تمثل منطقة الرياض قلب السعودية النابض، فهي تضم عاصمة البلاد التي تتمركز فيها معظم المؤسسات الحيوية في الدولة من دواوين ووزارات وإدارات حكومية ومؤسسات القطاع الخاص وشركاته الكبرى إلى جانب احتضانها مقار مؤسسات إقليمية ودولية لها ثقلها.
وتشتمل المنطقة على محافظات ومدن ومراكز كثيرة، كان لها وجودها الفاعل منذ قرون بعيدة، وهي تتمدد على حواف جبال طويق، وقد أجاد الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة الشهيرة وصف المنطقة التي كانت تعرف قديما باسم «اليمامة»، عندما قال:
وأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيد مصلتينا وكان لأهلها، ولا يزال، إسهام وافر في حركة الحياة في هذه المنطقة التي تؤكد الدراسات التاريخية والاكتشافات الأثرية ما لها من عراقة ووجود حضاري ضارب في عمق التاريخ، بل إن تلك الدراسات والاكتشافات تدلل على أن مدينة الرياض التي تعد محور هذه المنطقة كانت مقرا للاستيطان منذ آلاف السنين. وقد مرت المنطقة بمنعطفات تاريخية مختلفة شهدت خلالها مظاهر من الاضطراب والفوضى ومحاولات السيطرة عليها لما لها من أهمية كبرى. وما يميز منطقة الرياض أن سبع مناطق تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وهذا ما جعلها ملتقى الحضارات منذ عصر ما قبل التاريخ، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن هذه المنطقة من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان لا على مستوى الجزيرة العربية فحسب، وإنما على مستوى قارة آسيا، وذلك منذ العصور الحجرية. وقد استقبلت هجرات كثيرة من جميع الجهات، وكانت موطنا لقبائل بادت. وعندما جاء الإسلام، انطلق أبناء الجزيرة العربية إلى أصقاع المعمورة مبشرين بهذا الدين الجديد، غير أن انتقال مركز الخلافة من المدينة المنورة، قد أسهم في إضعاف تأثير الجزيرة وتأثرها بالأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة، مما انعكس مع مرور السنين سلبا على مجتمع الجزيرة، حيث تدنى مستوى الأمن والتعليم والعمران.. وغيرها من مناشط الحياة.
واستعادت الجزيرة دورها التاريخي بقيادة الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود عام 1157هـ الذي اتخذ من الدرعية عاصمة له، وناصر الدعوة السلفية التي نهض بها الإمام محمد بن عبد الوهاب. وقد مرت الدولة بمراحل قوة وضعف. وعادة ما يقسم التاريخ السعودي إلى ثلاثة أدوار؛ يبدأ الدور الأول عام 1157هـ بقياد الإمام المؤسس محمد بن سعود، والثاني بقيادة الإمام تركي بن عبد الله عام 1240هـ، والدور الثالث تمثل في استعادة الملك عبد العزيز مدينة الرياض عام 1319هـ وقيام الدولة السعودية وانطلاق البلاد الناشئة نحو آفاق التطور وفرض هيبة الدولة والاحتفاظ باستقلالية سياستها الداخلية والخارجية، والتفاعل مع مجريات الأحداث وتلمس وسائل تحقيق التقدم والرقي للوطن والمواطنين. ثم شاء الله أن تكشف الأرض عن كنوزها ليتدفق البترول في زمن كانت فيه البلاد أحوج ما تكون إلى مورد اقتصادي يلبي طموحاتها في مسايرة التطور الحضاري الذي ينتظم العالم من حولها وفق خطط تنموية مدروسة وضعت لبناتها في عهد الملك المؤسس، وترسخت في عهود أبنائه، وسارت البلاد تحقق مكتسبات حضارية مقدرة.
وعودة إلى منطقة الرياض، فقد ظلت أهميتها تزداد ويتعاظم دورها بين مناطق السعودية، لكونها ملتقى الطرق البرية والجوية ومنطلق التنمية الوطنية، بل اكتسبت الرياض العاصمة مكانة مرموقة بين عواصم العالم مستفيدة من الموقع الريادي الذي احتلته السعودية بفضل حكمة سياستها الخارجية واتزانها في عالم يشهد اضطرابا مطردا، وقاد الأمير سلمان بن عبد العزيز التطور الذي شهدته مدن المنطقة بما فيها العاصمة الرياض خلال أكثر من نصف قرن.
هنا تعريف ببعض محافظات المنطقة ومراكزها طرحته وزارة الثقافة الإعلام في كتاب عن منطقة الرياض أبرز جوانب مهمة من تاريخ المنطقة.
* الدرعية.. مدينة الميثاق التاريخي
* تقع الدرعية شمال غربي مدينة الرياض على مسافة نحو 20 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 1470 كلم مربعا، وتحدها شمالا حريملاء، وجنوبا وشرقا مدينة الرياض، وغربا ضرماء. ويبلغ عدد سكان المحافظة 60777 نسمة.
ذاع صيت هذه المنطقة منذ القرن العاشر الهجري، ويقال إن سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى قبيلة آل درع، وهي من بطون بني حنيفة.
وذكر ابن بشر أن مانعا بن ربيعة قدم مع قومه من بلدة الدرعية عند القطيف، فمنحهم أمير حجر (الرياض) المليبيد وغصيبة فعمروهما واستقروا بهما. ومانع بن ربيعة هو الجد الثاني عشر للملك عبد العزيز.
