قال مسؤول بمجلس المدينة المؤقت بمدينة بنغازي الليبية، التي تخضع منذ أيام لسيطرة الثوار، إنه «تأكد لنا أن التسجيل الصوتي الذي قيل إنه للزعيم الليبي معمر القذافي ووجه فيه رسالة إلى الشعب الليبي، والذي بث أول من أمس، لم يكن للقذافي وإنما لممثل». وكانت إشاعات ترددت بأن العقيد القذافي لم يكن هو المتحدث بصوته في الرسالة المتلفزة التي وجهها خصيصا إلى أهالي مدينة الزاوية عبر التلفزيون الليبي.
ويواجه القذافي، الذي يحب أن يطلق على نفسه لقبي «ملك ملوك أفريقيا» و«عميد الزعماء العرب»، أعنف ثورة ضد نظام حكمه الذي استمر لـ42 عاما. وقال المسؤول الليبي في اتصال مع «الشرق الأوسط» من القاهرة «إن الجماهير فطنت إلى هذه الخدعة، واتضح بالفعل أن الرسالة كانت مسجلة مسبقا، حيث لم يظهر القذافي وهو يتحدث على الشاشة، بل اكتفى التلفزيون الليبي بوضع صورة له أثناء بث الرسالة».
وأضاف المسؤول الليبي أنه فور الانتهاء من بث الرسالة هتف الناس بسقوط «الممثل الجديد»، وتندروا على حيلة القذافي بتعليقات ساخرة تبادلوها على الهواتف الجوالة، مؤكدا أن «هذا الانتحال الصوتي عزز من إشاعة تتردد بقوة في الشارع الليبي عن مرض القذافي، وأنه أصبح غير قادر على مواجهة الجماهير، في حين ذهب البعض إلى أن العقيد هرب خارج البلاد وترك الأمور لابنه سيف السلام القذافي، خاصة أن الأخير أصبح يكثف ظهوره الإعلامي. وفقد القذافي السيطرة على معظم الأراضي الليبية، ولم يبق له بحسب مصادر ليبية سوى العاصمة طرابلس حيث يتحصن وأفراد أسرته في باب العزيزية وسط حراسة مشددة من قوات تعد الأعلى تسليحا وتدريبا في البلاد».
وكان مسؤول أميركي قال أول من أمس إن الحكومة الأميركية ليس لديها سبب للاعتقاد بأن الزعيم الليبي مات. وجاءت التعليقات بعدما أشار تجار النفط إلى أن أسعار النفط تراجعت بسبب إشاعة عن أن الرصاص أطلق على القذافي. ولدى سؤاله عما إذا كانت واشنطن لديها سبب للاعتقاد بأن القذافي مات قال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه «لا».