ألمانية تهرّب ابنتها من تونس مع «مهاجري القوارب»

في مغامرة بحرية طالت 20 ساعة

TT

في مغامرة تشبه حبكة رواية «ليس من دون ابنتي» للأميركية بيتي محمودي، استغلت الألمانية تينا روتكامب، الظروف الاستثنائية التي تعيشها تونس حاليا للهروب مع ابنتها من البلد خلافا لإرادة زوجها. وذكرت روتكامب (40 سنة) أنها هربت مع ابنتها أميرة – ياسمين (9 سنوات) من تونس مع من يطلق عليهم «مهاجرو القوارب».

روتكامب، وهي من مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، قالت إنها دفعت مبلغ 2000 يورو لمهربي البشر مقابل تهريبها مع ابنتها من تونس إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. وأضافت أنها اضطرت لقطع المسافة البحرية طوال 20 ساعة في زورق صغير جرى فيه حشر 150 مهاجرا وهاربا من الأحداث السياسية في تونس «كالسردين المعلب». وقد كان الماء باردا والهواء جليديا، إلا أن حالة البحر عموما كانت هادئة، وبالنتيجة وصلوا بسلام إلى الجزيرة الإيطالية.

وتابعت السيدة الألمانية أن رجال خفر السواحل الإيطاليين استغربوا في البداية وجود «شقراء مع ابنتها» بين المهاجرين، لكنهم اعترفوا بجنسيتها بعد ذلك، ونقلوها مع ابنتها إلى فندق، قبل أن ترتب أوراق سفرها إلى دوسلدورف.

كانت روتكامب قد تعرفت إلى طبيب تونسي من جزيرة جربة أثناء سفرة سياحية، وتطورت العلاقة سريعا إلى حب وزواج أنجب الصغيرة أميرة - ياسمين. وتدعي السيدة الألمانية أن زوجها كان عنيفا ويكثر من ضربها وضرب الطفلة، وهو ما دفعها إلى الانفصال عنه. وبالفعل تم الطلاق قبل 4 سنوات، واحتفظت هي بحق رعاية الطفلة، إلا أن طليقها رفض أن تصطحب الطفلة معها إلى ألمانيا.

وحاولت روتكامب، حسب ادعائها، الخروج رسميا «ألف مرة» عبر المطارات، إلا أن السلطات كانت تمنعها من المغادرة مع الطفلة كل مرة، بل إنها سحبت منها جواز سفرها خشية الهروب بالطفلة التونسية من البلاد.

يبقى القول، إن القضية بالنسبة لتينا روتكامب حسمت نهائيا، لكن ليس بالنسبة لزوجها الطبيب، الذي تعتقد الأم أنه تقدم بطلب استعادة ابنته إلى الجهات الألمانية عبر القنوات الرسمية. وللعلم، تشير مصادر وزارة الخارجية الألمانية إلى وجود بين 1000 و1500 طفل لأب ألماني أو لأم ألمانية، يعيشون اليوم في مختلف بقاع العالم، ويعجز الطرف الألماني عن لم شملهم في ألمانيا.