وشهدت الدرعية الميثاق التاريخي الذي عقده الإمامان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود لإقامة مجتمع يتمسك بالشريعة الإسلامية في صورتها النقية، مما جعل الدرعية محط الأنظار منذ سنة 1157هـ إلى سنة 1233هـ، حتى قام إبراهيم باشا بتدميرها منزلا بها كارثة ألحقت الضرر البليغ بالمكان والإنسان.
ومن أبرز معالم الدرعية قصر سلوى وهو مقر أمراء آل سعود، وهو من أكبر قصورها، ويقع على مساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع، وكان الملك فيصل - يرحمه الله - قد أمر بترميم هذا القصر ضمن خطة لتطوير الدرعية. وبالدرعية حمام الطريف الذي يعود تاريخه إلى عهد الإمام سعود الكبير (1218 - 1229هـ)، وهو مقام على النمط الإسلامي، وملحق به عدد من المباني السكنية المخصصة لضيوف الإمام من رؤساء القبائل وحكام المناطق والوفود المختلفة.
ويحيط بالدرعية سور بعرض ثلاثة أمتار تقريبا لحمايتها، وهو مبنى من الحجارة والطين، ومزود بقلاع وأبراج، وتم ترميم بعض أجزائه للإبقاء عليه وحمايته.
ومن مراكز الدرعية العيينة والجبيلة، والعمارية، وسدوس، وسلطانة، وحزوى، وبوضة.
* الخرج.. أقدم قرى اليمامة
* تقع الخرج جنوب شرقي الرياض على بعد 80 كيلومترا، وتحدها شمالا مدينة الرياض، وجنوبا حوطة بني تميم والأفلاج، وشرقا حدود المنطقة الشرقية، وغربا المزاحمية والحريق، ويبلغ عدد سكان المحافظة 323394 نسمة.
وهي من أقدم قرى اليمامة في العصور الجاهلية، ومن سكانها القدماء قبيلتا طسم وجديس، وكان اسم الخرج في القديم «جو اليمامة»، أما تسمية الإقليم باليمامة فتعود إلى زرقاء اليمامة وهي اليمامة بنت سهم بن طسم ذات الحمامة أو اليمامة.
وكانت قبيلة بني حنيفة تسكن هذه المنطقة قبل ظهور الإسلام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا ملك اليمامة هوذة بن علي الحنفي إلى الإسلام إلا أنه لم يستجب.
وازدهرت الخرج في العصر الأموي بازدهار الزراعة فيها، ومنذ القرن الثالث سكنها بنو الأخيضر الذين ينتسبون إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم تغلب عليهم القرامطة، واكتنف الغموض فترة من تاريخ هذه المنطقة إلى أن برزت سيطرة بني حنيفة في القرن الثامن الهجري.
ثم ظهرت سيطرتهم مرة أخرى في القرن الحادي عشر الهجري، وقد بايع أميرها الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود على السمع والطاعة في سنة 1190هـ، كما سارع أهل الخرج إلى مبايعة الملك عبد العزيز بعد استرداده الرياض، وشهدت الخرج أول مواجهة بينه وبين ابن رشيد في شهر ربيع الأول 1320هـ.
ومن أهم معالمها: العيون التي تشتهر بها الخرج، مما جعلها منطقة زراعية مزدهرة، والمدافن الأثرية، وقصر الملك عبد العزيز ويقع في السيح ويتكون من طابقين وخمس وحدات متماثلة.
وتضم الخرج المصانع الحربية التي بدأت انطلاقتها بإشراف الأمير منصور بن عبد العزيز - رحمه الله - أول وزير للدفاع، وقد وضع حجر أساسها في 10 شوال 1370هـ، وكان افتتاحها الرسمي بتاريخ أول شهر ذي القعدة 1373هـ، وهي تقوم الآن بدورها في دعم الجيش السعودي بأحدث الأسلحة.
ومن مراكزها الدلم، والوسيطاء، ومقبولة، والعين، والبرة، والمحمدي، والهياثم، والبديعة، والرفايع، وماوان، والفيحاء، والشديدة، واليمامة، والحزم، وبدع بن عرفج، والشكرة، وسميح، ونعجان، والضبيعة، والبدع، والتوضحية، وأوثيلان، والسلمية، والناصفة، والرفيعة، والرغيب، والسهباء.
* الدوادمي.. مدينة المناجم
* تقع الدوادمي غرب الرياض على بعد 330 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 31190 كيلومترا مربعا، وهذه تشكل 7.82% من مساحة المنطقة.
وتحدها شمالا الرس والمذنب بمنطقة القصيم، وجنوبا محافظة القويعية وشرقا الوشم، وغربا عفيف، ويبلغ عدد سكان المحافظة 190138 نسمة.
كانت الدوادمي محاطة بسور من جميع جهاتها، وبها مجموعة من البوابات، مع بعض الأبراج التي تعلوها، وكان بها سوق كبير ومسجد.
وقد استقر فيها البدو لوجود بئر ماء بها، ولمرور طريق الحجاز القديم بها.
وتأسست إمارتها في سنة 1349هـ، وبدأت في التوسع منذ إعلان قيام المملكة العربية السعودية في سنة 1351هـ.
ومن أبرز معالمها: قصر الملك عبد العزيز الذي تبلغ مساحته 100840 مترا مربعا، وكان الملك عبد العزيز قد وضع حجر أساسه في سنة 1350هـ.
