد السيطرة على الجليل، مع أننا نتمنى أن نسيطر على الجليل». ورأى الجراح أن «العماد ميشال عون هو نصب نفسه مساعدا للولي الفقيه».

ووصف عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، كلام نصر الله بأنه كناية عن «لف ودوران على الموضوع الأساسي المتمثل بوجوب إيجاد السبل الآيلة إلى وضع سلاح حزب الله تحت قيادة السلطة الشرعية اللبنانية وسحبه من دائرة القرار الإقليمي»، مشددا في هذا المجال على أن «الواقع اللبناني مكشوف بسبب سلاح حزب الله الذراع الأطول للنظام الإيراني في المنطقة، في وقت يعيش هذا النظام فيه حالة صراع مع المجتمع الدولي برمته». وإذ لفت إلى أنه «يبدو واضحا أن نصر الله لا يريد استمرار هيئة الحوار الوطني التي أنشئت أصلا لبحث ملف وحيد وهو سلاح حزب الله»، أكد علوش أن «اللبنانيين لن يقبلوا باعتبار الحزب أن البحث في ملف سلاحه انتهى».

ورأى علوش في كلام السيد نصر الله حول ما يحصل من تغيير في العالم العربي «نوعا من النفاق، إذ إن الشعارات التي رفعها المتظاهرون في مصر هي نفسها التي يرفعها المتظاهرون في طهران»، لافتا في هذا السياق إلى أنه «إذا كان نصر الله يريد حقا أن يدعم الحريات في المنطقة فليقم بدعمها في إيران قبل أن يتحدث عن الحريات في القاهرة».

ولفت رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى أن «أول من عليه ولديه مصلحة للقيام بمراجعة هو حزب الله بعد كل المغامرات التي دفع البلد باتجاهها». وأضاف: «نحن قمنا بمراجعة مواقفنا في أكثر من مناسبة وعلى الآخرين القيام بذلك، وهذا كله لمصلحة البلد. وإذا كان هناك من يعتبر نفسه معصوما عن الخطأ مثل حزب الله أو غيره، فنحن نعتبر نفسنا بشر وجل من لا يخطئ وحبذا لو تقوم كل الأطراف بمراجعة».