سفينتان حربيتان إيرانيتان تعبران قناة السويس وسط حراسة مشددة

إسرائيل تتأهب وتعتبر الخطوة استفزازية وتدعو المجتمع الدولي للرد عليها بحزم

الفرقاطة الإيرانية «آي إس ألفاند» لدى مرورها في قناة السويس أمس(أ.ب)
TT

وسط حراسة أمنية مشددة، عبرت سفينتان تابعتان للبحرية الإيرانية قناة السويس، أمس، في مقدمة قافلة الجنوب المقبلة من البحر الأحمر والمتجهة نحو البحر المتوسط لترسو في ميناء اللاذقية لإجراء مناورات مشتركة مع القوت البحرية السورية.

وقالت مصادر ملاحية إن السفينتين فرقاطة MK5 وسفينة إمداد، اللتين كان من المقرر أن تدخلا القناة في أول الأسبوع الحالي، عبرتا قناة السويس بعد إرجاء مرورهما ليومين بناء على طلب التوكيل الملاحي. وأكدت المصادر أن إجراءات الأمن تضمنت إلغاء الصيد بقناة السويس وفرض حراسة على ضفتي قناة السويس ووقف المرور أعلى كوبري قناة السويس، كما رافقت السفينتين وحدات بحرية لتأمين مرورهما.

كانت إيران قد أعلنت في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي أن متدربين للبحرية على متن سفن حربية إيرانية أرسلوا في بعثة تدريبية لمدة عام عبر خليج عدن إلى البحر الأحمر ومنه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، لتدريب طلبة البحرية الإيرانية وإعدادهم للدفاع عن سفن الشحن الإيرانية وناقلات النفط العملاقة في مواجهة التهديد المستمر للقراصنة الصوماليين.

وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية أن البحرية الإسرائيلية رفعت مستوى تأهبها إثر وصول السفينتين الحربيتين الإيرانيتين إلى البحر المتوسط و«سترد فورا» على أي تحرك تعتبره استفزازيا. من جهتها، دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية المجموعة الدولية أمس إلى الرد «بحزم» على عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين قناة السويس إلى البحر المتوسط.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغال بالمور لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه وجود عسكري إيراني غير مسبوق في البحر المتوسط، ويشكل استفزازا يتعين على المجموعة الدولية الرد عليه بحزم».

كانت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء قد ذكرت أن السفينتين المعنيتين هما سفينة الإمداد «خرق» التي تبلغ زنتها 33 ألف طن وفرقاطة الدورية «الفاند»، وكلتاهما بريطانية الصنع. ويتألف طاقم السفينة «خرق» من 250 شخصا وتستطيع نقل 3 مروحيات. أما «الفاند» فمزودة بطوربيدات وصواريخ مضادة للسفن. وذكر مصدر دبلوماسي إيراني الأحد أن السفينتين ستقومان بزيارة «روتينية قصيرة» إلى سورية. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال قبل يومين إن بلاده تعتبر إرسال السفينتين الإيرانيتين إلى المتوسط «أمرا خطيرا». واعتبر وزير الخارجية اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان إرسالهما «استفزازا». وتعتبر إسرائيل أن إيران تشكل خطرا استراتيجيا كبيرا على أمنها. يُذكر أن عبور السفينتين هو الأول للسفن للبحرية الإيرانية من القناة منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.