الشاعر العوكلي لـ«الشرق الأوسط»: كيف سيتوقف العنف بعد أن ضرب المرتزقة الجنازات بالمدافع؟

قال إن مدينة درنة تدار ذاتيا من قبل شباب الثورة

سالم العوكلي
TT

رفض الشاعر الليبي سالم العوكلي مبادرة سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بإجراء إصلاحات، وتوعد فيها الشعب باستخدام قوة الجيش وبنشوب الحرب الأهلية. وقال العوكلي وهو من سكان مدينة درنة الليبية وصاحب العديد من الدواوين الشعرية وكتب في الأدب النقدي، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن هناك كتيبة أمنية في مطار الأبرق محاصرة من قبل المحتجين شرق مدينة البيضاء، وأكد سقوط مدن ليبية عدة بينها بنغازي وسرت في أيدي المتظاهرين. وقال الشاعر العوكلي إن مدنا كثيرة سقطت، خصوصا في الساحل الشرقي. وانضم عسكريون إلى الانتفاضة على العقيد القذافي، خصوصا في بنغازي معقل المعارضة، وسرت مسقط رأس القذافي. وأشار العوكلي إلى انضمام عدد من الجنود وضباط الكتيبة إلى المتظاهرين. وأوضح أنه قد شيع أمس خمسة شهداء إلى مثواهم الأخير. وتساءل في اتصاله مع «الشرق الأوسط»: «كيف سيتوقف العنف بعد أن ضربت المرتزقة الأفارقة والعناصر الموالية للقذافي المحتجين في الجنازات بمدافع (م ط) والكلاشنيكوف والـ(آر بي جي)؟!». وقال إن مدينته درنة وتعداد سكانها 120 ألف نسمة تدار ذاتيا من قبل شباب الثورة، وهناك وقود ومواد غذائية، ولا توجد مشكلات حياتية حتى الآن. وأوضح الشاعر الليبي صاحب دواوين «في بيت درنة» و«في وادي الكوف» و«مقعد لعاشقين»، و«سرير على حافة المأتم» و«لآلئ»، و«بنات الغابة»، و«سارقة الموسيقى»، أن سيف الإسلام بالنسبة إلى الليبيين كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وأشعرت المواطنين بالإهانة لما احتواه خطابه من لهجة متعالية وتهديدات سافرة وغير مقبولة، ووصف خطاب سيف الإسلام بأنه «خطاب مضحك مليء بالاستفزاز».

وتساءل العوكلي: «بأي حق يتصل على سيف الإسلام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ كما يقول هو نفسه في خطابه؟! فهو ليس لديه أي منصب في الدول، بل شعرنا بأن بلدنا ليبيا أشبه بـ(إقطاعية خاصة)! لقد ظهر سيف الإسلام على حقيقته، وكشف عن وجهه بالتهديد والوعيد والاستخفاف بالعقول، ولم يصدقه أحد على الإطلاق».

وقال الشاعر العوكلي ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يكتب أشعارا بعد تخلد ساعات الثورة والانتفاضة على حكم القذافي، لأنه ما زال في موقع الحدث، أي أنه يعيش اللحظة بلحظة، وقال إنه سيخلد بأشعاره هؤلاء الشهداء الذين ارتوت بدمائهم شوارع المدن الليبية. وأكد «لقد زال القذافي بما سفك من الدماء الطاهرة، وقد لفظه شعبه، وهؤلاء الطغاة لا بقاء لهم». واستطرد بقوله «القذافي كان يعتبر نفسه كل ليبيا، وكان يعتبر نفسه كل شيء والشعب الليبي لا شيء، ولذلك كان لا بد للناس أن يثوروا عليه وعندما حدث ذلك لم يجد ليبيا يستخدمه لقمعهم، بل استخدم مرتزقة أفارقة ليضربونا، حيث قتل في أيام معدودة عدد كبير منهم». ودعا العوكلي جنود الكتائب الأمنية للانضمام إلى الثوار، معتبرا أن الشعب الليبي أصبح كتلة واحدة ولن يستطيع أحد الوقوف في وجهه، مؤكدا أنه آن لليبيا أن تتغير وتدخل في العالم المعاصر بكل مقوماته. يأتي ذلك بعد امتداد الاضطرابات ضد القذافي إلى العاصمة طرابلس وتوعد نجله سيف الإسلام أول من أمس بالقتال حتى آخر رجل بعد قتل عشرات المحتجين في شرق البلاد، وطرحه لمبادرة وصفها بـ«التاريخية» تقضي بإطلاق الحريات وإصدار قانون جديد للصحافة وتغيير قانون العقوبات، وإطلاق حوار وطني لوضع دستور جديد للبلاد. وتجتاح المظاهرات عددا من المدن الليبية وسمع إطلاق النار في العاصمة طرابلس، فيما ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن 233 شخصا قتلوا في الاحتجاجات منذ الخميس، بينما وعد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي بالإصلاحات ووصف الاحتجاجات بأنها مؤامرة أجنبية.