«تكريم» تلقي الضوء على أفراد ومؤسسات لديهم إنجازات مميزة

ريكاردو كرم: المبادرة جاءت لتعزيز صورة المبدعين العرب من دون «جعجعة»

ريكاردو كرم
TT

قال ريكاردو كرم، مدير عام مبادرة «تكريم» ورئيس مجلس إدارتها، إن فكرة المبادرة جاءت خلال سنوات عمله في التلفزيون؛ حيث التقى الكثير من الوجوه العربية المميزة والناجحة جدا في جميع المجالات، مما خلق حاجة ملحة جدا لإبراز الهوية العربية بشكلها الصحيح، مؤكدا أن مبادرة «تكريم» جاءت لتعزيز صورة المبدعين العرب ليكونوا قدوة ومصدر وحي لجيل اليوم والأجيال المقبلة.

وأضاف كرم لـ«الشرق الأوسط» أن مبادرة «تكريم» بدأت مساهمة مني ومن فريق العمل معي كخطوة صغيرة أولى في مشروع الألف ميل، وسرعان ما اجتذبت في طريقنا الطويل هذا الكثير ممن يشاطروننا هذا الحلم وهذا المسعى. فكبرت أسرة «تكريم» حتى أصبحت تتألف من4 مجالس ولجان مختلفة تضم شخصيات لامعة يجمع فيما بينها الامتياز والتفوق في جميع المجالات، على نطاق العالم العربي والعالم كله. واليوم هذه الشخصيات سفراء لمبادرة «تكريم»، يسعون إلى النهوض بمصداقيتها، ويحملون رايتها على الساحة العامة الرحبة.

وقال: إن نجاحنا في استقطاب هذه الشخصيات العربية والعالمية المتميزة بإنجازاتها واستقطاب الإعلام العربي والغربي خصيصا كشريك في تسليط الضوء على المبدعين، وكذلك استقطاب شركاء لنا، في مجال التمويل، على نطاق العالم هو أحد البراهين الأكيدة على بلوغنا بعض أهدافنا.

وقال كرم إن ما يميز مبادرة «تكريم» هو أنها مع ذلك تعمل بصمت بعيدا عن «الجعجعة» وقرع الطبول، كما أن مبادرة «تكريم» هي جسر يعبر عليه المتميزون العرب إلى بعضهم البعض، موضحا أن مبادرة «تكريم» لا تضيق على نفسها في بلد واحد بل تتوسع إلى كل بلد على وجه الأرض وهي تشمل جوائز للمنجزين المبدعين في جميع المجالات كالتكنولوجيا والعلم والأعمال الإنسانية والخدمات الخيرة والثقافة والريادة. وحول كيفية عملية اختيار الفائزين، قال كرم: «تنقسم عملية الاختيار إلى مرحلتين، في المرحلة الأولى تقوم لجنة الاختيار المؤلفة من أعضاء لامعين في مختلف ميادين جوائز (تكريم)، بدراسة ملف كل من المرشحين بدقة، فتقع على عاتق هذه اللجنة مهمة تشكيل لائحة أولية بالمرشحين عن كل فئة».

أما التصفيات النهائية، فتضطلع بهذه المسؤولية، تتألف اللجنة الحاكمة الدولية من ستة أعضاء كل واحد فيها كوكب ساطع في محيطه ومجاله. يعلن عن أسمائهم هذه السنة للمرة الأولى وهم: الملكة نور الحسين، والشيخة مي بنت محمد الخليفة، والدكتور محمد البرادعي، والدكتور الأخضر الإبراهيمي، والدكتورة حنان عشراوي، وكارلوس غصن. وقال: إن مبادرة «تكريم» تسلط الضوء على الإنجازات العربية على مدار السنة بأكملها. وما يأتي الاحتفال إلا ليتوج عمل العام كله، فيتم الإعلان خلاله عن الفائزين من كل فئة ومكافأتها. يسبق حفل تقديم الجائزة تنظيم سلسلة من الندوات والمؤتمرات حول المواضيع ذات الصلة بفئات الجائزة، التي تقام في مختلف البلدان. كما يجري أعضاء وأسرة «تكريم» على مدار السنة مقابلات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي في وسائل الإعلام على أنواعها، لمواكبة كل جديد. وأضاف أنه في السنة الماضية قررت اللجنة أن تؤجل جائزة السلام بسبب حساسيات سياسية نجمت عن اضطرابات قائمة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أنه في هذه السنة نرجو أن تعيد اللجنة النظر في قرارها؛ لأنه يحدث في خضم ظروف صعبة ومضطربة، لا بل، بسبب منها، أن يقوم أفراد أو جماعات بجهد كبير لتعزيز السلام أو إحلاله؛ لذلك تدرس اللجنة حاليا ما إذا كان يجب تكريم من يسعى إلى السلام حتى لو لم يستطع إحلاله بعد.

حول تمويل «تكريم» قال كرم: «تختار (تكريم) شركاء عربا وأجانب يشاطرونها هدفها الأسمى الذي هو إبراز المبدعين العرب. هؤلاء الشركاء ينظرون إلى مبادرة (تكريم) على أنها امتداد لما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، وبالإضافة إلى ذلك، يشعرون بمسؤولية مادية حيالها أيضا فيتبنون فئة من فئات جوائزها المختلفة، كل حسب ما يتماشى مع برامجه».

وحول التحديات التي تواجه هذه المبادرة، قال كرم: في العام الماضي، شهدنا ولادة مبادرة «تكريم». وكما في أي مشروع جديد، واجهتنا في البداية بعض الصعوبات والتحديات، لكن نجحنا في تخطيها بإرادة قوية وبعملنا كفريق واحد متماسك وتعلمنا كيفية التعامل معها بحيث يمكننا تجنبها في الحفل السنوي المقبل من الناحيتين اللوجيستية والتنظيمية، مؤكدا أن نجاح «تكريم» لم يتحقق وكأنه هبط ببساط الريح، لكنه تحقق بفضل جهود دؤوب لا تعرف الكلل ولا الملل، وإرادة فولاذية يدعمها فكر صائب وشركاء يؤمنون بها ويضعون بتصرفها إمكاناتهم على تنوعها. فتمكنت عندئذ من فرض نفسها على خارطة المبادرات المميزة. كان قد تم الإعلان رسميا عن جوائز «تكريم» للإنجازات العربية لعام 2011 تحت عنوان «ليفتخر ويعتز 350 مليون عربي» وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل سيقام في العاصمة القطرية الدوحة في شهر أبريل (نيسان) المقبل.