ومن معالمها: آثار صفاقة التي تضم أدوات حجرية تعود إلى العصر الآشوري، كما أن في سميرة آثار مناجم الفضة التي تشتمل على آثار أدوات الطحن، مع وجود منازل بها وقصور تمثل أنفاقا لاستخراج الفضة من العروق الموجودة في الصخور، وتشتهر آثار وادي ماسل الجمح بوجود نقوش قديمة تبرز جوانب من تاريخ هذه المنطقة الراسخة الجذور.
ومن مراكز الدوادمي: ساجر، وماسل، ونفي، ورفائع الجمش، وعروى، وعرجاء، والجمش، والحفيرة، والقاعية، وخف، وهي تضم 47 مركزا من الفئة «أ»، و55 مركزا من الفئة «ب».
* المجمعة.. جاذبة الاستقرار
* تقع المجمعة شمال غربي مدينة الرياض على بعد 170 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 28810 كيلومترات مربعة، وهي تعادل نسبة 7.22% من مساحة منطقة الرياض، ويبلغ عدد سكان المحافظة 111503 نسمات.
وتحدها من الغرب الزلفي والغاط وشقراء، ومن الجنوب ثادق، ومن الشرق والشمال الشرقي رماح والمنطقة الشرقية، ومن الشمال إمارتا الحدود الشمالية وحائل، ومن الشمال الغربي القصيم.
وتتميز المجمعة بموقعها الاستراتيجي، وتحكمها في طرق المواصلات والتنقل بين عالية نجد واليمامة، وشرق الجزيرة وغربها. كما تشتهر بخصوبة تربتها ووفرة المياه السطحية بها، مما جعلها موطنا للزراعة، وحافزا للاستقرار.
وتشتمل المنطقة على عدد من الأودية التي تسيل من جبال طويق مثل وادي المشقر، ووادي الكلبي، ووادي أشي، ووادي الحسي وغيره. ووجودها في ملتقى هذه الأودية كان سببا في تسميتها «المجمعة».
وقد ورد ذكرها في كتب المؤرخين، وتناولها من كتبوا عن الدولتين السعودية الأولى والثانية مثل حسين بن غنام وابن بشر وحمد بن لعبون ومحمد الفاخري، كما كتب عنها الرحالة الأجانب، ومع أن المدينة حديثة بالمقارنة مع مدن سدير الأخرى، إلا أن توافر عناصر التطور فيها من ماء وزراعة وموقع جغرافي مميز كان من أسباب سرعة النمو فيها.
وهناك آثار تدل على قدم الاستيطان فيها، وكانت المدينة سباقة في مؤازرة الدعوة السلفية.
وانضم أهلها إلى الملك عبد العزيز سنة 1324هـ، وقام وفد برئاسة عبد الله العسكر بزيارته أثناء توقفه في شقراء لمبايعته، وقد أبقى الملك على عبد الله العسكر أميرا للمجمعة التي أصبحت عاصمة لمعظم إقليم سدير سنة 1355هـ.
ومن أبرز معالمها: هجرة الأرطاوية التي أنشأها الملك عبد العزيز لتوطين البادية، والنصلة وهو موقع أثري به رسومات صخرية ونقوش كتابية، وبالمجمعة أيضا قلعة منيخ التي لا تزال آثارها باقية، ومقابر بني هلال الواقعة بين قريتي وشي والخيس. ومن مراكز المحافظة: الحوطة، والروضة، وتمير، والتويم، والعمار، والمعشبة، والخفس، ومصدة، مشاش عوض، والروضة، والعودة، والخيس، والخطامة، والجنيفي، ووشي، وحويمضة، وجلاجل، والعطار، والحصون، والفروثي، وأم الجماجم، وبوضة، والبرزة، والأرطاوية، والجنوبية، والرويضة، ومبايض، والقاعية، والشعب، والشحمة، وحرمة، وعشيرة، والداخلية، والحاير، وأم رجون، وأم سدرة، وجراب. وتضم المجمعة 15 مركزا من الفئة «أ» و21 مركزا من الفئة «ب».
* القويعية.. بلد التجارة والتعليم
* تقع القويعية غرب مدينة الرياض على بعد 170 كيلومترا، وتبلغ مساحتها نحو 57070 كيلومترا مربعا، وتشكل ما يعادل 14.31% من مساحة المنطقة، وهي من أكبر محافظات المنطقة مساحة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 106579 نسمة.
وتحدها شمالا محافظتا الدوادمي وشقراء، وجنوبا وادي الدواسر والأفلاج، وغربا عفيف ومنطقة مكة المكرمة، وشرقا المزاحمية والحريق.
وتنسب القويعية إلى القويع، وهو واد كبير ينحدر من جبال العرض وينتهي بالمدينة الحالية.
وسكان المنطقة من قبائل باهلة وبني نمير والحريش وعجلان، ومعظمها من بطون بني عامر من مضر.
وسكنها حديثا بنو زيد منذ محرم 1123هـ، وانضم أهلها إلى الدعوة السلفية، ووفد ممثلوها إلى الدرعية لمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في سنة 1169هـ، وهم من أوائل الذين ناصروا الملك عبد العزيز.
وتتميز القويعية بخصوبة تربتها وموقعها المتوسط، مما جعلها ملتقى الطرق المهمة. واشتغل أهلها منذ القدم بالتجارة والتعدين والزراعة.
ومن أبرز معالمها: مواقع أثرية تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وإلى عصر ثمود، كما أن في قرية بعيثران رسوما حيوانية صخرية أثرية، وتنتشر في بلدة الأمار مناجم الذهب والفضة والنحاس، وتوجد في سفوح جبال القويعية نقوش وكتابات إسلامية.
