وقعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في السعودية، أمس، عقدا بقيمة 650 مليون ريال (173.3 مليون دولار) لنقل الخط الحديدي الذي يمر بوسط مدينة الهفوف (شرق السعودية) إلى خارج النطاق العمراني، وتنفذ المؤسسة العامة للخطوط الحديدية مشروعا بطول 100 كيلومتر لتفادي المرور بالتجمعات العمرانية داخل المحافظة.
ويتضمن المشروع الذي ينفذ على مدى عامين بناء 5 جسور، ونقلا كاملا للخط الحديدي والمرور عبر خارطة جديدة لدخول المحافظة والخروج منها في المشروع السككي الذي يربط مدينة الدمام بالعاصمة الرياض، دون أن يتضمن المشروع نقل المحطة الحالية في المحافظة.
وأوضح محمد أبو زيد مدير العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة، أن زمن رحلات قطارات المؤسسة بين العاصمة الرياض ومحطة المؤسسة الرئيسية بالدمام ستختصر إلى نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، مفسرا ذلك بأن المشروع الجديد سيتلافى جميع التقاطعات التي يمر بها الخط القائم، كما أنه سينفذ بالتزامن مع اكتمال ازدواج الخط الحديدي الذي شمل أجزاء الخط في الفترة الحالية.
وأضاف أن المشروع يترافق مع تشغيل أطقم قطارات سريعة ستبدأ المؤسسة في تشغيلها في الفترة المقبلة، حيث تهيئ المؤسسة خطها الحديدي لسرعات تصل إلى مائتي كيلومتر في الساعة.
وكان المهندس عبد العزيز بن محمد الحقيل رئيس عام المؤسسة وقع يوم أمس بمحطة الهفوف بمحافظة الأحساء عقد نقل الخط الحديدي مع شركة «سعد المبطي وشركاه للمقاولات».
وأكد الحقيل أن المؤسسة ستنفذ المشروع عبر أراض حكومية ولن تضطر إلى اللجوء إلى نزع ملكيات خاصة لصالح المشروع، حيث بين أن خيارات نقل الخط الحديدي راعت مروره في أراض عامة.
وقال الحقيل في بيان صحافي وزع أمس «إن مشروع نقل مسار الخط الحديدي الذي يمر من داخل محافظة الأحساء إلى خارج النطاق العمراني يعتبر الحل الأمثل لتحقيق دمج شرق المحافظة بغربها مع تقليص زمن الرحلة ما بين الدمام والرياض وذلك بتفادي الكثير من التقاطعات داخل المحافظة»، مضيفا أن التوسع العمراني الذي تشهده هذه المحافظة وباقي المدن والمحافظات التي يمر منها القطار يتطلب إعادة النظر في مسارات الخط الحديدي ودراسة التقاطعات مع الخطوط الحديدية بما يخدم أهداف وخطط التنمية العمرانية في هذه المدن.
وأشار الحقيل إلى أن المؤسسة تنفذ المشروع بعد أن أجرت عليه دراسات استشارية نفذتها مكاتب متخصصة في مشاريع الخطوط الحديدية، مضيفا أن التصاميم الهندسية للمشروع شملت استمرار وصول خط نقل الركاب إلى المحطة الحالية التي لن تنقل من موقعها الحالي القريب من المراكز التجارية والثقافية والمناطق السكنية إضافة إلى أنها من ناحية التصميم تعتبر معلما حضاريا في المحافظة وهو ما يعزز خيار بقائها في موقعها الحالي.
من جانب آخر، أوضح الحقيل أن المؤسسة أقرت مؤخرا عددا من المشاريع المهمة تركز في مجملها على تطوير البنية التحتية والفوقية للشبكة القائمة والأسطول، والتوسع في مفهوم الخدمات المقدمة للمسافرين بالقطارات، من خلال اعتماد مشاريع جديدة من أهمها تأمين 8 أطقم قطارات حديثة من المتوقع أن يتم تسلمها في غضون السبعة أشهر المقبلة. وأشار إلى إنشاء نظام إشارات متطور على امتداد الخط الحديدي وتأمين 10 قاطرات جديدة وتجهيز ساحات تجميع وتحميل الحاويات وإنشاء كبارٍ جديدة لجميع تقاطعات خط الركاب إضافة إلى إنشاء طريق ترابي بمحاذاة الخط الحديدي بهدف تسهيل وصول سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ وطواقم الصيانة إلى أي موقع على امتداد الخط الحديدي.