مئات القتلى والعالقين إثر أسوأ زلزال يضرب نيوزيلندا منذ 8 عقود

هزة قوتها 6.3 درجة تحول ثاني أكبر مدينة إلى حطام.. وآلاف السكان يلجأون لمراكز الإيواء

سكان كرايستشرش يسيرون وسط الحطام أمس (أ.ف.ب)
TT

سقط المئات بين قتيل وعالق تحت الحطام إثر وقوع زلزال ظهر أمس في كرايستشرش، ثاني أكبر مدن نيوزيلندا، هو الأسوأ الذي يضرب هذا البلد منذ ثمانين عاما. وأعلن رئيس الوزراء جون كي أن الحصيلة «التي وردتني حاليا تصل إلى 65 قتيلا»، لكنه أشار إلى أن «هذا العدد قد يرتفع». واعتبر أنها «مأساة حقيقية بالنسبة لهذه المدينة، ولنيوزيلندا، وللناس الذين نتعاطف معهم كثيرا». وأفاد المعهد الجيوفيزيائي الأميركي أن الهزة وقعت على بعد خمسة كيلومترات من المدينة، وعلى عمق أربعة كيلومترات فقط وتلتها عدة هزات ارتدادية وصلت قوتها إلى 6.3 درجة.

وعلى الفور، انتقلت فرق الإنقاذ وبدأت عمليات إجلاء وبحث عن الناجين. وقال عمدة المدينة بوب باركر إن فرق الإغاثة أنقذت بالفعل نحو 120 شخصا من بين حطام المباني المتهدمة.

وكانت كرايستشرش البالغ عدد سكانها 340 ألف نسمة قد شهدت في الرابع من سبتمبر (أيلول) 2010 هزة بقوة سبع درجات لم توقع قتلى لكنها تسببت في أضرار جسيمة. وقال كي إن الدمار هذه المرة أسوأ مما تسبب به الزلزال السابق.

وانهار برج جرس كاتدرائية المدينة وكذلك مبنى من ست طوابق يؤوي التلفزيون الإقليمي. وأفاد شهود بأن ثلاثين شخصا عالقون في مبنى مكاتب من أربع طوابق، وقالوا إن شوارع وسط المدينة مكسوة بالحطام، بينما يتسكع سكان في حال من الصدمة ووجوه بعضهم ملطخة بالدماء. وتمكن مستشفى محلي ومراكز طوارئ طبية مؤقتة من تقديم العلاج لمئات المصابين، بينما نقل من يعانون من إصابات في العمود الفقري لمسافة ألف كيلومتر إلى أوكلاند. وانتقل نحو ألفي شخص إلى مراكز إيواء مؤقتة بعد تهدم منازلهم أو تعرضها لأضرار أو عدم قدرتهم على الوصول إليها. كما أقيمت مراكز الإيواء الطارئة في مدارس محلية وفي حلبة سباق مع اقتراب الليل.

وقال رئيس البلدية باركر: «لم يكن من الممكن أن يكون الأمر أسوأ. أعتقد أن علينا أن نستعد لعدد من القتلى مرتفع». وأضاف «لا نتحدث عن الآلاف، بل عن العشرات الذين لن يكون من الممكن إنقاذهم». وأعلنت الشرطة أنه «تم الإبلاغ عن عدة قتلى في مواقع مختلفة من وسط المدينة، حيث سحقت حافلتان تحت حطام تساقط من المرتفعات». وبحسب شبكة «تي في 3» المحلية، تم انتشال جثث من تحت أنقاض فندق ومكتبة.

وأعلن رئيس البلدية حالة الطوارئ لخمسة أيام على أقل تقدير، مما يعني إغلاق الطرق المؤدية إلى وسط المدينة لضمان سلامة الناس والسماح لفرق الإغاثة بالقيام بعملها. وروى أنه سقط أرضا بسبب قوة الهزة، مضيفا: «حين نهضت نظرت إلى المدينة فرأيت سحابات من الغبار فوق المباني المنهارة وسمعت صيحات تتصاعد من الشارع». وأضاف: «يجب أن يفهم الجميع أنه يوم أسود لهذه المدينة». وأفاد عن معلومات تحدثت عن «حافلات عالقة تحت مبان منهارة، ومواقف سيارات تكبدت أضرارا كبرى فانهارت كليا أو جزئيا، وهناك أشخاص عالقون في المباني في بعض النقاط من وسط المدينة».

وقال جون كي إن الزلزال وقع في ساعة «تغص فيها المدينة بالناس، حيث السكان في أعمالهم والأطفال في مدارسهم». وأغلق مطار المدينة بينما تقوم الشرطة بإخلاء وسط المدينة، حيث المباني كانت أساسا هشة بعدما تعرضت لزلزال سبتمبر (أيلول) 2010.

وكان زلزال العام الماضي الأقوى الذي يسجل في مناطق مأهولة من نيوزيلندا منذ ثمانين عاما، غير أن الزلزال أمس تسبب في أضرار أكبر، على الرغم من أنه أقل شدة، لأن مركزه كان أقرب إلى سطح الأرض وإلى المدينة. وكانت وزارة المالية النيوزيلندية قد قدرت تكلفة أضرار زلزال سبتمبر (أيلول) بأربعة مليارات دولار نيوزيلندي (2.27 مليار يورو).

وتسجل نيوزيلندا الواقعة على حزام النار عند خط التقاء الصفيحتين الأسترالية والباسيفيكية، نحو 15 ألف هزة في السنة.

ووقع أعنف زلزال منذ بدء تسجيل قوة الزلازل في هذا البلد في 3 فبراير (شباط) 1931 في خليج هوك في جزيرة الشمال وقد أوقع 256 قتيلا.