احتجاجات ليبيا تنعش آمال اللبنانيين في كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه

بعضهم يأمل كشف حقيقة تغييبه.. والبعض الآخر يتهيأ لاستقباله

TT

أنعشت الاحتجاجات التي تشهدها المدن الليبية مطالبة برحيل رئيسها معمر القذافي آمال اللبنانيين عموما، والشيعة منهم تحديدا، بالتوصل إلى معرفة حقائق جديدة متعلقة بتغييب النظام الليبي للإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ورفيقيه الشيخ حسن يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، عام 1978.

في الشارع، يتهامس اللبنانيون حول اقتراب معرفة مصير الإمام المغيّب ويترقبون أن تؤدي الإطاحة بالقذافي إلى فتح فصل جديد، بعضهم يريد معرفة الحقيقة والبعض الآخر لا يزال يأمل في عودته ورفيقيه، إلى درجة إشارة بعض اللبنانيين إلى أن مغتربين شيعة يضعون في حساباتهم إمكانية القدوم إلى لبنان في الأيام المقبلة للمشاركة في استقبال الإمام الصدر.

ما يُقال في الشارع همسا تردده صفحات «فيس بوك» علنا. وإذا كان اللبنانيون قد عبروا عن دعمهم لانتفاضة الياسمين في تونس وثورة 25 يناير في مصر، فإن حماستهم لما يحدث في ليبيا تفوق سابقتيها حماسا، مع إنشاء مجموعات خاصة مناهضة للقذافي ومطالبة بمعرفة مصير الإمام الصدر ورفيقيه، نظرا لقدسية هذه القضية رغم مرور عقود طويلة عليها.

في إحدى المجموعات التي أنشئت حديثا على «فيس بوك» بعنوان «ضد القذافي»، كتبت منال على حائط المجموعة: «موسى يا موسى يا أبا الأحرار.. فلنستعد للقاء إمامنا وقائدنا السيد موسى الصدر.. فكلنا أمل أنه عائد وحي فينا.. وهذا اليوم آت آت آت». وفي مرة أخرى تخاطب الإمام المغيب ورفيقيه بالقول: «يا إمامي يا موسى الصدر.. انهض، انفض غبار الأسر عن عمامتك.. حضر خطابك.. ويا شيخنا الكريم ها هي عائلتك تحضر لك غرفتك وترش الزهور على طريقك.. أما أنت أيها الصحافي فاستعد لتكتب أعظم مقال وها هم أطفالك قد أصبحوا رجالا». ونقلت مشاركة أخرى خبرا لم تحدد مصدره وجاء فيه: «ضابط ليبي يؤكد أن الإمام القائد السيد موسى الصدر ما زال على قيد الحياة». وأكد جهاد، الذي تملأ كتاباته صفحة المجموعة على «فيس بوك» لـ«الشرق الأوسط» أن «كثيرا من اللبنانيين، خاصة من أبناء الطائفة الشيعية، شاركوا بقوة في المجموعات الداعمة لانتفاضة الشعب الليبي، كما أسسوا مجموعات تناهض العقيد معمر القذافي، على خلفية القضية الكبرى التي يجمع عليها لبنان». وشدد على أن «هذه القضية يوليها الشيعة في لبنان أهمية كبيرة، خاصة الشباب الذين لم يكونوا قد ولدوا حين غيّب الإمام في ليبيا عام 1978». ويشير إلى أنه «إذا كان الهدف من هذا التحرك هو مناهضة القذافي ونظامه الديكتاتوري، فإن معظم اللبنانيين المندفعين تجاه قضية الإمام الصدر، يأملون معرفة مصير الإمام ورفيقيه، بل لا يخفون أملهم اللافت بأن يكون ما زال على قيد الحياة، وهم يتلقفون أي خبر تنقله وسائل الإعلام عن هذا الموضوع لنشره على فيس بوك».