أعلن دبلوماسي إيراني بارز في الخارج أمس انضمامه إلى المعارضة الإيرانية بعد تقديم استقالته من قنصلية إيران في مدينة ميلانو الإيطالية. وقد جاءت هذه الاستقالة بعد يوم واحد من مظاهرات عمت عددا من المدن الإيرانية أول من أمس. وتأتي الاستقالة في ما يبدو كموقف رفض للأساليب التي تمارسها السلطات في إيران لقمع المتظاهرين. جاء ذلك في بيان لحركة «الموجة الخضراء» الإيرانية المعارضة في فرنسا وزع الاثنين، وجاء فيه أن دبلوماسيا إيرانيا استقال من قنصلية بلاده في مدينة ميلانو الإيطالية لينضم إلى الحركة. وقالت الحركة التي تشكلت في مارس (آذار) 2010 إن «السيد أحمد مالكي وجميع أفراد أسرته وصلوا إلى فرنسا حيث سيطلب اللجوء السياسي». ويقود أمير جاهنشاهي رجل الأعمال الإيراني الذي يعيش في المنفى حركة «الموجة الخضراء». وقالت الحركة إن مالكي، 49 عاما، من أبناء إخوة آية الله مهدي كروبي أحد قيادات المعارضة الرئيسيين في إيران حاليا. ولم يتسن الاتصال بأي مسؤولين في السفارة الإيرانية بالعاصمة الإيطالية روما للتعقيب. وحذرت السلطات الإيرانية يوم السبت من أنها ستتصدى لأي تجمع غير قانوني للمعارضة. وتحاول السلطات تجنب تكرار الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة التي اندلعت بعد انتخابات 2009 الرئاسية.
وقتل شخصان واعتقل العشرات الأسبوع الماضي حين خرج آلاف من أنصار المعارضة في طهران ومدن أخرى إلى الشوارع للتعبير عن تعاطفهم مع الانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس.
وقال بيان الحركة بعد إعلانه استقالته من منصبه ووقوفه بصراحة في صف مواطنيه: «أظهر السيد مالكي للشعب الإيراني والرأي العام العالمي أن الشعب الإيراني ليس بمفرده في نضاله». وقالت متحدثة باسم حركة «الموجة الخضراء» أن مالكي يشغل منصبه في قنصلية ميلانو منذ مايو (أيار) 2009 وعمل بوزارة الخارجية لمدة 24 عاما. وذكرت الحركة أيضا أن عددا من الدبلوماسيين في سفارات أخرى ومسؤولين مرتبطين بالسياسة الخارجية يتعاونون معها سرا. وينضم مالكي إلى آخرين من بينهم قنصل إيراني سابق في النرويج وضابط بالقوات الجوية وضابط كبير من الحرس الجمهوري انشقوا وانضموا إلى عضوية حركة «الموجة الخضراء». وشهدت إيران مؤخرا عددا من المظاهرات في طهران وعدد من المدن الإيرانية دعما لانتفاضتي الشعبين في مصر وتونس، كان آخرها المظاهرات التي عمت عددا من المدن الإيرانية الأحد، التي دعت إليها المعارضة الإيرانية في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وتتهم طهران المعارضة الإيرانية بالعمالة لأميركا وإسرائيل، وطالب عدد من أعضاء مجلس النواب في إيران بمحاكمة رموز المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بتهمة «الفساد في الأرض» وتطبيق حكم الإعدام شنقا في حقهم.