وزراء الخارجية العرب يتفقون على تأجيل قمة بغداد إلى منتصف مايو

موسى: اجتماع أمس هو الأخير لي أمينا لجامعة الدول العربية

وزراء الخارجية العرب خلال المداولات مع الأمين العام عمرو موسى في القاهرة أمس (أ. ب)
TT

شهد الاجتماع الوزاري العربي في دورته الـ135 التي عقدت في القاهرة أمس برئاسة سلطنة عمان مناقشات حادة تستوعب الواقع العربي الذي تعيشه المنطقة العربية على خلفية ثورات كل من مصر وتونس وليبيا، إضافة إلى منصب الأمين العام الجديد للجامعة العربية بعد إعلان عمرو موسى أن اجتماع أمس هو الأخير بالنسبة له بعدما أعلن من قبل اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر، مما دفع مندوب سورية لدى الجامعة العربية، للطلب من موسى بمد المهلة لحين انعقاد القمة العربية المقبلة التي استقر الاجتماع على تأجيلها إلى موعد أقصاه 15 مايو (أيار) المقبل، كما ناقش الاجتماع وضع ليبيا في الجامعة العربية انطلاقا من مذكرتين؛ واحدة من ممثلية الشعب الليبي، التي بعث بها السفير عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا المستقيل وتتحدث عن اعتماد ممثلية الشعب في الجامعة والاعتراف بالثورة، ومذكرة بعثت بها وزارة الخارجية الليبية تتحدث عن الأوضاع في ليبيا، في حين قدمت قطر مذكرة لتجميد عضوية ليبيا، وهو ما رفضته الدول العربية انحيازا لحق الشعب الليبي، كما رفض الاجتماع أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وإدانة استخدام النظام الليبي للعنف ضد المحتجين، والسماح لهم بالتعبير بحرية، وتسهيل مهمة المساعدات.

وأعرب موسى عن تطلعه إلى نشاط جديد وروح جديدة تتدفق في شرايين العمل العربي المشترك، داعيا إلى تطوير الجامعة العربية، وأن يأخذ «في اعتباره العصر المحيط بنا من أجل إحداث نقلة نوعية في حياتنا العربية»، معتبرا أن 10 سنوات كافية تماما لإدارة الجامعة العربية بواسطة أمين عام بعينه.

وقال موسى، في كلمته في افتتاح الدورة الـ135 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أمس، إن «هذا الاجتماع الأول في عصر الثورات العربية التي يتوجب علينا أن نترحم على شهدائها، خاصة أنها ثورات بيضاء لم تعتد على أحد؛ بل تم الاعتداء عليها، والشعوب لا تنسى من يعرض دماءها الغالية للسفك، كما أن شعوبنا ستتصدى لأي من يحاول أن يفرض عليها واقعا خاطئا».

واقترح موسى في هذا الشأن عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب، والصناديق العربية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، لمناقشة خطة العمل العربي، وقال إن «تطوير جامعة الدول العربية، يرتبط بتعزيز التعاون مع جوارها الجغرافي»، مشيرا إلى ما طرحه من اقتراح لإنشاء رابطة الجوار العربي من أجل خلق مصالح مشتركة والعمل على إرساء أسس السلام والرخاء، في منطقة كبيرة يصل تعداد سكانها إلى مليار نسمة.

وقال موسى إن «ما نعيشه هو حركة تاريخية غير مسبوقة، ولكنها أصبحت حقيقة واقعة؛ فالأمة ترفض أن تبقى رهنا لأوامر وتعليمات، وقررت أن تأخذ أمورها بأيديها في إطار نظام الديمقراطية، وترفض الدكتاتورية أو فرض لأشخاص بعينهم». وأضاف: «في اليمن، تابعنا واتصلنا وما زلنا نتواصل في محاولة منع تردي الوضع في إطار من الحوار الوطني الذي طرحته الجامعة العربية».

وأكد موسى أن الوضع المأساوي في ليبيا لا يصح، وقال إن «الشعب الليبي، يعاني معاناة كبيرة، وهناك محاولات لوأد حركته نحو الحرية».

من جانبه، اعتبر يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الدورة الـ135 لمجلس الجامعة العربية، أن الأمة العربية تمر بمرحلة دقيقة وتعيش أحداثا ضخمة لم يحدث لها مثيل في تاريخ الأمة الحديث.

وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة إن «هذه الأحداث التي تعتبر زلزالا بشريا مجيدا لا شك أنها ستقود إلى ميلاد نهضة عربية جديدة، وأن هذه النهضة تقوم على أكتاف الجيل الجديد من شباب هذه الأمة الذي يشكل أملها ومستقبلها».

من جهته، وجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التحية لثورة 25 يناير التي أحدثت تحولا إيجابيا في مصر ووصفها بأنها أحد أهم الثورات في تاريخ الإنسانية.

وقال أبو الغيط في كلمة قصيرة ألقاها أمام الاجتماع، إن مصر تتحرك حاليا لإقامة مجتمع ديمقراطي قائم على العدل والحرية والمساواة وإعلاء كرامة الإنسان. ودعا أبو الغيط الدول العربية ودول العالم أجمع لدعم مصر من أجل تحقيق هذه التحولات.

بدوره، أعرب السفير يوسف أحمد سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عن قلق بلاده إزاء ما يجري في ليبيا، مشددا على أهمية رفض التدخل الأجنبي السافر الذي لا يخدم مصلحة الشعب الليبي وإنما يحركه مصالحهم وأجنداتهم الخاصة وأولها النفط.

وقال السفير السوري في كلمته أمام الاجتماع: «أتمنى، نحن المسؤولين بالجامعة العربية، أن نحذو حذو شعب مصر وتونس وليبيا وهم يكسرون القيود التي كبلتهم وأن نكسر نحن أيضا القيود التي وضعناها حول الموقف العربي ونحن نتناقش من أجل اتخاذ موقف تجاه التداعيات التي تواجه المنطقة».