ملكة بريطانيا تعتزم القيام بزيارة تاريخية إلى آيرلندا

ستكون الأولى لعاهل بريطاني منذ استقلال دبلن

TT

تعتزم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية القيام بزيارة رسمية إلى آيرلندا خلال العام الحالي، ستكون الأولى لملك بريطاني منذ استقلال هذا البلد عن التاج البريطاني عام 1921. وفي خطوة رمزية لتطبيع العلاقات بين بريطانيا وآيرلندا بعد إرساء السلام في آيرلندا الشمالية، ستكون هذه الزيارة هي الأولى لعاهل بريطاني خلال مائة عام.

وقال قصر باكنغهام في بيان مقتضب: «لقد كان من دواعي سرور الملكة قبول دعوة من الرئيسة الآيرلندية لزيارة آيرلندا هذا العام»، مضيفا أن الأمير فيليب، زوج الملكة، سيرافقها في هذه الزيارة. وتعود الزيارة الأخيرة لملك بريطاني إلى آيرلندا إلى عام 1911 تاريخ زيارة الملك جورج الخامس، وذلك قبل عقد على الاستقلال الذي نالته آيرلندا بعد الحرب ضد المملكة المتحدة. ولم يعلن عن أي موعد رسمي للزيارة المرتقبة، لكن محللين يقولون إنها قد تتم في مايو (أيار) بعد زفاف حفيد الملكة الأمير ويليام من كاثرين ميدلتون. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء إن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون «مسرور جدا» لهذه الزيارة، مضيفا أن «الزيارة ترمز إلى متانة العلاقات بين بلادينا والصداقة بين الشعبين البريطاني والآيرلندي».

وقال السفير البريطاني لدى آيرلندا جوليان كينغ، إن العلاقات بين لندن ودبلن لم تكن يوما أكثر متانة أو أهمية، في حين تشدد الزيارة على عمق العلاقات بين البلدين خصوصا حول آيرلندا الشمالية. وقال إن «علاقاتنا تسمح لنا بالعمل معا ضمن شراكة ثابتة ومتطورة وحديثة تركز على قضايا تهم شعبي آيرلندا وبريطانيا مثل النمو وسوق العمل».

يشار إلى أن بريطانيا تعد الشريك التجاري الرئيسي لآيرلندا، وفي السنوات الماضية زار أفراد من العائلة المالكة البريطانية آيرلندا بمن فيهم الأمير فيليب ونجله الأمير تشارلز. لكن زيارة رسمية لملكة بريطانيا لم تكن أكيدة وسط توترات بين البلدين، خصوصا بشأن آيرلندا الشمالية التي بقيت جزءا من بريطانيا في حين استقل الجنوب.

وتحسنت العلاقات خلال محادثات السلام في آيرلندا الشمالية التي أفضت إلى اتفاق في 1998. ومعاهدة السلام أنهت أعمال عنف دامت ثلاثة عقود. وقال جيري آدامز، رئيس الشين فين (الجناح السياسي للجيش الجمهوري الآيرلندي)، إن هذه الزيارة سابقة لأوانها. وأضاف أن العديد في آيرلندا سيعتبرون الزيارة «مهينة خصوصا لضحايا الحكم البريطاني». ودعمت رئيسة آيرلندا ماري مكاليس زيارة الملكة لآيرلندا. وقال براين كوين، رئيس وزراء آيرلندا المنتهية ولايته، خلال زيارة للندن في يونيو (حزيران) الماضي، إنه يرغب في أن تتم الزيارة قبل انتهاء ولاية مكاليس الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكانت الرئيسة السابقة ماري روبنسون أول رئيس لآيرلندا يلتقي الملكة، عندما تناولت معها الشاي في قصر باكنغهام في يونيو 1996.