الأمير سلمان موصيا الشباب السعودي: اعملوا في وطنكم عند تخرجكم.. وتجاوزوا صعوبات البداية

خلال تدشين مقر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالرياض

الأمير سلمان بن عبد العزيز خلال إلقاء كلمته التي بثها التلفزيون السعودي بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

حث الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، الشباب السعودي على السعي وراء حصولهم على أعمال في وطنهم، تتناسب مع مؤهلاتهم والدرجات العلمية التي حصدوها بعد تخرجهم في معاهد التدريب التقني والمهني في البلاد.

وأبدى الأمير سلمان بن عبد العزيز سعادته بافتتاح مقر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وقال: «عندما نحتفل بافتتاح مقر المؤسسة، فإننا نفتتح مبنى يشرف على تدريب شبابنا وتأهيلهم للعمل بوطننا، وأنا في هذا اليوم سعيد جدا، أن نحتفل أيضا بشبابنا العاملين».

وتوجه أمير منطقة الرياض بكلمة خصصها للشباب السعودي المقبل على التخرج بقوله: «اعملوا في بلدكم، وعند تخرجكم، وحصولكم على الشهادة العلمية، يجب الالتحاق بأي وظيفة متاحة في هذه البلاد»، منوها بالبدايات الصعبة التي تعتلي الشباب الطموح عند شق طريقه نحو العمل.

وقال أمير منطقة الرياض: «إن الإنسان يبدأ من الصفر، وينتهي إلى الأعلى، وأنتم، والحمد لله، تجدون الدعم من دولتكم، رعاها الله، والاهتمام بكم، وتتلقون التدريب من المؤسسة، فأنتم بذلك تخدمون دينكم ووطنكم وشعبكم، أتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح».

وتوجه الأمير سلمان بن عبد العزيز بالشكر للمهندس عادل فقيه، وزير العمل، والدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، معربا عن تمنياته بالتوفيق لهما.

جاءت كلمات الأمير سلمان بن عبد العزيز تلك، خلال افتتاحه أمس مبنى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في قلب العاصمة السعودية الرياض، في حفل شهده عدد من الوزراء والمسؤولين في القطاعين العام والخاص.

بدوره، اعتبر المهندس عادل فقيه أن الرعاية من قبل الأمير سلمان تأتي في إطار الدعم الذي تلقاه المؤسسة من قبل الدولة، وأن المؤسسة تعمل على توفير المهارات الخاصة لدى جميع المتدربين، وتسعى لأن تكون شريكة مع القطاع الخاص الذي يعمل كشريك أساسي لجميع أجهزة الدولة.

وأضاف فقيه، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان «المؤسسة تعمل بشكل دوري على تطوير برامجها التدريبية الخاصة، لجعلها ملائمة لسوق العمل، وفي الوقت ذاته، تعتبر قضية التوظيف ذات عدة أبعاد، منها وجود المهارات الكافية والملائمة في المتخرج، التي تندرج في إطار مسؤولية المؤسسة، التي تقوم بعمل دائم على مراجعة برامجها السنوية».

وقال فقيه: «لا بد من وجود فرص توظيف مناسبة للخريجين، هذه مسؤولية تقع في جزء منها على مدى التزام المؤسسات والشركات بنسب السعودة، التي ينص عليها نظام وزارة العمل، وفرض تلك النسب الإتاحة الأولية لشبابنا الخريجين». وأضاف: «إن تلك الخطوات تأتي قبل استخراج تأشيرات لاستقدام عمالة وافدة، أو تجديد رخص لعمالة تعمل في البلاد». وطالب فقيه في الوقت ذاته جميع القطاعات العاملة في البلاد بمزيد من توليد فرص العمل الجديدة، ووضع خطط لاستيعاب تلك الأعداد من الخريجين.

من جانبه، هنأ الدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الوطن والمواطنين بعودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية.

واسترجع الغفيص كلمة الأمير سلمان بن عبد العزيز قبل 46 عاما، كان قد سطرها في سجل الزيارات لمعهد التدريب المهني، جاء في نصها: «سرني جدا ما رأيته من المعهد، وأرجو لأبناء وطني مزيدا من المعرفة والعلم؛ لأننا نستطيع أن نبني بلادنا إذا ثابرنا على العمل».

وأضاف الغفيص، في كلمة ألقاها: «لم تتجاوز تكلفة إنشائه 95 مليون ريال (25.33 مليون دولار)، بطاقة استيعابية تصل إلى ما يقرب من 1100 موظف، منوها بقيام فريق من الشباب السعودي بأعمال الصيانة في هذا المبنى، وتشمل صيانة الأجهزة الإلكترونية، والكهرباء، وأعمال السباكة، وصيانة أجهزة التبريد والتكييف، وقيامهم بأعمال الدعم الفني».

وأكد الغفيص أن جميع البنى التحتية التقنية والفنية قامت عليها شركات عالمية معروفة في تخصصاتها. وأضاف: «إن الشباب السعودي الذي يشرف على أعمال الصيانة يجب إبرازه، نظرا لما يقوم به من أعمال صيانة مشرفة».

وأكد عدم الاستعانة بشركات أجنبية للقيام بأعمال الصيانة، وبالتالي منحت الثقة الكاملة للشباب، في حين أبرز محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تنفيذ معظم خطة التوسع في المشاريع التدريبية، التي اشتملت على 162 معهد تدريب مهني، و45 كلية تقنية، و41 معهدا عاليا تقنيا للبنات، تم تنفيذها من فائض الميزانية بنسبة تجاوزت 98%، ومن المتوقع اكتمال تلك الأعمال خلال 3 سنوات مقبلة.

وأضاف الغفيص أنه عند اكتمال وتجهيز تلك المشاريع ترتفع أعداد الكليات التقنية، والمعاهد العليا للبنات، ومعاهد التدريب المهني الصناعي لتصل إلى 250 كلية ومعهدا، بطاقة استيعابية في أعداد المتدربين تصل إلى 400 ألف متدرب ومتدربة، مع تضاعف في أعداد الخريجين من 40 ألفا إلى 180 ألف خريج وخريجة سنويا. وقال: إن المؤسسة نجحت في بناء علاقة متينة ومثالية مع القطاع الخاص باعتباره المستهدف الأول في مخرجات برامج التدريب، ونقل وتوطين التقنية من خلال عملية تشاركية بين المؤسسة وكبريات الشركات على المستويين المحلي والخارجي. واهتمت المؤسسة بالموارد البشرية من خلال التدريب والابتعاث، فقد تم ابتعاث عدد من منسوبيها للحصول على درجة الماجستير في تخصصات هندسية وتقنية، كما تم ابتعاث بعض المتميزين من خريجي الكليات التقنية والمعاهد العليا التقنية للبنات في برنامج خادم الحرمين الشريفين لإعداد المدربين التقنيين.