صدام كان سباقا

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «إنه الجنون في ليبيا»، المنشور بتاريخ 22 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن القذافي ليس رئيس الدولة العربية الوحيدة التي تستخدم العنف بهذا الشكل المفرط ضد أبنائها، فقد سبقه صدام حسين إلى ذلك، بعد اندحار قواته من الكويت عام 1991، حيث التحم الجيش والشعب في الجنوب في انتفاضة هي الأولى من نوعها ضد النظام الديكتاتوري. إلا أن القوات الأميركية، ولاعتبارات خاصة، سمحت لنظام صدام بإجهاض تلك الانتفاضة بشتى الوسائل، بضغط عربي وتعتيم إعلامي لم يسبق له مثيل. وقد راح ضحية ذلك عشرات الآلاف من الشعب العراقي. فقد استخدمت قوات صدام الطائرات المروحية وصورايخ سكود في قمع الانتفاضة، بالإضافة إلى الدروع. واستمر نظام صدام حتى عام 2003 يلبي كل ما يؤمر به. فما المانع من استمرار نظام القذافي ضعيفا ينفذ ما يريده الغرب، بعد سلسلة من الإصلاحات الشكلية، مقابل وقف ثورات الشباب العربي. رغم ذلك، أعتقد أن الشعب الليبي سيواصل ثورته مهما كانت التضحيات، غير آبه بالموقف العربي الرسمي الخجول مقارنة بالتنديد الأوروبي، وموقف واشنطن الذي يواصل دراسة الموقف.

عمر علي - كندا [email protected]