«السويدي» تؤجل مشروعا في ليبيا قيمته 65 مليون دولار

شركات الصرافة المصرية تلغي التعامل على الدينار الليبي بعد هبوط حاد أمام الجنيه

TT

قال متعاملون في سوق الصرف المصرية إن الطلب على الدينار الليبي توقف تماما عقب الأحداث الدامية التي شهدتها ليبيا، مما أدى إلى هبوط سعر صرفه أمام الجنيه المصري، مشيرين إلى أن معظم شركات الصرافة ألغت التعامل عليه نهائيا تخوفا من عدم استقرار الأوضاع هناك.

وأضاف المتعاملون لـ«الشرق الأوسط» أن متوسط سعر صرف الدينار الليبي في سوق الصرف المصرية شهد هبوطا حادا أمام الجنيه المصري بعد الاضطرابات الحادة التي شهدتها ليبيا لينخفض بأكثر من 50 في المائة قبل أن يعاود الارتفاع الطفيف أمس، إلا أن سعر صرفه ما زال منخفضا عن معدلاته الطبيعية.

وقال رئيس شعبة شركات الصرافة المصرية محمد الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن الدينار الليبي هبط أمام الجنيه بعد تفجر الأحداث في المدن الليبية مباشرة ليبلغ سعر صرفة جنيهين، مقابل 4 جنيهات و45 قرشا في الأيام العادية.

وتابع «سعر صرف الدينار بلغ لدى الإقفال أمس (الاثنين) في السوق المصرية 3 جنيهات»، مشيرا إلى توقف الطلب عليه.

من جهته، قال علي الحريري رئيس إحدى شركات الصرافة المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن من يتعامل على الدينار الليبي حاليا في مصر من الصيارفة يكون على مسؤوليته الشخصية، منبها إلى أن البنوك الحكومية والخاصة لا تتعامل عليه نهائيا، وقال إن أغلب شركات الصرافة أوقفت التعامل عليه.

وأضاف الحريري أن مستقبل الاقتصاد في ليبيا الآن بعد الأحداث الأخيرة ووجود معمر القذافي في الحكم غير مأمون، لذلك من المغامرة الآن أن تتعامل على عملتها بيعا وشراء، منبها إلى أن ذلك سيؤثر بشدة على الشركات التي تتعامل مع السوق الليبية.

من جهتها أعلنت شركة «السويدي إليكتريك» أكبر شركة عربية منتجة للكابلات المستخدمة في نقل الكهرباء والاتصالات من حيث القيمة السوقية «أنه نظرا للأحداث الجارية في ليبيا فقد قامت الشركة بتأجيل جميع استثماراتها هناك إلى حين تحسن الأوضاع».

وأضافت الشركة في بيان أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخه منه أن أصول الشركة كما هي ولم يتم تجميد أي أصول منها، مؤكدة أن جميع أعضاء مجلس إدارة الشركة لم يتعرضوا للمساءلة من قبل النيابة العامة كما لم يتم تجميد أرصدتهم.

ووصف أحمد الحمصاني مدير علاقات المستثمرين بشركة «السويدي» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قرار تأجيل الاستثمار في ليبيا بأنه «اضطراري» نظرا للأوضاع الدامية هناك. وأوضح أن استثمارات الشركة في ليبيا كانت ستبدأ بمصنع للكابلات بقيمة 65 مليون دولار وتبلغ نسبة السويدي 55 في المائة والنسبة المتبقية لشريك ليبي.

وأضاف الحمصاني أننا بالفعل تسلمنا قطعة الأرض التي سنقيم عليها المصنع إلا أن تفجر الأحداث حال دون الاستمرار في التنفيذ، مشيرا إلى أن شركة «السويدي» ليس لها استثمارات أخرى في ليبيا غير أن الشركة تقوم بالتصدير إلى هناك.

وعن قيمة صادرات شركة «السويدي» إلى السوق الليبية، قال مدير علاقات المستثمرين إنه يجري حاليا وضع تقييم لصادرات الشركة إلى كافة الأسواق لمعرفة نسبة كل سوق في قيمة صادرات الشركة خلال 2010 ومنها السوق الليبية، مشيرا إلى أن قطاع الكابلات وخاماته يمثل 80 في المائة من الإيرادات.

وتملك «السويدي» 25 مصنعا في 15 دولة حول العالم، منها 3 مصانع تم افتتاحها في 2010 في مصر وإثيوبيا وقطر، وتأمل زيادة الإنتاج ما بين 185 و190 ألف طن معدن العام الحالي وتستحوذ الشركة حاليا على نحو واحد في المائة من سوق الكابلات في أوروبا.

وأكد الحمصاني أن استقرار الأوضاع في ليبيا سيعزز من عودة الاستثمار مرة أخرى وتفعيل مشروع «مصنع الكابلات» ونمو الاقتصاد الليبي.