اجتثاث المحاصصة والفساد

TT

> تعقيبا على مقال جابر حبيب جابر «الاحتجاجات العراقية.. الإصلاح أو الفوضى»، المنشور بتاريخ 27 فبراير (شباط) الماضي، أقول: من المفيد الإشارة إلى أنه لا توجد طبقة سياسية تقود العراق حاليا، إنما هناك مجموعة من الأشخاص الذين تحالفوا مع دولة أجنبية معتدية، ولم يكن الثمن الاحتلال فقط وإنما تدمير العراق وتمزيقه وتشتيت شعبه، ووضع هذه المجموعة على رأس السلطة فيه. لقد نفد صبر العراقيين فعلا، فليس ثمة كارثة أكبر من تلك التي يعيشونها الآن، فهناك احتلال أميركي، وهيمنة إيرانية، وفساد لا مثيل له، وانتشار للفقر والبطالة، وانهيار للخدمات، وملاحقة وقتل وتشريد للشرفاء والمخلصين. أما الديمقراطية وتداول السلطة في العراق التي يخشى عليها الكاتب، فهي ديمقراطية المحاصصة الطائفية والعرقية التي أنجبت برلمانا معوقا وحكومات ووزراء فاسدين، همهم الأكبر تحقيق مصالحهم الذاتية على حساب مصلحة الشعب والوطن. إنه نظام لا يحتاج إلى إصلاح وإنما إلى اجتثاث. إن قوة الاحتجاجات العراقية وثورة أبناء العراق هي في وطنيتها الخالصة، وشموليتها، ومشروعية مطالبها، والتضحيات التي قدمها المحتجون.

سمير عزيز [email protected]