بان كي مون: ساحل العاج باتت على شفا حرب أهلية

تجدد العنف والمتمردون يتقدمون باتجاه مناطق الحكومة

TT

حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، من أن الاشتباكات الجارية في ساحل العاج بين قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو ومعارضيه، جعلت هذا البلد الأفريقي على شفا حرب أهلية جديدة. وقال بان كي مون في بيان إن الوضع في ساحل العاج متدهور، حيث وقعت اشتباكات مسلحة بالعاصمة أبيدجان بين قوات غباغبو وقوات المعارضة المعروفة باسم «القوات الجديدة». واعتبر أن «تلك التطورات تشير إلى تصعيد مثير للقلق يجعل البلد يقترب أكثر من الحرب الأهلية مجددا». ودعا البيان معسكر غباغبو إلى الكف عن عرقلة وتهديد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وجاء هذا بينما تجددت أعمال العنف في ساحل العاج، وأكد المتمردون سيطرتهم على مدينة كانت تخضع لسيطرة الحكومة أمس، بعد ليلة من الاشتباكات، وأنهم يتقدمون جنوبا. وقال المتحدث باسم جماعة القوات الجديدة واتارا سيدو: «يمكنني أن أؤكد أننا الآن في زوان هونين». وأضاف أن المجموعة تتحرك باتجاه جنوبا وأنها تتعرض لهجوم من قبل القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. وتشهد البلاد مواجهات متقطعة بين قوات الدفاع التابعة لغباغبو وأنصار الحسن وتارا، الذي اعترف به المجتمع الدولي رئيسا منذ اندلاع الأزمة الناجمة عن نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتحدث شهود عيان عن وقوع تبادل إطلاق نار الليلة قبل الماضية في ياموسوكرو، عاصمة ساحل العاجل السياسية، بين قوات غباغبو وسكان حي موال لوتارا. وقال أحد سكان الحي إن دوريات من قوات الدفاع والأمن الموالية لغباغبو تعرضت لإطلاق نار ليلا في حي ديولابوغو، وتلا ذلك تبادل إطلاق نار نحو الساعة السابعة صباحا بالتوقيتين المحلي وغرينيتش.

وفي ضواحي ياموسوكرو، كانت مدرسة زمبكرو العسكرية صباح أمس في «حالة تأهب» إثر تلك الأحداث، كما أفاد مصدر في المدرسة. وتأوي ياموسوكرو العاصمة السياسية التي بناها «مؤسس الأمة» فيليكس هوفيويت بوانييه (أول رئيس من 1960 إلى 1993) مركز قيادة عمليات قوات الدفاع والأمن.

وبينما عاد الوضع الأمني إلى التدهور، شدد وزير الخارجية النيجيري أودين أجوموغوبيا على أن أي عمل عسكري لطرد لوران غباغبو من السلطة في ساحل العاج يجب أن يوضع «تحت سلطة الأمم المتحدة». وقال الوزير الذي يتولى رئيسه غودلاك جوناثان الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «الإيكواس» إن «أي عمل عسكري يجب أن يوضع تحت سلطة الأمم المتحدة». وكانت مجموعة «الإيكواس» قد هددت باللجوء إلى القوة في حال رفض غباغبو التخلي عن السلطة للحسن وتارا الذي تعترف به الأسرة الدولية كرئيس شرعي منتخب.

وأعطى الوزير النيجيري أمثلة على استعمال القوة مثل «فرض حصار تام من أجل تطبيق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي وأعضاء آخرون في الأسرة الدولية والتي حصلت على دعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا». وأوضح مع ذلك أنه يعود إلى القادة العسكريين اتخاذ القرار حول العمل المناسب كي يعود في كل الأحوال إلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ القرار بذلك وككل عملية حفظ سلام.