ومن مراكزها: الرقمية، وعصيل، وقنيفذة، والروماء، وحجيلاء، وحلاة الجلة، والجفارة، ودسمان، ومويسل، والحلة وتبراك، وحلاة الجلة، وجزالا، والخروعية القديمة، ومحيرقة، والحجاجي، والأمار، والقويلق الشمالي، والسيح، والقلتة، وجزيل. وتضم القويعية 26 مركزا من الفئة «أ» و49 مركزا من الفئة «ب».
* الأفلاج.. بلاد العيون
* تقع الأفلاج جنوب الرياض على بعد 300 كيلو متر، وتبلغ مساحتها نحو 55790 كيلومترا مربعا، وهي تشكل نحو 13.99% من مساحة منطقة الرياض، وتحدها شرقا المنطقة الشرقية، وغربا القويعية ووادي الدواسر، وشمالا الخرج وحوطة بني تميم والحريق، وجنوبا وادي الدواسر، ويبلغ عدد سكان المحافظة 60046 نسمة.
وكانت قبيلتا طسم وجديس تسيطران على هذه المنطقة ضمن سيطرتها على بلاد اليمامة، وبعدها استقرت فيها قبائل بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وجاءت تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الماء الجاري من العين والنهر الصغير، وتوجد في الأفلاج سبع عشرة عينا من أكبر العيون في الجزيرة العربية. وقد تميزت على مدى تاريخها بكثرة النخيل وازدهار الزراعة.
ويقال إن عادا سكنوها وإن أصحاب الرس الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم هم أصحاب هذه المنطقة.
ومن الذين زاروا الأفلاج الرحالة الفارسي ناصر خسرو في منتصف القرن الخامس الهجري، وذكر ما قاله أهلها عنها، ومن بين ذلك ذكرها في القرآن الكريم.
والأفلاج من أوائل المناطق التي بايعت الملك عبد العزيز عقب استعادته الرياض، ودخلت في الهيكل الإداري لحكمه سنة 1319هـ.
ومن أبرز معالمها: عيون الأفلاج، وجبل التوباد الشهير الذي خلد قصة قيس وليلى، وجبل أكمة الذي كان بجواره منبر وسوق لبني جعدة في العصور القديمة، وقصر «صبحا» الذي شيدته قبيلة الجميلات في القرن الحادي عشر الهجري.
ومن مراكزها: الحمر، والهدار وواسط، والغيل، ومروان، ووسيلة، والخالدية، والبديع الشمالي، والسيح الجنوبي، والروضة، وسويدان، والخرفة، والبديع الجنوبي، ورفاع السيح الشمالي، والصغو، وقصر القاسم، والفيصلية، والسيح، وستارة، والعمار، والهدار الجنوبي، والهدار الشمالي، وحراضة، والسيح الشمالي «القطين»، والوداعين.
* وادي الدواسر.. الفاو كانت هنا
* يرجع نشأة وادي الدواسر إلى عام 783هـ عندما أصبح عامر بن زياد أميرا لوادي الدواسر، وقد كان يسمى وادي العقيق، أي وادي الذهب. وكلمة «دوسر» تعني القوة والشجاعة والكثرة، فأصبح وادي الدواسر نسبة لأهله.
وكان أهلها من الأوائل الذين ساندوا الدعوة السلفية، كما بايعوا الملك عبد العزيز وحاربوا في صفوفه في سنة 1320هـ.
تبعد محافظة وادي الدواسر 650 كيلومترا جنوبا عن العاصمة، وتبلغ مساحة المحافظة 51750 كيلومترا مربعا، وتمثل 12.98% من مساحة المنطقة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 92631 نسمة.
والمدينة واقعة على امتداد الخط الشريطي للشارع العام والقرى والهجر، وهي عبارة عن مدينة زراعية، وتمتاز بموقع استراتيجي لكونها همزة وصل بين منطقة الرياض والمنطقة الجنوبية (عسير).
يحد محافظة وادي الدواسر شرقا كل من محافظتي الأفلاج والسليل، وجنوبا منطقة نجران ومنطقة عسير، وغربا منطقة عسير ومنطقة مكة المكرمة ومن الشمال كل من محافظة القويعية والخاصرة. أما بالنسبة لإحداثيات المحافظة فهي تمتد من خط عرض 21.34 درجة شمالا إلى خط عرض 24.50 درجة جنوبا وتمتد من خط عرض 37.30 درجة شرقا إلى خط 52.48 درجة شرقا.
ومن أبرز معالمها: القرية الأثرية المشهورة «الفاو»، وقصر الحصين الذي شيد في عهد الدولة السعودية الأولى، ونسب إلى إبراهيم الحصين أحد ولاة الإمام عبد العزيز بن محمد، وموقع «جو» الذي يضم رسوما صخرية للحيوانات إلى جانب نقوش كتابية بخطوط المسند، وكذلك مبنى الإمارة القديم.
ومن مراكز وادي الدواسر: آل عويمر، وآل عريمة، والولامين، والخماسين، والخماسين الشمالي، وآل براز، وآل راشد، والحرارشة، وآل وثيلة، والطوال، والمعتلاء، والمعتلاء القديم، والنويعمة، والفايزية، والصالحية، وآل معدي، والفويز، والمعيند رج، والحناتيس، وآل برك، والشرفاء، وآل أبو سباع، وكمدة، والمصارير.
