السعودية: رالي السيارات «يسرع» نمو اقتصاد منطقة حائل بعد أربع سنوات من انطلاقه

شهدت نموا في الغرف الفندقية بلغ 100% منذ انطلاقه في 2006 وتوسعا في فروع البنوك

TT

رفع سباق سيارات نظم في مدينة حائل (شمال السعودية) من اقتصاديات المنطقة في القطاعات المختلفة، وذلك بعد ما جذب ما يقارب 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار) على مدى 4 سنوات منذ انطلاق السباق، أسهمت بشكل عام في نمو الناتج المحلي. وكان أكثر المستفيدين من سباق رالي حائل هو قطاع الإيواء والخدمات منذ انطلاق نسخته الأولى في فبراير (شباط) 2006 حتى النسخة السادسة والتي اختتمت مؤخرا، في الوقت حيث كان نصيب المنطقة في نسخة 2010 يتجاوز 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار) صبت في قطاعات عدة. وكان رالي حائل قد سوق للمنطقة إقليميا ومحليا بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة بعد تسليط الضوء عليها مع بدء الحملات الإعلامية للرالي والتغطيات الإعلامية التي صاحب انطلاق الرالي. وبحسب تأكيدات مسؤولين محليين فإن مستثمرين سعوديين وخليجيين طلبوا فرصا استثمارية في قطاعات مختلفة من أهمها قطاع الإيواء والخدمات والترفيه، مما أسهم بإيجاد فرص عمل كثيرة ودائمة لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة.

وشهد منطقة حائل ازديادا في افتتاح فروع لمصارف محلية مع قيام مصارف أخرى غير موجودة في حائل بدراسة إمكانية افتتاح فروع لها بعد نمو اقتصاد المنطقة حسب ما ذكرته مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وفي المقابل، قفز قطاع الإيواء في نموه بشكل متسارع إلى أن وصل لأكثر من 2500 غرفة فندقية مصنفة من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، كما تم افتتاح عدد من الفنادق المصنفة من فئة الخمس نجوم، وينتظر أيضا افتتاح فندق «طي»، المصنف بخمس نجوم في غضون الأشهر المقبلة، مع البدء بمشروع فندق جامعة حائل الذي تمت ترسيته مؤخرا بموقع المدينة الجامعية في شمال المدينة، كما سينفذ أيضا مشروع منتجع العرين في سفح جبل أجاء الشرقي من قبل شركة الحكير للمشاريع السياحية. وأوضح المهندس مبارك السلامة، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في حائل، أن عدد الفنادق والشقق المفروشة بلغ أكثر من 90 منشأة حتى نهاية العام الماضي، بنسبة تجاوزت 100 في المائة منذ إطلاق أول نسخة لرالي حائل الدولي عام 2006، مؤكدا أن المنطقة تشهد حاليا نشاطا في إقامة عدد من مشاريع الإيواء، سينتهي العمل فيها خلال الفترات المقبلة. واعتبر السلامة أن ازدهار الاستثمار في مجال دور الإيواء في المنطقة جاء مواكبا للنهضة السياحية التي تعيشها حائل خلال الأعوام الماضية.

ومن جهته، أكد على العماش، أمين الغرفة التجارية الصناعية بحائل، أن رالي حائل الدولي أعطى المنطقة صبغة سياحية جديدة في السعودية، وأسهم في إيصال اسم حائل محليا وإقليما ودوليا من خلال الحملات الإعلامية والتغطيات الإعلامية المصاحبة للرالي، سواء كانت تلفزيونية أو مقروءة ومسموعة أو من خلال الصحف الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. ولفت إلى أن رالي حائل كان له أثر مباشر أو غير مباشر في الاستثمارات القادمة من خارج المنطقة، وخاصة في قطاع الإيواء والخدمات والترفية. وأوضح أمين الغرفة التجارية الصناعية أن الرالي قاد مستثمرين لجعل حائل من خياراتهم الأولى في الاستثمار. وتابع: «لمسنا هذا بعد تحول هذا الاستثمارات للمنطقة». وكشف العماش عن وجود عدد من المستثمرين في قطاع الإيواء والترفية يخططون حاليا بشكل جدي للاستثمار بحائل، وهناك آخرون طلبوا من الغرفة الاستثمارات المتاحة في المنطقة.

وإلى ذلك، شدد فهد الحبردي، مدير أحد المصارف المحلية التي افتتحت مؤخرا، على أن حائل ستنافس مدنا رئيسية في غضون 4 سنوات من ناحية القوة الاقتصادية والشرائية، وذلك نظرا لموقعها الجغرافي وحجم مساحتها وعدد السكان ومع اكتمال مشاريع البنى التحتية والاقتصادية المزمع تنفيذها في المنطقة. وبين الحبردي أن ما هو قادهم لافتتاح الفرع هو دراسة قام بها البنك لاقتصاد المنطقة من حيث حجمه ونموه ومستقبله، حيث أثبتت الدراسة جدوى افتتاح فرع للبنك، مطالبا بقيام الجهات الحكومية بتنمية المحافظات والأرياف للحد من النزوح لمدينة حائل، وموضحا أن من خطط البنك في السنوات المقبلة افتتاح فروع في محافظات المنطقة. من جهته، قال المهندس صالح بن فهد النزهة، الرئيس والمسؤول التشغيلي الأعلى لشركة «التصنيع الوطنية» أن الرالي من أهم الفعاليات على مستوى المملكة، حيث يشهد على ذلك الحضور الجماهيري والإعلامي الكبير الذي شهدته النسخة الأخيرة، خاصة بعد تحوله لبطولة دولية مستقلة تحت إشراف الاتحاد الدولي للسيارات «FIA».

وأشار إلى أن منطقة حائل شهدت قفزة كبيرة في القطاع الاقتصادي والسياحي والإعلامي منذ استضافتها للرالي، مشيرا إلى أن التطور الاقتصادي والسياحي الملموس للمنطقة من خلال استضافتها لرالي حائل يعد من أكبر المحفزات لشركته لرعاية الحدث الوطني بشكل دائم. وكان الأمير عبد الله بن خالد، نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل ورئيس اللجنة التنفيذية برالي حائل، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن التحضيرات والاستعدادات للنسخة القادمة بدأت منذ انتهاء فعاليات رالي حائل الدولي 2011، وتعقد الاجتماعات التحضيرية والتنسيقية تحسبا لاستمرار نجاح رالي حائل وتحقيقه الأهداف المنشودة منه والعائد الاقتصادي على المنطقة.