رفسنجاني يخسر رئاسة مجلس الخبراء ويؤكد: اخترت الانسحاب لمنع الانشقاق

إقصاؤه يعتبر ضربة للإصلاحيين.. وخلفه آية الله مهدوي كاني

TT

كما كان متوقعا، فقد خسر الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني منصبه أمس كرئيس لمجلس خبراء القيادة، لكن ليس بالتصويت، بل إن الأخير فضل التراجع وسحب ترشيحه للمنصب أمام منافسه آية الله محمد رضا مهدوي كاني، في خطوة ربما لحفظ ماء الوجه، إذ إن جميع المؤشرات تدل على أن معظم أعضاء المجلس يميلون للتصويت لصالح آية الله كاني، وذلك بعد الانتقادات العلنية التي وجهها المحافظون لرفسنجاني لقربه من المعارضة الإصلاحية.

وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن آية الله محمد رضا مهدوي كاني انتخب رئيسا جديدا للمجلس بعد أن سحب رفسنجاني ترشيحه.

وتشير هزيمة رفسنجاني، وهو من أبرز من صمدوا في الحياة السياسية الإيرانية منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، إلى مدى عزل وتهميش معارضي الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد. وكان تحد مفاجئ لرفسنجاني من مهدوي كاني وترشحه لتولي رئاسة مجلس الخبراء قد دفع الرئيس الإيراني الأسبق للانسحاب من سباق انتخابه لفترة أخرى في المنصب.

ويملك المجلس المكون من 86 شخصا سلطة تعيين وعزل الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، 71 عاما، لكنه لم يمارس هذه السلطة منذ تأسيسه عام 1983.

ولن يكون للتصويت تأثير عملي فوري كبير على البنية السياسية المعقدة في إيران، لكن محللين يقولون إن انتصار التيار المحافظ في مجلس الخبراء سيزيد من قوة المؤسسة الدينية، لأنه يقضي على أي مظهر للمعارضة.

وقال رفسنجاني الذي رأس المجلس منذ عام 2007 أنه لا ينوي إثارة خلاف، وأفاد في كلمة أمام المجلس نقلتها وكالة الطلبة للأنباء «أرى أن الانقسام في المجلس ضار... قلت من قبل إنه إذا ترشح (مهدوي كاني) للمنصب فإنني سأنسحب لمنع أي انشقاق».

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد قالت الأسبوع الماضي إن أكثر من 50 عضوا في المجلس أيدوا ترشيح مهدوي كاني للمنصب، لكنه ظل متكتما على ما إذا كان سيترشح لرئاسة المجلس، أم لا.

وما زال رفسنجاني رئيسا لمجمع تشخيص مصلحة النظام، وهو الجهة التي تفصل في النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور. أما كاني فهو رجل دين بارز، لكنه لا يحظى بتأثير سياسي حقيقي، ويقول مراقبون إنهم يعتقدون أن كاني اختير، ببساطة، للإطاحة برفسنجاني من منصبه. ونقلت وكالة الجمهورية الإيرانية عن آية الله كاني قوله بعد انتخابه رئيسا للمجلس إنه «ينبغي تحمل بعضنا البعض على الرغم من اختلاف الأذواق»، وأكد ضرورة المحافظة على الثورة الإسلامية ومبادئها ووصفها بـ«المهمة للغاية». واعتبر «عملية الإشراف على القيادة بأنها تعد صونا لها وحفاظا عليها وأن هذه العملية المهمة تقع على عاتق مجلس خبراء القيادة، ولا ينبغي السماح للأعداء بتهشيم الركن الأساسي للثورة»، وانتقد الممارسات «الحكرية» وأكد ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية.

ولفت إلى أن ترشحه لرئاسة مجلس خبراء القيادة تم على أساس شعوره بالمسؤولية ووصف هاشمي رفسنجاني بأنه من «زملائه القدماء في النضال».

وآية الله كاني من مواليد 1932، وهو رجل دين بارز منذ عهد آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران. وتقلد الكثير من المناصب، فقد كان أستاذا في العلوم الحوزوية بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. كما تقلد مناصب رفيعة كثيرة، منها عضو في مجلس الثورة والمشرف على لجنة الثورة الإسلامية وعضو في مجلس صيانة الدستور، وممثل للإمام الخميني في هيئة حل الاختلافات بين مسؤولي النظام.

وتولى كاني مناصب وزير الداخلية ورئيس الوزراء وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وكان عضو مجلس إعادة النظر في الدستور وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ومؤسس وأمين عام رابطة علماء الدين ورئيس جامعة الإمام الصادق وعضو في مجلس خبراء القيادة.