طالباني يؤيد دعوة بارزاني إلى إجراء انتخابات مبكرة في كردستان

فشل الإضراب العام.. ومتظاهرو السليمانية يطالبون المعارضة بعدم تسييس مطالبهم

TT

أحيا إقليم كردستان أمس الذكرى السنوية للانتفاضة الشعبية التي اندلعت عام 1991 عقب هزيمة القوات العراقية في حرب الكويت، التي تمكنت الجماهير الكردستانية خلالها من تحرير معظم مناطق كردستان من قبضة نظام الرئيس الأسبق صدام حسين. وجرت مراسيم الاحتفال بمدينة رانية التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة الأولى برعاية رئيس الحكومة برهم صالح الذي أكد في كلمة له «أن مطالب الشعب التي عبروا عنها بمظاهرات سلمية وحضارية في الأيام الأخيرة هي مطالب مشروعة، وستكون حكومة الإقليم على مستوى مسؤولياتها لخدمة الشعب وتلبية مطالبه وفاء منها لدماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لبناء هذا الكيان.. وأؤكد للجميع أننا سواء في السلطة أو المعارضة مسؤولون تماما عن تحسين أوضاع الشعب وإجراء الإصلاحات الضرورية، وأتعهد بأن تلبي الحكومة جميع المطالب المشروعة لأبناء هذا الشعب بالأفعال وليس بالأقوال».

في غضون ذلك، أجرى رئيس إقليم كردستان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، ورئيس الجمهورية زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، مباحثات مكثفة، أمس بمدينة أربيل، تركزت حول الأوضاع الحالية في كردستان، خصوصا المظاهرات الاحتجاجية وتداعياتها. وتحدث طالباني عقب اللقاء إلى وسائل الإعلام مؤكدا دعمه وتأييده لدعوة بارزاني إلى إجراء انتخابات مبكرة في الإقليم، فيما أشار بارزاني إلى أن وجهات نظرهما كانت متطابقة حول كيفية التعاطي مع هذه الأحداث ومعالجتها بأسرع ما يمكن.

وعلى الصعيد الميداني، فشل الإضراب العام الذي دعت إليه المعارضة في كردستان، أمس، حيث افتتحت معظم المحلات في مدينة السليمانية أبوابها فيما تحدثت مصادر محلية عن «أن منتسبين لحركة التغيير المعارضة أرغموا عددا من أصحاب المحلات هناك على إغلاق محلاتهم، ولكن الغالبية من أصحاب المحلات لم يذعنوا لطلب الحركة بالإضراب العام». وفي اتصال مع مصدر خاص في السليمانية أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الاستجابة لدعوة الإضراب العام كانت فاترة فيما عدا إغلاق القليل من المحلات في أحياء المدينة، الذي كان سببه تدخل أعضاء من حركة التغيير لإرغامهم على ذلك، خصوصا أصحاب المحلات من أنصار الحركة. ولم تتأثر مدينة أربيل على عادتها بدعوات حركة المعارضة، فكان النشاط في الأسواق يسير بشكل معتاد ودون أي تأثير لنداءات حركة التغيير.

إلى ذلك، دعا قيادي في حركة التظاهر بساحة السراي في السليمانية، القوى السياسية المعارضة إلى ترك الساحة للمتظاهرين، وعدم تسييس قضيتهم العادلة المتمثلة في مطالب مشروعة من السلطة. وقال بهروز جعفر، مسؤول مجموعة أصوات ساحة السراي وعضو المجلس المؤقت لقيادة المظاهرات الشعبية في تصريحات نقلها موقع «بيامنير» الإعلامي الكردي «لدينا بعض الملاحظات حول أداء المجلس المؤقت، ونعرف أن هناك أيادي تعبث به». وأضاف أن «مطالب الشارع الكردي شيء ومطالب المعارضة شيء آخر، لذلك أدعو القوى والحركات السياسية إلى أن تترك الجماهير وشأنها».