الرباط تنفي تدخل الجيش في الحسيمة وعدد الضحايا لم يتجاوز 5 أشخاص

عودة الهدوء إلى فاس وصفرو بعد مصادمات بين قوات الأمن وطلاب

TT

نفت السلطات المغربية تدخل قوات الجيش للسيطرة على أعمال الشغب التي شهدتها أول من أمس مدينة أمزورن القريبة من الحسيمة في شمال البلاد، وقالت إن قوات الأمن هي التي تدخلت لحفظ النظام. وفي غضون ذلك، عاد الهدوء إلى مدن فاس وصفرو والحسيمة بعد أعمال شغب.

وقالت السلطات المغربية إن عدد ضحايا حوادث العنف في الحسيمة لم يتجاوزوا خمسة أشخاص، وهو الرقم الذي أعلن عنه الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية أول من أمس، ودحضت ما قيل حول مقتل آخرين في صفوف مثيري الشغب. وأشارت السلطات إلى أن الأشخاص الخمسة قتلوا عقب انتهاء مظاهرة الاحتجاج، حيث اكتشفت خمس جثث متفحمة داخل مقر فرع أحد البنوك وسط مدينة الحسيمة، وتبين أن القتلى هم من المشاغبين الذي دخلوا بهدف نهب الأموال في الوقت الذي كان فيه آخرون يضرمون النار في المصرف.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر محلية في الحسيمة لـ«الشرق الأوسط» إن الطفل الذي أعلن عن وفاته خلال اندلاع أعمال الشغب على إثر دهسه بسيارة لم يمت، وإنما أصيب بكسور فقط. كما لم يتم إحراق أي مركز للشرطة أو مؤسسة حكومية في بلدة أمزورن.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه لم تخرج مظاهرات احتجاج أمس، في حين استمر إغلاق المدارس في أمزورن، كما أن عددا من المحلات التجارية ظلت مغلقة لخشية أصحابها من تجدد أعمال التخريب. وكانت فاس عرفت مواجهات عنيفة بين عناصر الأمن وطلبة جامعيين الليلة قبل الماضية، واقتحمت عناصر الشرطة الحي الجامعي، واعتقلت بعض الطلبة، وامتدت المواجهات لتشمل بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية مثل أحياء «الليدو، بن دباب، بنسودة». وقالت مصادر محلية إن الأوضاع في المدينة يشوبها التوتر. وذكرت مصادر طلابية إن قوات الأمن تدخلت بأعداد كبيرة، حيث كان الطلبة يرشقون بعض المحلات التجارية بالحجارة أمس في حي الليدو الذي يقطنه الطلاب.

من جهة أخرى، خرج طلاب مدارس ثانوية في القرويين وبعض المؤسسات التعليمية بأحياء «الأدارسة» و«النرجس» و«عوينات الحجاج» في مظاهرات احتجاجية. وذكرت بعض المصادر أن الاحتجاجات التي شهدتها فاس بدءا من يوم الأحد حتى مساء أول من أمس، خلفت خسائر مادية، شملت بعض المحلات التجارية وثلاثة مصارف فضلا عن تكسير ما يزيد على 10 سيارات بكل من حي «بن دباب» و«بن سودة»، فيما تدخلت قوات الأمن للحيلولة دون مزيد من التخريب. وفي مدينة صفرو (جنوب شرق مدينة فاس) هاجم المتظاهرون عدة مؤسسات حكومية، وحاولوا إحراق باب السجن المحلي، وأصيب عشرة أشخاص، اثنان منهم نقلا إلى إحدى المصحات بمدينة فاس ضمنهم عز الدين المنجلي، رئيس فرع حزب النهج الديمقراطي.

على صعيد آخر، قال مصدر في الرباط من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الحالة الصحية لخديجة رياضي، رئيسة الجمعية تعرف تحسنا ملموسا، بعد أن تعرضت لاعتداء من طرف رجل أمن مساء الاثنين، حين كانت رفقة أعضاء من الجمعية ونشطاء حقوقيين في وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص، ونظمتها الجمعية دعما منها لمسيرة «شباب 20 فبراير (شباط)». وأدانت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان الاعتداء الذي طال رياضيا، وطالبت وزير الداخلية بفتح تحقيق بشأن استعمال العنف.

من جهتها، دعت «الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب» إلى تشكيل مجلس لدعم «حركة 20 فبراير» من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية، وأكدت استمرارها في دعم المواقف التي يختارها «شباب 20 فبراير»، بدءا بمظاهرات قالت إنها ستجري يومي السبت والأحد المقبلين، وطالبت بفتح تحقيقات حول من يقف وراء أحداث العنف التي جرت في عدد من المدن.