* الزلفي.. ملهمة الشعراء
* تقع الزلفي على مسافة 250 كيلومترا تقريبا من مدينة الرياض في الجهة الشمالية الغربية منها، وتحدها من الشمال والغرب حدود منطقة القصيم، ومن الشرق المجمعة، ومن الجنوب الغاط، ويبلغ عدد سكان المحافظة 62904 نسمات.
وتبلغ مساحتها نحو 4585 كلم مترا، وتشكل 1.15% من مساحة منطقة الرياض.
وقد ورد ذكر الزلفي في الجاهلية في أشعار العرب وأخبارها، وكانت ضمن ديار قبيلة عدي الرباب؛ إحدى قبائل بني تميم العدنانية.
وذكرها عدد من المؤرخين في العصر الحديث، وقيل إنها كانت تنقسم إلى بلدتين يحيط بكل واحدة منها سور، وكانت المسافة بينهما ميلا واحدا؛ إذ كانت الأولى تقع في عراء السهل، بينما كانت الثانية بين بساتين كثيرة.
وقد بايعت الزلفي الملك عبد العزيز سنة 1322هـ ومن أبرز معالمها: روضة السبلة التي شهدت المعركة التي دارت بين الملك عبد العزيز والإخوان سنة 1347هـ، وانتهت بانتصار الملك عبد العزيز، كما أن بها قصر سعود الذي يعود إلى عهد الإمام سعود الكبير، وقد بناه سنة 1194هـ، وتوجد بقايا قصور وآبار قديمة في محلة الطرغشة. أما الكسر فهو منخفض يمتلئ بالمياه في موسم الأمطار الغزيرة، وتمارس فيه بعض الألعاب المائية، ويسيل وادي عريعرة من قرية عريعرة ويصب في السيح وعلقة.
ومن مراكز محافظة الزلفي: علقة، والثوير، وسمنان، والروضة، والبعيثة، والحمودية، والمستوي.
* شقراء.. محطة راحة القوافل
* تقع شقراء شمال غربي مدينة الرياض، على بعد 200 كيلومتر، وتتوسط المسافة بين المنطقتين الشرقية والغربية.
وتحدها شمالا منطقة القصيم والغاط، وجنوبا ضرماء وشقراء، وشرقا ثادق والمجمعة، وغربا الدوادمي، ويبلغ عدد سكان المحافظة 34543 نسمة.
وتكتسب شقراء أهميتها من موقعها المتميز الذي جعلها محطة لراحة القوافل التي ترحل من غرب الجزيرة العربية إلى شرقها أو العكس، وزاد إنشاء طريق الرياض - الطائف القديم من أهميتها، وإن كان الطريق الجديد لا يمر بها الآن.
وتنسب شقراء إلى جبل أشقر، وهي من القرى التي سكنها بنو زيد.
وكان لأهلها مواقف مشرفة في رد حملة محمد علي باشا، وانضموا إلى الملك عبد العزيز سنة 1320هـ، وقد ظلوا يكاتبون الإمام عبد الرحمن والملك عبد العزيز قبل خروجه من الكويت.
ومن أبرز معالمها: السور القديم الذي يقدر محيطه بنحو 2.5 كيلومتر، وقد بني سنة 1232هـ، والسور الجديد يبلغ طوله 7 كيلومترات، وشيد سنة 1318هـ، وهناك أربعة أبراج للمراقبة. وبيت السبيعي الذي شيد في سنة 1358هـ ليكون منزلا للملك عبد العزيز عند مروره بشقراء، ومن أبرز مدن شقراء مدينة أشيقر الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال شقراء، وقد جاء ذكرها في أشعار الحطيئة وجرير وغيرهما، وكانت مركزا علميا بارزا، أما القصب فتقع شرق شقراء على بعد 30 كيلومترا، وتشتهر بإنتاج الملح.
ومن مراكز شقراء: القصب، والحريق بالوشم، والفرعة بالوشم، وأشيقر، وبادية الداهنة، والجريفة، وحاضرة الداهنة، والوقف، وغسلة، والصوح، والمشاش، والصحن، والغرابة.
* حوطة بني تميم.. مدينة القصور
* تقع حوطة بين تميم جنوب الرياض على بعد 180 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 8810 كيلومترات، وهي تمثل 2.21% من مساحة المنطقة، وتحدها من الشمال الخرج والحريق، ومن الجنوب الأفلاج، ومن الشرق الخرج والأفلاج، ومن الغرب الأفلاج. وعاصمة الحوطة هي الحلوة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 39719 نسمة.
وتتميز حوطة بني تميم بموقعها المميز، وكونها تقع في ملتقى واديي نعام وبرك.
وارتبطت الحوطة بالدولة السعودية في أطوارها الثلاثة، وجاهد أهلها أعداءها، وحاربوا جيش محمد علي باشا، بل إن بعض أئمة الدولة السعودية الثانية لجأوا إليها، واتخذها الملك عبد العزيز سندا في مواجهته مع ابن رشيد.
وتميزت الحوطة بوجود آثار قديمة بها تعكس امتدادها التاريخ، وبها أبنية وأبراج لرصد الأعداء، وسور كان يحيط بها من كل اتجاه.
ومن أبرز معالمها: قصر صاهود لناصر بن عبد الله آل حسين، وقلعة الحلوة التي تنسب إلى الإمام تركي بن عبد الله، وقصر نزهان، وقصر العبادل، وقصر محمد بن سعود (هميلان).
