السلطة تسعى لإخراج الفلسطينيين من ليبيا.. وتنتظر موافقة إسرائيل

عددهم يفوق 25 ألفا ومعظمهم بلا بطاقات هوية

TT

تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب رسمي لإسرائيل للسماح للفلسطينيين المقيمين في ليبيا بدخول الأراضي الفلسطينية، إثر التطورات المتسارعة هناك. وقال وزير الشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية حسين الشيخ، إن القيادة الفلسطينية طلبت من عدة جهات عربية ودولية الضغط على إسرائيل للسماح بدخول الفلسطينيين المقيمين في ليبيا فورا إلى الأراضي الفلسطينية. وأضاف أنه «يجري الإعداد لاستيعاب هؤلاء الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل يليق بهم». ولم تردّ إسرائيل بعدُ على السلطة وقالت إنها تدرس الطلب.

وهناك قلق في رام الله على مصير الفلسطينيين في ليبيا، وهو قلق مختلف عما كان عليه الحال أثناء الثورتين المصرية والتونسية. وعلاقة السلطة بالزعيم الليبي معمر بالقذافي متوترة، وطالما شابتها مشكلات، فقبل أسبوع فقط دعا القذافي فلسطينيي الشتات، بمن فيهم الموجودون في ليبيا، إلى الاستفادة من الثورات الشعبية في منطقة الشرق الأوسط بأن يحتشدوا على حدود وطنهم ليفرضوا على إسرائيل حقهم في العودة. وقال: «إن أساطيل من القوارب يمكن أن تأخذ الفلسطينيين لينتظروا على السواحل الفلسطينية حتى تحل المشكلة». وطلب منهم أن يتوجهوا إلى الحدود حاملين أغصان الزيتون وأن يعسكروا على الحدود وفي عرض البحر. وأردف: «دعوهم (الإسرائيليون) يضربونهم بالقنابل الذرية.. فليكن ذلك».

وقال الشيخ إن «القيادة تتابع منذ بداية المحنة هناك أوضاع الجالية الفلسطينية»، التي يزيد عددها حسب تقديرات مختلفة على 25 ألف فلسطيني. وتحتاج السلطة إلى موافقة إسرائيل لأن غالبية كبيرة من هؤلاء لا يحملون الهوية الوطنية الفلسطينية، بخلاف الطلاب الذين يدرسون هناك في جامعات طرابلس، وبنغازي، ومصراطة، ويحملون الهوية التي تؤهلهم للعودة دون موافقة إسرائيل.

وحتى أمس لم يبلغ عن إصابة في أوساط الجالية الفلسطينية في ليبيا، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية.

من جانبها أكدت الشبيبة الفتحاوية في بيان أنها تلقت اتصالات من ذوي عدد من الطلبة الفلسطينيين الدارسين في ليبيا تفيد بانقطاع الاتصالات مع أبنائهم، ما تسبب في حالة من القلق والخوف على مصير أبنائها. ودعت الشبيبة السلطات التونسية والمصرية لتسهيل مرور كل الفلسطينيين عبر الحدود من الباحثين عن مناطق آمنة، كما ناشدت المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بالمساعدة الفورية في توفير حماية وملاذ آمن لأبناء الجالية الفلسطينية عامة والطلبة خاصة.

وفي حين تحاول السلطة إخراج الفلسطينيين من ليبيا دون أن تعطي موقفا من الصراع الدائر هناك، هاجمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بشدة النظام الليبي، ونددت حماس «بقيام النظام في ليبيا بمواجهة أبناء الشعب الليبي الذين خرجوا في مسيرات سلمية، واستهدافهم وقصفهم بالطائرات الحربية والمدافع وتنفيذ مجازر جماعية بشعة ضدهم، سقط فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى».

ودعت الحركة في بيان لها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى «استنكار المجازر الوحشية التي ينفذها النظام في ليبيا، كما ندعو للتضامن مع الشعب الليبي العظيم».

أما «الجهاد» فدعت إلى «احتضان ودعم الثورة الليبية في مواجهة جرائم القذافي ومرتزقته». وقالت «الجهاد» في بيان: «نتابع بقلق بالغ الأحداث المتلاحقة في الجماهيرية العربية الليبية، وننظر بخطورة كبيرة إلى ما يُرتكب من مجازر دموية بحق أحفاد الشيخ المجاهد عمر المختار في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام عن قصف بالطيران الحربي للمدنيين المطالبين بإسقاط نظام القذافي المستبد». وأضاف البيان: «نبدي استنكارنا الشديد لما أقدم عليه نظام القذافي من استهداف للجماهير التي خرجت تنادي بحقها المشروع بطريقة حضارية وسلمية على اعتبار أن الشعب مصدر كل السلطات، ونتساءل: أين كانت طائرات القذافي الحربية التي تقصف الأهالي المفترض بها حمايتهم، عندما دكت طائرات العدو الصهيوني غزة على مدار 23 يوما وارتكبت فيها مجازر دموية بشعة؟».

واعتبرت «الجهاد» أن «الثورة التي تشهدها ليبيا وما سبقها في تونس ومصر هي ثورات ضد أنظمة الاستبداد ونهب ثروات البلاد لصالح الحكام الذين تسلطوا على رقاب شعوبهم لسنوات طويلة مارسوا خلالها القهر والإذلال، وقمعوا كل محاولة للنهضة والازدهار».

وخرج مئات الفلسطينيين أمس من مناصري حماس و«الجهاد» بمسيرات في غزة، تضامنا مع الشعب الليبي، وضد النظام، واعتصم المتظاهرون أمام مقر الأم المتحدة في غزة، مطالبين المنظمات الدولية بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي وحمايته.

وسلم المعتصمون مندوبا عن الأمم المتحدة في غزة رسالة خطية تتضمن المطالبة بحماية المدنين في ليبيا وتقديم المساعدات العاجلة لهم.