سرقة مزدوجة لأربع لوحات ثمينة من متحف في كورسيكا

على الرغم من منظومة متطورة للإنذار المبكر مع 70 كاميرا وأجهزة استشعار

واجهة متحف «أجاكاسيو»
TT

ينطبق المثل العربي «حاميها حراميها» على السرقة التي تعرض لها متحف في جزيرة كورسيكا الفرنسية، فجر أول من أمس. فمهما كانت المتاحف محصنة بأنظمة حماية متطورة، فإن المرء يقف عاجزا عن منع السرقات فيها إذا كان اللص من داخل المكان ومن المكلفين بحراسته. هذا ما قاله فيليب كوستامانيا، محافظ متحف «أجاكاسيو»، في جنوب الجزيرة، بعد سرقة أربع لوحات ثمينة من متحفه، فجر أول من أمس، بينها واحدة للرسام نيكولا بوسان، أحد أبرز الفنانين الفرنسيين في القرن السابع عشر.

وكانت التحقيقات الأولية قد كشفت تورط أحد الحراس الليليين في السرقة. لكن الحارس المتهم نفى أن يكون احتفظ باللوحات وزعم أن لصا غيره سطا على اللوحات بعد أن كانت في حوزته. وطلب الحارس أنطوان م. حضور مندوبي وسائل الإعلام في موعد حدده أمام مركز الشرطة الذي تم احتجازه فيه، لكي يؤكد أنه لم يكن ينوي الاحتفاظ بالمسروقات. وقال إنه أخذ اللوحات رهائن لديه للضغط على عمدة «أجاكاسيو» لكي لا يطرده من الشقة السكنية التي يقيم فيها والمخصصة لمحدودي الدخل، بعد أن تراكمت عليه الإيجارات غير المدفوعة. وأضاف أنه لما دل المحققين على المكان الذي توجد فيه اللوحات، فوجئ بأنها لم تكن هناك.

الحارس الذي يشغل موقعه منذ أكثر من 20 سنة، حرص على القول أمام كاميرات التلفزيون إنه ليس مجرما ولا لصا بل رب عائلة ذو سجل عدلي نظيف. كما وصف السرقة التي قام بها بأنها مجرد «استعارة». وهو كان قد عمد إلى تعطيل جهاز الإنذار، وأنزل عن الجدار 3 لوحات من صالة في الطابق الأول من المتحف، ومعها لوحة رابعة من صالة في الطابق الثاني، وخرج باللوحات المنتقاة بدراية من المكان من دون أن يثير شكوك الحارس النهاري الذي تسلم النوبة منه. لكن المحققين ألقوا عليه القبض بعد أن عثروا على «ضبة» مفاتيحه قرب أحد أبواب الخروج. وبادر السارق إلى الاعتراف بفعلته، على الفور، قائلا إنه ترك اللوحات في صندوق سيارته التي ركنها في طريق معزول. ولما توجه المحققون إلى المكان وجدوا السيارة مكسورة الزجاج الأمامي، ولم يجدوا أثرا للوحات. ولم يتراجع الحارس عن أقواله طيلة اليومين الماضيين. وهو ما زال قيد التوقيف بعد شكوك المحققين في أن يكون له شريك في السرقة. وتم تكثيف الحراسة على موانئ الجزيرة وعلى مطاراتها منعا لمحاولة إخراج اللوحات منها.

يذكر أن متحف «أجاكاسيو» كان قد أغلق أبوابه للترميم طوال سنتين. وأعلن المشرفون عليه، عند إعادة افتتاحه في الصيف الماضي، أنه المتحف الأكثر حماية في فرنسا بعد تزويده بمنظومة متطورة للإنذار المبكر مع 70 كاميرا مراقبة وأجهزة استشعار ترسل تحذيراتها إلى غرفة الحراسة مع أي حركة أو تغير في الحرارة يطرأ على الطوابق الأربعة للمبنى.