ومن مراكز المحافظة: الحلوة، والقويع، والعطيان، ومصدة، والقبابنة، وآل بريك، ووادي برك، والفرشة، والحيانية.
* عفيف.. البئر التي تحولت إلى حاضرة
* تقع عفيف غرب مدينة الرياض، على بعد 500 كيلومتر، وتبلغ مساحتها 30280 كلم مربعا، وتمثل نحو 7.59% من مساحة المنطقة. وتحدها شمالا منطقة القصيم، وجنوبا محافظة القويعية ومنطقة مكة المكرمة، وشرقا الدوادمي والقويعية، وغربا منطقتا المدينة المنورة ومكة المكرمة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 68592 نسمة.
وترجع نشأة عفيف إلى بئر قديمة في الجاهلية كانت تسمى «العود»، وتقع في واد مشهور بكثرة شجر السدر، وعرفت بـ«عفيف العود».
أما نشأتها الحديثة فتعود إلى سنة 1363هـ، وكانت تقطنها البادية، ويمر بها المسافرون وقاصدو مكة المكرمة للحج والزيارة.
ومما تميزت به عفيف أنها أول مدينة في المملكة أقلعت منها طائرة تقل الملك عبد العزيز، وكان ذلك بتاريخ 4 أكتوبر (تشرين الأول) 1945م، وسمي موقع إقلاع الطائرة منذ ذلك التاريخ بـ«المطار».
ومن أبرز معالمها: أصفر عفيف، وهو يشبه فجا بين جبلين، أما الخرج فتقع في جنوب عفيف، وتعرف بـ«خرج عفيف»، وبها جبال متداخلة وممتدة حتى تحاذي جبال الأطولة جنوبا، كما أن هناك جبال أجلى التي تتشكل من ثلاثة جبال حمر متجاورات، بينما نجد بها أيضا ثلاث هضاب حمر متجاورات يعرفن بـ«الذنائب»، ويقال إن بها قبر كليب بن وائل الذي قتله جساس مما تسبب في قيام حرب البسوس الشهيرة في أخبار العرب، وقال فيها أخو كليب القتيل:
ولو نبش المقابر عن كليب - سيعلم بالذنائب أي زير.
ومن مراكز عفيف: أم أرطاء، والأشعرية، والصقرة، والمعلق، والجثوم، وبدائع العضيان، وأبرقية، ومحامة بن زريبة، ومحامة بن مصوي، والمردمة، والحوميات، وعبلاء، والمكلاة، والشواطن، والخضارة، والحنابج، ووبرة، وأبو عشرة، والجمانية، والإنسيات، والبحرة، وبطاحة، الكفية، روضة عسعسى، ويضة تومان.
* السليل.. نهاية عارض اليمامة
* تقع السليل جنوب مدينة الرياض على بعد 600 كيلومتر، وتبلغ مساحتها 49550 كلم مربعا، وهي تعادل 12.42% من مساحة المنطقة.
وتحدها شمالا الأفلاج، وجنوبا وشرقا المنطقة الشرقية، وغربا وادي الدواسر، ويبلغ عدد سكان المحافظة 35011 نسمة.
وقد سكن السليل قبائل كثيرة، منها قبيلة الدواسر في القرن الحادي عشر الهجري.
وأنشئت إمارة السليل سنة 1365هـ، وكانت مرتبطة آنذاك بإمارة وادي الدواسر، ثم انفصلت عنها في عام 1379هـ، وألحقت مباشرة بإمارة الرياض.
ومن أبرز معالمها: وادي المجمعة، وقرية الآطوى، وجبال عارض (طويق)، و«قرية»، وهي منطقة أثرية في جنوب السليل، وآل حنيش، وآل محمد، وأم العلقاء، ونمرة، وآل حجي، وآل خليف، وآل هميل، وخيران، وريداء، والشيدية، وفوار العريقات.
* ضرماء.. أقدم حواضر نجد
* تقع ضرماء غرب مدينة الرياض على بعد 65 كيلومترا، وتحدها شمالا شقراء وحريملاء، وجنوبا المزاحمية والقويعية، وشرقا مدينة الرياض، وغربا شقراء. وهي أصغر محافظات المنطقة، وتقدر مساحتها بنحو 1105 كلم مربعة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 19688 نسمة.
وهي من أقدم حواضر نجد، ويقال إن اسمها مشتق من قرماء وهو موقع بوادي قرقري باليمامة المأخوذ من كلمتي «قر الماء»، ثم تحول الاسم إلى ضرماء التي تنطق أحيانا دون الهمزة «ضرما».
وكان لأهلها مشاركة فاعلة في دعم الدولة السعودية في أطوارها الثلاثة، وكانوا من أوائل الذين أيدوا الدعوة السلفية، كما قاوموا قوات إبراهيم باشا، وقتل نحو 800 رجل منها، بينما قتل من الأتراك 1200 رجل.
وشارك أهلها مع الملك عبد العزيز في مواقع مختلفة.
ومن أبرز معالمها القديمة «الديرة القديمة»، وبها بئر قديمة وأساسات لمبان طينية، ويقع قصر الإمام تركي بن عبد الله في الجهة الشمالية الغربية لضرماء ويرجع تاريخه إلى 1235هـ، أما المرقاب أو المرقب فيقوم فوق تل الزبارة، وقد تهدم أثناء غزو الأتراك، ويعود إنشاء سوق ضرماء إلى العصر العباسي، ويبلغ طول سور البلدة نحو 3700 متر وبه 20 برجا، وعرضه نحو متر من قاعدته، ويتراوح ارتفاعه بين 4 و5 أمتار، وله ست بوابات.
