بارزاني بعد عودته إلى كردستان: لن نقبل بإراقة دماء شبابنا وسنفعل ما يرضي شعبنا

رئيس إقليم كردستان: واجهنا تهديدات جدية في كركوك لذلك تدخلت البيشمركة

TT

عاد الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، إلى أربيل مساء أمس منهيا جولة أوروبية شملت عدة عواصم مهمة، وعقد فور عودته مؤتمرا صحافيا بمطار أربيل الدولي حضرته «الشرق الأوسط» أشار فيه إلى الأحداث الجارية في كردستان في غيابه، معربا عن أسفه الشديد لسقوط عدد من الضحايا خلال مظاهرات احتجاجية اندلعت في مدينة السليمانية. وقال بارزاني «قبل كل شيء أود أن أتقدم بالتعازي الحارة إلى عوائل الشهداء الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة، وأؤكد لهم ولجميع أبناء شعبي بأننا انتفضنا عام 1991 ضد الديكتاتورية لتحرير هذا الشعب، ولكي نمكنه من تقرير مصيره بإرادته الحرة، وقبل سفري إلى الخارج اجتمعت بقادة وممثلي الأحزاب الكردستانية وطلبت منهم تقديم تقاريرهم الوافية بحاجات ومطالب الشعب، وأكدت على الجميع ضرورة الاستماع إلى مطالب الجماهير، وكنت أنتظر عودتي من السفر لكي نجتمع ثانية مع هؤلاء القادة لنناقش ونتداول في صياغة برنامج محدد لمكافحة الفساد، ولكن للأسف وقعت أحداث ومظاهرات أثناء غيابي وحصل ما حصل».

وأضاف «أقر وأعترف بمشروعية المطالب التي تقدم بها أبناء شعبنا خلال تلك المظاهرات، ولن أقبل بإراقة قطرة من دماء شبابنا مهما كانت الأسباب، فرضا الشعب فوق كل منصب وهو فوق كل اعتبار، وهذا الكيان المتحقق تأسس بدماء ودموع مئات الألوف من أبناء شعبنا، لذلك يجب أن نعمل على خدمته بما يرضيه ويسعده، وأن نسمع منه ما يريد، وأنا أشعر بهموم وحاجات الناس، ولا بد أن نعمل بجدية من أجل معالجة المشكلات والأزمات التي يعاني منها الشعب، ولكن يجب في الوقت ذاته أن لا يستغل البعض تلك الهموم والحاجات الشعبية المشروعة لأهداف حزبية ضيقة، نسمع للجميع ونأخذ آراءهم، ولكننا لن نسمح لمن يثير التناحر والتصارع، لأن ذلك خطأ كبير، فمن يرد أن يخرب أوضاع كردستان يجب أن يقف عند حده خصوصا عندما تتعرض مصلحة الشعب إلى المخاطر». وحول الأنباء التي راجت في كردستان خلال الأيام الأخيرة بوجود نيات لدى القيادة الكردية بممارسة حق تقرير المصير، قال بارزاني «مبدأ حق تقرير المصير ثبتناه في مؤتمراتنا الحزبية وفي معظم مناهج وبرامج الأحزاب الكردستانية، وقلت سابقا بأن هذا الحق هو حق مشروع ومعترف به وفق القوانين الدولية».

وحول موضوع نشر قوات البيشمركة في كركوك، قال بارزاني «كانت هناك تهديدات جدية وحقيقية ضد جميع مكونات كركوك من الكرد والتركمان والعرب، ولذلك أرسلنا قوات البيشمركة إلى هناك للدفاع عن هؤلاء جميعا ولصد أي محاولات تخريبية للوضع في المدينة».

وختم بارزاني كلمته بالقول «سأجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة بجميع الأحزاب والقيادات وممثلي شرائح المجتمع لكي نخرج ببرنامج محدد لمعالجة الأوضاع الراهنة في كردستان، خصوصا مواجهة الفساد وتحسين أحوال الناس، وعلينا أن نلبي جميع المطالب المشروعة لشعبنا بالأفعال وليس بالكلام».