القذافي يحبس أنفاس العالم ومواطنيه في أسرع مقابلة في تاريخه

سيف الإسلام نفى قيام سلاح الطيران بقصف مناطق مدنية * الهوني: حديث القذافي «طرفة من طرائفه»

TT

حبس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أنفاس مواطنيه والعالم عندما ظهر بشكل مفاجئ في ساعة مبكرة من صباح أمس على شاشات التلفزيون الليبي ليدلي بمقابلة قصيرة استغرقت 15 ثانية فقط ربما ستدخل موسوعة الأرقام القياسية «غينيس ريكورد» باعتبارها أقصر مقابلة من نوعها لرئيس في العالم.

وظهر القذافي داخل سيارته قبل أن يقول في كلمات مقتضبة: «كنت سأتحدث إلى الشباب في الساحة الخضراء، وأسهر معهم الليلة؛ لولا هطول المطر الذي هو خير والحمد لله؛ لأبين لهم أنني ما زلت هنا في طرابلس، وليس في فنزويلا؛ وأن لا تصدقوا إذاعات هذه الكلاب الضالة».

وتحدث القذافي الذي اعتمر خوذة جلدية سوداء على ما يبدو من أمام منزله القديم الذي تعرض للقصف الأميركي عام 1986 ممسكا بمظلة تحميه من الأمطار الغزيرة التي شهدتها طرابلس منذ مساء أول من أمس.

المقابلة المقتضبة والخاطفة للقذافي استهدفت إرسال رسالة معنوية إلى مناصريه ومؤيديه داخل قيادات القوات الأمنية والعسكرية بعدما وردت إليه معلومات وفقا لما قالته مصادر ليبية تفيد بأن بعضهم بدأ يتخلى عن المهام الموكلة إليه في قمع المتظاهرين والمحتجين الثائرين في مختلف شوارع طرابلس.

القذافي الذي تخلى عن عادته في إلقاء الخطب والمقابلات التلفزيونية المطولة بدا مرتبكا بعض الشيء وهو يطل متحدثا للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات العارمة من مواطنيه في مختلف المدن الليبية.

وقبل ظهوره أعلنت قناة «الجماهيرية» الفضائية (التلفزيون الليبي الرسمي) أن القذافي سيتحدث بعد قليل، مشيرة إلى أن القذافي يعتزم خلال مقابلة سيتم بثها في وقت لاحق تفنيد جملة من المغالطات بشأن الوضع الراهن.

من جهته، نفى سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد القذافي قيام سلاح الطيران الليبي بقصف مناطق مدنية في مدينتي طرابلس وبنغازي، وقال إنه لم يتم قصف أي أهداف أيا كانت في طرابلس وبنغازي، معتبرا أن المناطق التي تم قصفها هي مخازن للذخيرة في أماكن نائية بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان وذلك حتى لا تقع في أيدي من اقتحموا المعسكرات وسرقوا أسلحة منها.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية: «نطمئن أهلنا في كل ليبيا، بأن القوات المسلحة هي لحمايتهم ولضمان الأمن والطمأنينة والاستقرار لهم، وليس لقصفهم، وأن هذه القوات هي لأعداء الشعب الليبي وليس لأبناء هذا الشعب الذين لن تسقط عليهم قنابلنا أبدا».

وبث التلفزيون الرسمي الليبي اعترافات عنصرين من أعضاء ما وصفها بالعصابات الإرهابية التي كانت تسرب المنشورات وحبوب الهلوسة إلى الشباب الصغار وتوزعها عليهم، للتغرير بهم وتحركهم للحرق والنهب ضمن مخططات ومؤامرات الدوائر الخارجية المشبوهة التي تستهدف ضرب استقرار الشعب الليبي.

وقال إنهما كشفا طريقة دخولهما إلى ليبيا بهدف زعزعة استقرار وطمأنينة هذا البلد الأمن وترويع أبنائه وزعزعة الأمن والأمان الذي كان ينعم به، مشيرا إلى أن هذه الاعترافات كشفت أيضا ما وصفه بالأساليب التي تستخدمها هذه العناصر المأجورة لتوريط الشباب في تعاطي هذه الحبوب المدمرة لحياتهم وللمجتمع وللاقتصاد الوطني.

وأوضح أنهما قدما اعترافات مفصلة حول المصادر الخارجية المشبوهة التي زودتهم بتعليماتها ومبالغ مالية حتى يتمكنوا من التغلغل داخل أوساط الشباب الليبي الصغار لتوريطهم في تنفيذ هذه المؤامرة.

وفي بيان مفاجئ دعت وزارة الداخلية الليبية منتسبيها إلى الالتحاق بمراكزهم ومقار عملهم، ليساهموا كعادتهم في استتباب الأمن والطمأنينة بين المواطنين وضمان تقديم الخدمات اليومية لهم، ولتفويت الفرصة على أعداء الشعب الليبي لتنفيذ مؤامراتهم ومخططاتهم العدوانية التي تستهدف حاليا ضرب الاستقرار والأمن والأمان الذي كان ينعم به أبناء هذا الوطن العزيز.

ونفت مصلحة الطيران المدني الليبي إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القادمة من الخارج، حيث نفى أمين مصلحة المطارات بوزارة المواصلات والنقل، إغلاق مطار طرابلس العالمي مؤكدا أنه يعمل بشكل عادي وأن الرحلات المغادرة والقادمة تسير بشكل طبيعي وعادي.

وجاءت تصريحات مسؤول المطارات ردا على ما وصفه بالقنوات الكاذبة المتآمرة التي تبث الإشاعات الحاقدة والتي من بينها الأراجيف التي بثتها أمس بأن الأجواء الليبية مقفلة أمام حركة الطيران المدني.

وقال المهندس محمد عبد السيد إن جداول الرحلات اليومية، تسير بانتظام وأن ما تردده هذه القنوات من إشاعات هدامة في هذا الخصوص، لا أساس له من المصداقية في الواقع.

إلى ذلك، قال عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية، الذي استقال من منصبه مؤخرا لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن حديث القذافي مساء أول من أمس هو ليس حديثا بل «طرفة من طرائفه» التي تعودنا عليها.

وأضاف أن كل ليبيا الآن تدار بواسطة الشباب وأن القذافي لا يسيطر إلا على بعض المعسكرات ومنها كتيبة الساعدي شرق مدينة سرت ومعسكر باب العزيزية الذي يقيم فيه.