زيارة ساركوزي الخاطفة إلى أنقرة تثير استياء تركيا

الإليزيه وضعها في إطار نشاط مجموعة الـ20.. وأردوغان قال إن علاقات البلدين «تستحق أكثر»

TT

قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بزيارة خاطفة إلى أنقرة خصصت للبحث في شؤون «مجموعة العشرين» التي تتولى فرنسا رئاستها حاليا. وتضمن برنامج الرئيس الفرنسي، عقد لقاء مع نظيره التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وكان ساركوزي مرفوقا خلال الزيارة بوزيره للزراعة برونو لو مير.

لكن رئيس الوزراء التركي لم يخف غضبه، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تستحق ما هو أكثر من زيارة خاطفة. وبحسب الإليزيه، فإن هذه الزيارة، الأولى لرئيس فرنسي منذ زيارة فرنسوا ميتران في 1992 «مخصصة أولا لملفات مجموعة العشرين» منتدى الاقتصادات الكبرى في العالم الذي تنتمي إليه تركيا. وعرض ساركوزي أولويات رئاسته لمجموعة العشرين كما فعل مع الرئيس الأميركي ومسؤولي الصين والهند في نهاية 2010. وصرح لصحيفة «بوستا» التركية أمس بأن المطلوب «إصلاح النظام النقدي الدولي الذي يعترف الجميع اليوم بضرورته، وكذلك لجم الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولوية والزراعية والطاقة».

وعلى تركيا أن تولي اهتماما كبيرا لهذه المسائل، في وقت حذر صندوق النقد الدولي أنقرة من مخاطر حدوث خلل في التوازن المالي، على الرغم من الإشادة بوتيرة نموها الثابتة. وقال قصر الإليزيه إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اعتبر أن هذه الزيارة «التي تستغرق خمس أو ست ساعات ليست بمستوى الصداقة» القائمة بين البلدين، حتى ولو أنه سيتم التطرق خلالها إلى مواضيع أخرى. وقال أردوغان في مقابلة صحافية الأربعاء إن «تركيا والعلاقات بين تركيا وفرنسا تستحق أكثر من ذلك»، مذكرا بالعلاقات التاريخية بين البلدين. وأعرب عن أسفه لكون الزيارة القصيرة التي يقوم بها الرئيس نيكولا ساركوزي إلى تركيا ستتم بصفته رئيسا لمجموعة العشرين وليس رئيسا لفرنسا.

وما يثير استياء تركيا أيضا هو معارضة ساركوزي لانضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي. ولدى سؤاله عن موقف أنقرة من البطء الشديد لمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رد أردوغان: «إذا قلت إننا لسنا متعبين أكون كاذبا». وأضاف: «يجب أن نقول بعض الحقائق كما هي: إنهم يرهقوننا، لكن ذلك لن يوقف العملية».

وعشية الزيارة، أكد الوزير التركي للشؤون الأوروبية إيغمان باغيس حق تركيا في المشاركة في القمم الأوروبية. وصرح باغيس لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «تركيا على غرار الدول الأخرى المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يجب أن تدعى إلى القمم الأوروبية، عندها يمكننا تقاسم ملاحظاتنا وتوقعاتنا وتطلعاتنا للعالم». وأضاف أن تركيا «تطبق قواعد (الاتحاد الأوروبي). وتصوت على قوانين وتتخذ تدابير قانونية. تتحسن تركيا كل يوم». وتابع «حاليا، هناك 16 من الدول الأعضاء الـ27 لا تحترم معايير ماستريخت، في حين تحترمها تركيا، ولهذا السبب كانت نسبة النمو العام الماضي 8.5%، في حين كان معدل النمو الأوروبي 1.5%».

وفي إشارة إلى العلاقات الجيدة التي تقيمها تركيا مع منطقة الشرق الأوسط التي تشهد حاليا توترات سياسية، قال باغيس: «على الأقل، يمكن لأوروبا الاستفادة من إمكانات تركيا التي تتمتع بنفوذ في هذه المنطقة من العالم». وفي حديثه الصحافي، قال ساركوزي إن فرنسا وتركيا تعملان «بتعاون وثيق حول مواضيع عدة». وأضاف «أفكر في لبنان وعملية السلام في الشرق الأوسط وأفغانستان، حيث يقاتل جنودنا جنبا إلى جنب. حول كل هذه المواضيع أعلق أهمية كبرى على آراء» المسؤولين الأتراك.