أعلنت الشرطة الفرنسية، أمس، عثورها على جزء من المجوهرات التي كانت قد سرقت من متجر «هاري ونستون» في العاصمة باريس، قبل سنتين، في ما بات يعرف بـ«سرقة القرن»، ويومذاك هرب اللصوص بحلي ثمينة يصل سعرها إلى 85 مليون يورو. وتقدر اللقية المؤلفة من 19 خاتما و3 أقراط بنحو 14 مليونا، منها خاتم سعره 6 ملايين يورو.
رجال وحدة مكافحة العصابات نجحوا في العثور على الخواتم والأقراط بعد مداهمة منزل بالضواحي الشمالية لباريس. وكانت المجوهرات محفوظة داخل قنينة من البلاستيك ومدفونة في البناء الإسمنتي لمرزاب تجميع مياه الأمطار. وكانت فرق التحقيق قد اعتقلت 25 شخصا من المشتبه بضلوعهم فيها. وتمكنت بعد ستة أشهر من السرقة، وإثر الاعترافات التي أدلوا بها، من استعادة نصف المجوهرات المسروقة، حسب معلومات أعلنها مركز الشرطة الرئيسي في باريس.
هذا، وكان 4 مسلحين، بينهم اثنان تنكرا في ثياب نسائية، قد سطوا عصر الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2008 على المتجر الواقع في جادة مونتين الراقية بمنطقة الشانزليزيه. وطلب اللصوص، الذين كانوا يعرفون أسماء بعض العاملين في المتجر وعناوينهم، وموقع الخزائن المصفحة والمخابئ الخفية التي تحتوي على المجوهرات غير المعروضة على الأرفف، من نحو 25 بائعا وزبونا التجمع في زاوية معينة. وخلال ربع الساعة جمعوا حليا مرصعة بالأحجار الكريمة وغادروا بكل هدوء من دون إطلاق رصاصة واحدة. وهزت أخبار عملية السطو التي تمت في وضح النهار الأوساط التجارية والأمنية. وتردد المشرفون على المتجر، في البداية، في التصريح بأثمان المسروقات وأعطوا أرقاما متضاربة، لكن الرقم الحقيقي استقر على 85 مليون يورو، أي ما يزيد على 100 مليون دولار. وكانت تلك أكبر سرقة يتعرض لها محل للمجوهرات في تاريخ فرنسا.
مما يذكر، أن مجموعة «هاري ونستون للمجوهرات»، ومقرها نيويورك، تملك الكثير من المتاجر الفاخرة في أنحاء العالم. ويلاصق متجرها الباريسي فندق «بلازا أتينيه» الفخم، على بعد عشرات الأمتار من مركز للشرطة. ولم تكن تلك أول سرقة ضخمة يتعرض لها المتجر ذاته، ففي خريف 2007 سطا عليه 3 لصوص مع ساعة فتحه صباحا، وفروا ومعهم مجوهرات قدرت بأكثر من 10 ملايين يورو.