الصدريون يبدأون استفتاء لتقييم عمل الحكومة.. ويهددون بمظاهرات مليونية إذا لم تحسن أداءها

قيادي في التيار لـ «الشرق الأوسط»: الناس غير راضين عن الأوضاع واستفتاؤنا سيقرر بقاء المسؤولين من عدمه

أنصار الزعيم مقتدى الصدر يعقدون اجتماعا قبل إطلاق استبيان حول رأي المواطنين في الأداء الحكومي في تقديم الخدمات ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأ التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر تنظيم استفتاء «أسبوع صوت الشعب» الخاص بتقييم أداء الحكومة وما إذا كان الأمر يتطلب تسيير مظاهرات مليونية بعد الفترة التي حددها الصدر عقب عودته من إيران الأسبوع الماضي. وأعلن حاكم الزاملي العضو في مجلس النواب (البرلمان) العراقي عن التيار الصدري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التيار الصدري بدأ بتنفيذ أمر السيد مقتدى الصدر بتنظيم الاستفتاء الخاص بأداء الحكومة مع منحها فرصة مناسبة لإعادة النظر في أدائها الخدمي والسياسي على أن لا تتعدى هذه الفرصة الستة أشهر يبدأ بعدها تسيير مظاهرات مليونية يمكن أن يترتب عليها تغيير لمن يثبت فشله من المسؤولين بمختلف المستويات» مشيرا إلى أن «الصدريين لا يدعمون أية مظاهرة قبل انتهاء المهلة التي تم تحديدها بموجب الاستفتاء».

وبشأن الآليات والحقول التي تتضمنها ورقة الاستبيان قال الزاملي «إن الورقة التي تم النزول فيها إلى الشارع بمشاركة واسعة من أعضاء البرلمان العراقي والوزراء الذين ينتمون للتيار الصدري تتضمن الحقول التالية، أولا: ما هو رأيك بالخدمات الحالية كالماء والكهرباء وباقي الخدمات.. جيدة، أقل من ذلك، سيئة؟ وثانيا: هل توجه طلبا للحكومة العراقية بتحسين الخدمات.. نعم، لا، غير ذلك؟ وثالثا: في حالة عدم استجابة الحكومة لهذه الطلبات هل نلجأ إلى التظاهر السلمي ومن دون اعتداء على الممتلكات العامة.. نعم، لا، غير ذلك؟»، منوها إلى إن «العمل اليوم (أمس) بلغ ذروته في مختلف مناطق بغداد لا سيما مدينة الصدر حيث نزلت الفرق المسؤولة عن ذلك تجوب الشوارع والأزقة وقد تم تقسيم المدينة إلى قطاعات لتسهيل عمل الفرق الخاصة بالاستفتاء ولغرض إنجازه في موعده المحدد وهو أسبوع»، متوقعا أن «تأتي نتائج الاستفتاء متوافقة مع ما نتوقعه وهو عدم رضاها عن السقف الحالي للخدمات في كل المجالات سواء في بغداد أو باقي المحافظات وهو ما يعني أن التيار الصدري سيبدأ فور الانتهاء من المهلة وهي 6 أشهر وفي حال عدم تنفيذ النسبة المعقولة من هذه المطالب بتسيير المظاهرات في الشارع»، وردا على سؤال حول بدء المظاهرات فعلا وبالتالي هل هناك داع لمظاهرات جديدة قال الزاملي «إن ما أقصده بالمظاهرات هي ليست ما شهدناه من مظاهرات الجمعة الماضي أو ما قد نشهده من مظاهرات خلال الفترة المقبلة»، معتبرا أن ما جرى «في بغداد والمحافظات الأخرى مؤخرا ليست مظاهرات في عرف التيار الصدري لأن مفهومنا للمظاهرات هي ما تعبر عن حجمنا وأقصد بذلك المظاهرات المليونية التي لا يستطيع غيرنا تنظيمها».

وحول ما إذا كان لدى الصدريين توجه الآن بتأييد إقالة محافظين أو مسؤولين في الدولة على خلفية ما جرى من مظاهرات قال الزاملي «من الواضح أن الناس غير راضية عما يجري ولدينا مؤشرات سواء طبقا للاستفتاء الذي نقوم به الآن أو من خلال اختلاطنا بالجماهير أن الناس ملت من الوعود ولذلك فقد جاء أمر زعيم التيار الصدري بتحديد رؤية الناس بشكل واضح لكي تتبين الجهات المسؤولة والحكومة لأن صبر الناس بدأ ينفد ونحن ملتزمون بتنفيذ بنود هذا الاستفتاء وبالتالي فإن كل ما يصدر الآن من آراء بشأن تغيير هذا المسؤول أو ذاك هي مجرد آراء شخصية»، مشيرا إلى أنهم «بعد ظهور نتائج الاستفتاء والمهلة التي سوف تمنح للحكومة سيكون التغيير بقوة الجماهير وليس بقوة السلاح». ويذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان قد حمل المالكي مسؤولية ما يحصل معتبرا أن كل شيء لا يمكن أن يتم بموافقته وبالتالي فإنه يتحمل كامل المسؤولية. وجاءت تصريحات الصدر بعد أن كان المالكي قد أفاد في وقت سابق بأنه لا يتحمل بمفرده مسؤولية تردي الخدمات بل جميع الكتل السياسية باعتبار أن الوزراء يمثلون جميع الكتل.