ومن مراكز ضرماء: قصور آل مقبل، وجو، والسيباني، والعزيز.
* المزاحمية:: منازل بني هلال
* تقع المزاحمية جنوب مدينة الرياض على بعد 45 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 5322 كلم مربعا، وهي تمثل 1.33% من مساحة المنطقة. وتحدها شمالا مدينة الرياض وضرماء، وجنوبا الحريق، وشرقا مدينة الرياض والخرج، وغربا القويعية وضرماء، ويبلغ عدد سكان المحافظة 35795 نسمة.
لقد نشأت المزاحمية منذ أربعة قرون مضت على يد أحمد بن فواز بن راشد التمامي، وسميت بهذا الاسم لمزاحمتها ضرماء التي كانت تعرف بأم المنطقة، كما يقال إن أصل التسمية يرجع إلى اسم مزرعة في حوطة بني تميم كانت لأسرة التمامي التي أسست البلدة.
وشارك أهلها في فتوحات الملك عبد العزيز، وأعلنوا تأييدهم له منذ استرداده الرياض. ومن أبرز معالمها: البليدة التي تبعد عن المزاحمية بمسافة خمسة كيلومترات، وتشتمل على مبان قديمة وآبار، ويشيع أهلها بأنها من منازل بني هلال، وتوجد بالمزاحمية العودة وهي بئر قديمة.
ومن مراكزها: الفيصلية، والجفير، والحويرة بنساح، وحفيرة نساح، وآل حفيان، والمشاعلة، والبخراء، والغطغط، وشخيب.
* رماح.. حاضنة رياض الملوك
* تقع رماح في الشمال الشرقي من منطقة الرياض، على بعد 120 كيلومترا من مدينة الرياض، وتبلغ مساحتها 17435 كيلومترا مربعا، وتمثل 4.37% من مساحة المنطقة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 25312 نسمة.
وتحدها شمالا وشرقا حدود المنطقة الشرقية، ومن الجنوب والجنوب الغربي مدينة الرياض، ومن الغرب المجمعة وثادق. ويخترق رماح عدد من الأودية مثل وادي رماح، ووادي الثمامة، ووادي الشوكي، كما تتميز بعروقها الرملية الوعرة من أشهرها أبا الثمام، والحمراني، وعمر، والرويكب، والسرو، وبها آبار الزيدي والسيارية وبطيحان.
وجاء ذكر رماح في الشعر الجاهلي والإسلامي، واستوطنها عدد من القبائل؛ ومن أشهرها قبيلة سبيع التي تعمل بالرعي، كما أنها كانت ممرا للقوافل التجارية.
وبايعت رماح الملك عبد العزيز بعد استرداده الرياض. وقد تأسست المحافظة أول مرة تحت اسم إمارة.
ومن أبرز معالمها: روضة خريم، وروضة التنهات وكانت من المتنزهات المفضلة للملك عبد العزيز، والدويدات.
ومن مراكزها: شوية، والرمحية، والصملة، والشلاش، والعمانية، والمزيرع، وآل علي، وآل غرير، والعيطلية، وآل عوجان، وسعد، وحفر العتش، وآل أبو ثنين، والأزمع، وآل بلديان، والحفنة، وبني عامر، والفراج، والصلمة الشرقية، والباني، والغيلانة.
* ثادق.. محافظة الجبال الرملية
* تقع ثادق على بعد نحو 145 كيلومترا، وهي تتوسط منطقة الرياض، فتحدها جنوبا منطقة الشعيب، وشمالا منطقة سدير، وغربا الوشم، وشرقا الحضافة الملتهبة، ويبلغ عدد سكان المحافظة 15221 نسمة.
وتنحدر أودية ثادق والمحمل من هضبة اللهزوم.
واشتهرت ثادق بمرور عدد من الطرق الرئيسة بها مثل: طريق الرياض - القصيم السريع والقديم، وطريق الرياض – شقراء، وطريق الحجاز القديم.
ومن أشهر جبالها: جبال غرابة الشديد السواد، وجبال البكراث، والمذروب، والعيرة، وأبو الصقور، والكنانيس، والحجائر وغيرها، كما تتميز بجبالها التي تُغطيها الرمال وتعرف بالبرق، ومن أوديتها: وادي عبيثران، والعتك وأراط.
ويرجح الشيخ حمد الجاسر أن تكون ثادق مدينة قديمة، أما نشأتها الحديثة فترجع إلى 1079هـ، وقد أيد أهلها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحاربوا ضد جيش إبراهيم باشا، وقد قتل نفر من أهلها بعد سقوط الدرعية.
وتوجد في ثادق بعض الآثار القديمة منها: أبراج المراقبة، وبرج مرقب، وبرج مشرف، وجبل غرابة، والشعيبية وبعض القصور القديمة في العتك، والمصافيق وهي مصدات للرمال، وتوجد في أم السواس مبان وآبار قديمة مغطاة بالرمال.
ومن مراكز ثادق: رغبة، والبويردة، والبير، والحسي، والخثلة، ودبيجة، ورويض السهول، ورويغب، والصفرة، ومشاش السهول.
* حريملاء.. منطقة الغابات
* تقع حريملاء على بعد 90 كيلومترا من مدينة الرياض، وتبلغ مساحتها 2020 كلم مربعا، وتكتسب أهميتها من وقوعها على طريق الرياض - القصب - شقراء، على ضفتي وادي الشعيب المعروف قديما بوادي قرن.
