السلطان قابوس يستقبل الشيخ صباح الأحمد.. للبحث في الخلاف مع الإمارات

أكد اهتمامه برفع المستوى المعيشي لشعبه وأصدر أوامر بإجراء تعديلات على مجلس الشورى

السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لدى استقباله الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت في قلعة شموخ جنوب العاصمة مسقط أمس (إ.ب.أ)
TT

عقد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وأخوه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت - الذي قام بزيارة قصيرة إلى سلطنة عمان - بحصن الشموخ مساء أمس، لقاء أخويا استعرضا فيه العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين وعددا من أوجه التعاون الثنائي لما فيه خير وصالح الشعبين العماني والكويتي الشقيقين. كما تم خلال اللقاء بحث عدد من المستجدات والأحداث على الساحتين العربية والدولية. وبحث أمير الكويت مع السلطان قابوس مسألة الخلاف مع دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الإعلان عن شبكة تجسس استخباراتية تعمل لمصلحة الإمارات في سلطنة عمان وكل ما يتعلق بتطوير آليات مجلس التعاون الخليجي.

وكشف مصدر دبلوماسي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، رفض ذكر اسمه في العاصمة مسقط، أن زيارة أمير الكويت تأتي في إطار حل الخلاف بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ورأب الصدع بين الدولتين خاصة بعد اكتشاف شبكة تجسس في مسقط تعمل لصالح دولة الإمارات، كما أعلنت سلطنة عمان عن ذلك خلال الفترة الماضية. وقال الدبلوماسي الخليجي: «إن أمير الكويت سيواصل تحركاته واتصالاته بين البلدين وإن هناك بوادر لإنهاء الخلاف بين البلدين الشقيقين. كما أن الكويت ترغب بطرح مبادرة خليجية لتحسين الأوضاع الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال إنشاء صندوق مالي خليجي لتحسين الأوضاع في دول مجلس التعاون الخليجي وتقديم المعونات للدول المحتاجة».

حضر اللقاء هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، كما حضر من الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، ومدير مكتب أمير الكويت أحمد فهد الفهد، ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبد الله الصباح الناصر الصباح.

من جهة أخرى، تسلم السلطان قابوس بن سعيد رسالة خطية من جلالة الملكة بياتركس ملكة مملكة هولندا تتعلق بالعلاقات الطيبة التي تربط البلدين الصديقين والأمور ذات الاهتمام المشترك. قام بتسليم الرسالة مركو أهينيس مبعوث جلالة الملكة خلال استقبال السلطان قابوس له بحصن الشموخ أمس. يذكر أن ملكة هولندا ستقوم بزيارة لسلطنة عمان يوم السبت المقبل. هذا وقد تقبل السلطان قابوس بن سعيد بحصن الشموخ أمس أوراق اعتماد سفراء ملك مملكة إسبانيا وجمهورية الصين الشعبية وجمهورية البرازيل الاتحادية. وفي الوقت نفسه تواصلت مظاهر الاعتصام بولاية صحار العمانية بالقرب من دوار صحار والميناء الصناعي وذلك بأعداد أقل عما كانت عليه طيلة الأربعة أيام الماضية. كما واصل المعتصمون في صلالة وولاية صور وأمام مجلس الشورى بمسقط اعتصامهم مطالبين الحكومة بالمزيد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية كما ذكرت وكالة الأنباء العمانية. وقال المعتصمون إن مطالبهم تتلخص في العديد من الطلبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية منها إيجاد فرص العمل وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وبمزيد من الحريات. وفي هذا الإطار استقبل السلطان قابوس بن سعيد مساء أمس رئيس وأعضاء مجلس الشورى العماني.

ونظم مؤيدون للسلطان قابوس مظاهرة مقابلة. وقالت وكالة «رويترز» إن مئات السيارات توقفت أمس في شوارع المنطقة التي تضم وزارات الحكومة بالعاصمة، وتعالت أصوات أبواقها، ورفع ركابها علم السلطنة وصور السلطان قابوس. وقال يعقوب بلال، أحد سكان مسقط الذي شارك في المظاهرة المؤيدة للحكومة، لوكالة «رويترز»، إن المتظاهرين سعداء لأن السلطان استجاب لمطالبهم الخاصة بالإصلاح، معربا عن ثقته في تحقق المزيد من الإصلاحات في الأيام القليلة المقبلة.

إلى ذلك، أكد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان اهتمامه البالغ برفع المستوى المعيشي للمواطنين في بلاده. وقال خلال استقباله رئيس مجلس الشورى العماني وأعضاء المجلس في حصن الشموح بولاية منح التي تبعد نحو 250 كيلومترا أن المرحلة القادمة سيتم التركيز من خلالها بشكل أكبر على رفع المستوى المعيشي، مطالبا مجلس الشورى بأن يقوم بدوره بتوعية المواطنين في الحفاظ على المكتسبات من أولئك الذين ينتهجون القيام بأعمال تسيء إلى سمعة البلاد وقيمتها الأصيلة وتعرض المنجزات فيها الخاصة والعامة للأضرار. وأوضح سلطان عمان «أن القوانين والأنظمة في السلطنة تكفل الحقوق للجميع في التعبير عن أرائهم ومتطلباتهم المشروعة وتعطي دائما الأولوية فيما يتخذ من قرارات تهدف إلى رفع المستوى المعيشي للمواطن لكي يهنأ بما أنعم المولى عز وجل به على هذه الأرض الطيبة».

واستعرض السلطان قابوس خلال اللقاء ما تحقق على أرض بلاده خلال السنوات الماضية من تطور كبير شمل جميع مرافق الحياة، مشيرا إلى أن السنوات الماضية كان التركيز فيها على بناء قاعدة اقتصادية قادرة على تحقيق الرخاء لكافة المواطنين كما أن الهدف من تلك المشاريع التنموية وخدمات البنية الأساسية هو إيصال التنمية إلى أرجاء عمان، معربا عن أن السلطنة قد حققت الكثير من المنجزات وهي بلا شك ستظل لمنفعة الأجيال المتعاقبة.

كما استعرض الخطوات التي سوف تعزز من صلاحيات مجلس الشورى بما يمكنه من الاضطلاع بمسؤولياته الوطنية القادمة. وكانت سلطنة عمان قد شهدت خلال اليومين الماضيين مظاهرات واعتصامات للمطالبة بإصلاحات وتعديلات سياسية واجتماعية واقتصادية وإيجاد فرص عمل للباحثين عن وظائف وإعطاء مجلس الشورى صلاحيات أكبر. كما شهدت ولاية صحار أحداث شغب تسببت في تدمير ممتلكات عامة وخاصة.

وكان السلطان قابوس قد أمر خلال اليومين الماضيين بإعطاء مجلس الشورى مزيدا من الصلاحيات وتشكيل لجنة لوضع مجموعة من التصورات بناء على مقترحات أعضاء مجلس الشورى تمهيدا لرفعها إلى السلطان قابوس. كما أمر السلطان قابوس باستقلال الادعاء العام وتوسيع صلاحية جهاز الرقابة المالية للدولة بإضافة الرقابة الإدارية ورفده بعناصر من مجلس عمان والمؤسسات الأخرى.

كما أمر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بتوظيف 50 ألف مواطن ومنح 150 ريالا عمانيا شهريا لكل باحث عن عمل من المسجلين لدى وزارة القوى العاملة إلى أن يجد عملا.