50 مسلحا يقتحمون مخزن آثار «تل الفراعين» ويستولون على محتوياته

يضم آثارا نادرة وتماثيل ولوحات تعود لمختلف العصور الفرعونية

TT

تواصلت أمس وبقوة عمليات السطو على مخازن الآثار المصرية، حيث تعرض مخزن متحفي في منطقة «تل الفراعين» الأثري بكفر الشيخ للسرقة علي يد مجهولين، وتمكنوا من سرقة محتوياته وأوقعوا 5 جرحى من الحراس. وهي المحاولة الثانية للسطو على نفس المنطقة، حيث شهدت اعتداء مماثلا في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي نتيجة الغياب الأمني عن كل المخازن والمناطق الأثرية بمصر.

وأكدت مصادر أثرية أن عصابة مسلحة مكونة من 50 فردا اقتحمت فجر أول من أمس «السبت» منطقة «تل الفراعين» الأثرية التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ (160 كم بوسط دلتا مصر) واستولوا على بعض الآثار الموجودة بالمخزن المتحفي، وأطلقوا النار على عدد من الحراس وأصابوهم بإصابات بالغة. تلقى الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار في حكومة تسيير الأعمال المستقيلة، تقريرا بتعرض المخزن للهجوم من قبل مسلحين في محاولة للسرقة والنهب.

وكشف إبراهيم عبد التواب (شاهد عيان) عن أن «50 مسلحا ملثما استقلوا عددا من السيارات ذات المقطورة واعتدوا على الحراس بعد أن تمكنوا من محاصرتهم وتكميم أفواههم، ثم أطلقوا عليهم الرصاص وأصابوا 5 منهم، ونجحوا في سرقة العديد من القطع الأثرية ولاذوا بالفرار، ولم يتم القبض على أي منهم»، قائلا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «المسلحين استطاعوا كسر أبواب المخزن المتحفي والعبث بمحتوياته وسرقته».

ومن جانبه، أعلن الدكتور محمد عبد المقصود، مدير آثار الوجه البحري «تشكيل لجنة فورية لجرد محتويات المخزن لمعرفة ما تم سرقته من آثار»، مرجحا أن «تكون وراء السرقة عصابات دولية»، بقوله: «لا أستبعد أن تكون هناك عصابات دولية منظمة تستغل الوضع الأمني الحالي بمساعدة بعض تجار الآثار، لنهب وسرقة الآثار بشكل ممنهج ومدبر، خاصة أن المواقع الأثرية والمتاحف يتم مهاجمتها بشكل يومي ومن قبل أشخاص مسلحين وبأعداد كبيرة».

وأكد عبد المقصود أن «وزارة الآثار وضعت خطة عاجلة لتغيير أماكن المخازن الأثرية التي تتعرض للنهب ونقل محتويات عدد كبير منها إلى مخازن أخرى أكثر تأمينا».

بينما كشف الأثري محمد ياسين بمنطقة آثار كفر الشيخ عن أن «المخزن المتحفي بـ(تل الفراعين) يضم عددا من القطع الأثرية الضخمة التي تعود للدولة الحديثة والعصر الصاوي والعصر المتأخر، ويضم أحجارا منقوشة يعود تاريخها للدولة القديمة والحديثة، بالإضافة إلى لفائف كتابية عثر عليها تعود للعهد اليوناني الروماني، وبالمنطقة أيضا العديد من القطع الأثرية البرونزية والفخار، وهي عبارة عن تماثيل للإله (أوزير) مرتديا التاج، وتمثال للإله (وأدجيت) برأس أنثى الأسد، وقدم طائر من البرونز عبارة عن رجل الصقر حورس، وتمثال حية لكوبرا يعلوها قرص الشمس ، وتمثال للإله (تاورت) من الحجر الجيري ومجموعة أخرى من التماثيل والقطع الأثرية».

وقال ياسين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «تل الفراعين» تمثل أطلال مدينة بوتو القديمة التي تعود أهميتها لعصور ما قبل التاريخ، وقد أجريت بالتل وخاصة منطقة المعبد على مدى السنوات الماضية، أعمال الحفائر بمعرفة البعثات المصرية والأجنبية، وكشفت عن العديد من القطع الأثرية المهمة والضخمة من تماثيل ولوحات تعود لمختلف العصور الفرعونية، التي تم الاحتفاظ بها في «فاترينات زجاجية».

ويشار إلى أن العديد من المواقع الأثرية تعرضت للسرقة مؤخرا بأنحاء مختلفة في المحافظات المصرية نتيجة الغياب الأمني عنها، وقد دفع هذا الغياب بالدكتور زاهي حواس، وزير الآثار في الحكومة المستقيلة إلى التصريح قبل يومين بتوجيه نقد إلى الأجهزة الأمنية لتقصيرها في حماية جميع المواقع الأثرية.