وتحدها من الشمال ثادق، ومن الجنوب الدرعية، ومن الشرق مدينة الرياض، ومن الغرب ثادق وشقراء، ويبلغ عدد سكان المحافظة 12596 نسمة.
ويقال إن اسمها تصغير لحرملاء التي جاء ذكرها في أشعار العرب في الجاهلية، ويرجع هذا الاسم للروضة، أو لمورد ماء، أو لكثرة شجيرات الحرمل الموجودة في روضة حرملاء. وكانت حريملاء مركزا من مراكز العلم في نجد، وقد جاءها الشيخ محمد بن عبد الوهاب قبل أن يذهب إلى الدرعية، وانضم إليه أهل حريملاء، وعُين محمد بن عبد الله بن مبارك أميرا عليها في سنة 1158هـ.
وكان أهلها دائما مؤازرين للدولة السعودية، وانضموا إلى الملك عبد العزيز بعد استرداده الرياض.
ومن أبرز معالمها: حامي أبو ريشة الذي بني في نهاية القرن التاسع الهجري، وشعيب حريملاء وهو واد محاط بالجبال، ودار الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي يرجع تاريخها إلى سنة 1140هـ.
ومن أهم مراكزها: ملهم، والقرينة، وصلبوخ، ودقلة، والبرة، والعويند، وغيانة.
* الحريق.. منتجة الحمضيات
* تقع الحريق جنوب مدينة الرياض على بعد نحو 235 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 140 كيلومترا مربعا، وهي تمثل 1.29% من مساحة منطقة الرياض، وفي شمالها تقع محافظة المزاحمية، وتحدها جنوبا الحوطة والأفلاج، وشرقا الحوطة والخرج، وغربا القويعية، ويبلغ عدد سكان المحافظة 13426 نسمة. وتذكر المصادر أن رشيد بن مسعود بن سعد الهزاني الجلاسي الوائلي قد أعاد عمارتها بعد أن كان يسكنها القواودة من سبيع، وسكنها الهزازنة سنة 1040هـ، وإن كانوا قد سكنوها من قبل في العصر الجاهلي.
عرفت المنطقة بهذا الاسم منذ منتصف القرن الحادي عشر الهجري.
وكان أهل الحريق من أوائل الذين ساندوا ودعموا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد أتى ممثلوهم برئاسة محمد بن رشيد الهزاني إلى الدرعية سنة 1188هـ لإعلان المساندة والدعم، كما وقفوا في مواجهة جيش محمد علي باشا الذي غزا نجد وكانت سنة 1328هـ بداية وجود الحريق ضمن الهيكل الإداري القائم في عهد الملك عبد العزيز.
ومن معالمها الأثرية والحضارية: الحسينية التي تقع جنوب شرقي مركز نعام، وفيها آبار وقصور أثرية قديمة، ويوجد فيها درب عجلان الذي يحاذي جبل طويق حتى يتوسطه، ومقبرة حوشة، والصومعة التي بها قصر أثري قديم، وهي مزرعة قديمة في الجانب الشرقي من مركز نعام. ومن مراكز المحافظة: نعام، والمفيجر، وأبو رمل. وتشتهر المحافظة بزراعة الحمضيات.
* الغاط: الحطيئة عاش هنا
* تقع الغاط على بعد نحو 240 كيلومترا من مدينة الرياض، وتبلغ مساحتها نحو 2385 كلم مربعا. وتحيط بها المزارع من الجهتين الغربية والجنوبية، ويبلغ عدد سكان المحافظة 10235 نسمة.
وترجع المصادر التاريخية أن اسم الغاط يرجع إلى لفظة «الغاط» التي تصف جريان السيل وضجيجه وزمجرته ولغطه.
ووردت الغاط في أشعار العرب، ومن بينهم الحطيئة.
ويقال إن رجلا يدعى محدثا من بني عمر ابن تميم هو أول من أعاد عمران الغاط القديمة وكان أميرا على الزلفي، وذلك في أواخر القرن الحادي عشر الهجري، ثم جاء آل السديري فأقاموا فيها، ورحل محدث إلى حرمة وغيرها.
وجاء ذكر الغاط في كتاب ابن بشر، كما ذكرها المؤرخ إبراهيم بن عيسى. وتعد الغاط من أوائل المدن التي بايعت الملك عبد العزيز وانضمت إليه لما بين أسرتي آل سعود والسديري من صلة نسب.
ومن أبرز معالم الغاط: قصر الإمارة الذي يقع جنوب الغاط القديم، وهو مصمم على الطراز الإسلامي القديم، وأقامه الأمير ناصر بن سعد السديري في الثلث الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وقد تم تجديده حديثا، وزاره الأمير سلمان بن عبد العزيز سنة 1418هـ للوقوف على أعمال التجديد.
ومن معاملها أيضا: بئر القيعانية، وجبال خشم الشاش، ومنطقة مغيران الأثرية التي تضم أطلالا وروما تدل على وجود حضارة عريقة في هذه المنطقة.
ومن مراكزها: مليح، وأبا الصلابيخ.
واختيرت البلدة القديمة في المحافظة ضمن عدة مدن سعودية كمدينة تراثية، حيث قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بإدراجها ضمن هذا المشروع، وتم ترميم العديد من المساكن والمعالم في القرية القديمة، خصوصا السوق القديم وقصر الإمارة.