يسعى مارسيليا الفرنسي إلى نقل نجاحه على المستوى المحلي إلى مسيرته الأوروبية عندما يستضيف مانشستر يونايتد الإنجليزي اليوم في ذهاب الدور الثاني (دور الـ16) في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويواجه مارسيليا اليوم اختبارا صعبا للغاية في مواجهة فريق مانشستر يونايتد الذي تغلب على بدايته المتذبذبة هذا الموسم واستعاد مستواه العالي في الأسابيع الماضية ليهيمن على قمة جدول الدوري الإنجليزي ويقترب تدريجيا من استعادة لقبه المحلي.
ويعاني مرسيليا من غياب مهاجمه المتألق راهنا آندريه - بيار جينياك بسبب الإصابة. وترك مهاجم تولوز السابق مباراة فريقه مع سانت إتيان في الدوري (2/1) السبت الماضي في الدقيقة 74 بعد إصابته في قدمه، ويتوقع أن يغيب 15 يوما عن الملاعب. وسجل جينياك أربعة أهداف للفريق الجنوبي في آخر 4 مباريات في الدوري بعد بدايته البطيئة هذا الموسم. كما تعرض المهاجمان البرازيلي برانداو ولويك ريمي للإصابة في مباراة سانت إتيان، لكن يتوقع مشاركتهما أمام يونايتد، في حين أصبح لاعب الوسط الدولي ماتيو فالبوينا جاهزا للمشاركة بعد تعافيه من الإصابة.
في المقابل، يواجه مانشستر يونايتد اختبارا غامضا في ظل ارتفاع مستوى مارسيليا في الموسمين الماضي والحالي واستعادة بعض بريقه على المستوى المحلي وازدياد رغبته في المنافسة بقوة على المستوى القاري. وحافظ مارسيليا على سجله خاليا من الهزائم على مدار آخر 8 مباريات خاضها في الدوري الفرنسي فحقق التعادل في أربع مباريات وفاز بأربع مباريات كان منها الفوز في آخر ثلاث مباريات على التوالي.
وتمثل المباراة أمام مانشستر يونايتد أصعب مواجهة يتوقعها مارسيليا أو مديره الفني المتألق ديدييه ديشامب الذي كان له العديد من الصولات والجولات داخل المستطيل الأخضر كلاعب في عدة أندية وفي صفوف المنتخب الفرنسي، كما يشق طريقه بنجاح حاليا في المجال التدريبي. ويحتل مارسيليا المركز الثالث في جدول الدوري الفرنسي برصيد 42 نقطة وبفارق ثلاث نقاط فقط خلف المتصدر ليل وبفارق نقطة واحدة خلف رين صاحب المركز الثاني.
واعتبر ديشامب أن فريقه سيقوم بكل ما في وسعه لحرمان بطل أوروبا 3 مرات من تحقيق الفوز: «لم يخسروا في دور المجموعات. فريقهم موهوب للغاية هجوميا كما أن دفاعهم يقوم بواجبه كاملا. لا أعتقد أن المباراة ستشهد أهدافا كثيرة». وأضاف ديشامب الذي قاد مرسيليا كلاعب لنيل لقب 1993: «علينا التسجيل لأن المباراة تقام على أرضنا وفي الوقت ذاته يجب أن تبقى شباكنا خالية».
في المقابل، نجح مانشستر يونايتد في التغلب على الهزيمة المفاجئة التي مني بها أمام وولفرهامبتون في 5 فبراير (شباط) الحالي، وهي الهزيمة الوحيدة للفريق في 26 مباراة خاضها بالدوري هذا الموسم، وحقق فوزا ثمينا 2/1 على مانشستر سيتي في الدوري قبل أن يحقق فوزا هزيلا 1/صفر على فريق كراولي تاون المتواضع في كأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت الماضي.
ويتربع مانشستر يونايتد على قمة جدول الدوري الإنجليزي برصيد 57 نقطة مقابل 53 نقطة لآرسنال صاحب المركز الثاني بعد 26 مباراة لكل منهما، بينما يحتل مانشستر سيتي المركز الثالث برصيد 49 نقطة من 27 مباراة. ولم تكن مسيرة مانشستر يونايتد في الدور الأول لدوري أبطال أوروبا مختلفة عن هذا النجاح حيث حافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في المباريات الست بمجموعته. ويأمل الفريق في مواصلة هذا النجاح والعبور إلى دور الثمانية للبطولة على حساب مارسيليا. وتبدو المشكلة الوحيدة التي يواجهها سير أليكس فيرغسون المدير الفني الأسكوتلندي لفريق مانشستر يونايتد في مباراة اليوم هي استمرار غياب ريو فيرديناند عن خط الدفاع بسبب الإصابة. ولذلك، يبدو كريس سمولينغ الذي تألق في المباراة أمام مانشستر سيتي هو المرشح الأقوى للعب بدلا من فيرديناند إلى جوار الصربي نيمانيا فيديتش في مركز قلب الدفاع. وتعرض التوأم البرازيلي رافايل وفابيو دا سيلفا للإصابة في مباراة كراولي في بطولة كأس إنجلترا وانسحب مواطنهما آندرسون من اللقاء بعد تعرضه لإصابة عضلية، كما أن الكوري الجنوبي بارك جي سونغ سيغيب عن الرحلة بسبب الإصابة. لكن الأنباء الجيدة تمثلت في تجديد الظهير الفرنسي باتريس إيفرا عقده مع «الشياطين الحمر» حتى عام 2014 ويتوقع أن ينال الأخير استقبالا ساخطا من جماهير مرسيليا بعد أن حمل سابقا ألوان موناكو الفريق الجنوبي الآخر في فرنسا. كما أن الظهير الأيسر لعب سابقا تحت إشراف ديشامب في موناكو عندما خسر فريق الإمارة نهائي دوري أبطال أوروبا 2003 أمام بورتو البرتغالي.
وقال فيرغسون إنه يحترم فريق مارسيليا كثيرا ولكنه يعتقد أن مانشستر يونايتد يلعب بشكل جيد يكفي لتحقيق نتيجة إيجابية في فرنسا. وأوضح فيرغسون: «مديرهم الفني، ديدييه ديشامب، نجح في تشكيل فريق قوي وكبير للغاية وفعال». وأضاف: «شاهدتهم يلعبون على ملعبهم أمام تشيلسي في الدور الأول (دور المجموعات) حيث حققوا الفوز 1/صفر على تشيلسي. ولكن تشيلسي نجح في صنع بعض الفرص في هذه المباراة ولذلك نتمنى أن نفعل الشيء نفسه. لن يكون من السهل التغلب على مارسيليا في ملعبه، ولكنني أعتقد أن فرصتنا جيدة في التأهل (لدور الثمانية)». هذا ويملك يونايتد رصيدا مميزا في المباريات خارج أرضه؛ إذ فاز في 9 من آخر 10 مباريات خارج ملعبه في دوري الأبطال. والتقى الفريقان سابقا في موسم 1999 - 2000 وتبادلا الفوز في دور المجموعات.