ميقاتي يعود إلى عرينه طرابلس حاملا «كرة النار» ليستمد منها «العزيمة»

في لحظة يواجه فيها صعوبات لتشكيل حكومته المرتقبة

TT

في أول زيارة له إلى مدينته طرابلس بعد تكليفه تشكيل الحكومة، احتشد مؤيدو الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس يوم أمس، أمام منزله لاستقباله بالطبول والهتافات واللافتات المرحبة، ورقص الخيول، والأعلام اللبنانية، فيما يشبه الرد الشعبي على «يوم الغضب» الذي نظمه مؤيدو «تيار المستقبل» في المدينة منذ ما يقارب الشهر احتجاجا على هذا التكليف.

وتأتي زيارة ميقاتي هذه إلى مدينته في وقت يلاقي فيه صعوبات في تشكيل الحكومة، سواء لجهة الشروط التي تفرض عليه من فريق 14 آذار للقبول بالمشاركة أو لناحية السقف المرتفع الذي يطالب به العماد ميشال عون من فريق 8 آذار. وقيل إن مشكلة التشكيل عادت إلى المربع الأول، فيما قيل أيضا إن العقد باتت تحتاج تدخلا إقليميا لحلها. وفيما يشبه الاعتراف بالصعوبات التي يواجهها قال ميقاتي لمناصريه الذي تجمهروا يهتفون له بحضور حليفيه وابني المدينة الوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي: «اليوم أعود إلى الجذور التي نستمد منها العزيمة والإصرار. نستلهم منكم قوة الحق لننطلق في مسيرة طويلة كي تستعيد طرابلس موقعها». شارحا لهم أنه قبل بالتكليف «كي نخدم طرابلس برموش العين». ووصف ميقاتي قبوله مهمة رئاسة الوزارة قائلا بأنه بذلك يحمل «كرة النار من أجل إطفاء الفتنة والعمل من أجل الاستقرار»، مشيرا إلى أننا «لسنا هواة مناصب وأنتم السلطة الحقيقية ونحن معكم والمسؤولية الوطنية تكليف وليست تشريفا وهي أكبر بكثير من أهواء السلطة»، مؤكدا أننا «نعرف حجم التحديات والأخطار الكبرى».

وقال ميقاتي في رد مبطن على من يعتبرون طرابلس مدينة تدين بالولاء لسعد الحريري: «طرابلس ليست ملكا لأحد، طرابلس هي التي نخدمها بدمنا وعروقنا» واصفا المدينة بأنها «مصنع الرجالات والزعامات الوطنية والاعتدال والسماحة. وهي الحضن الذي يجمعنا والعرين الذي نحتمي به» وقال ميقاتي لمناصريه: «سامحونا إذا تأخرنا في تشكيل الحكومة. نريد حكومة تعمل حقا في سبيل لبنان، كل لبنان» مضيفا «لذلك أدعو من هنا، من الفيحاء كل القوى السياسية إلى تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى».

واعتبر ميقاتي أن كل المشكلات يمكن أن تحل بالحوار الذي لا سبيل غيره لإيجاد الحلول، مؤكدا أن ليس ثمة من سبب للخلاف وأضاف: «على ماذا نختلف وكلنا نريد العدالة والحقيقة من دون مواربة أو استثمار سياسي ومن منا ليس مؤمنا بمحاربة إسرائيل وبضرورة أن يكون السلاح موجها فقط بوجه إسرائيل ومن منا لا يؤمن بالحوار». وقال: «لنعد إلى الحوار تحت سقف المؤسسات ونطبق الدستور كمرجع لحل المشكلات ونحن متمسكون بالدستور الذي توافق عليه اللبنانيون ولسنا بوارد قبول أي تعديل عليه اليوم أو عدم تطبيقه كاملا في هذه الأجواء».

وقال ميقاتي مخاطبا أهالي مدينته ومناطق الشمال ذات الغالبية السنية التي جاء منها المناصرون حاملين صوره واللافتات التي تدعمه: «نحن أمة وليس لدينا هاجس الخوف أو عقدة النقص، ومن يريد تحويلنا إلى مذهب يسيء إلى قضيتنا واعتدالنا، ويسيء إلى امتدادنا الكبير. يريدنا الله أمة وسطا، فلا تخالفوا شرع الله». وفي نهاية خطابه نادى ميقاتي بمناصريه: «إياكم والفتنة! مهما كانت الخلافات بيننا لن تكون إلا طرفية». مكررا عدة مرات: «إياكم والفتنة! من أجل طرابلس ومن أجل لبنان».