باكستان: 36 قتيلا في هجوم انتحاري خلال تشييع جنازة في مدينة بيشاور

الجيش الباكستاني: الطائرات الأميركية من دون طيارين غالبا ما تقتل مسلحين

TT

أعلن مسؤول حكومي أن انتحاريا فجر نفسه خلال تشييع جنازة قرب مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر باختونخوا، مما أسفر عن مقتل 36 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

وقع الانفجار بينما كان نحو 150 شخصا يشيعون جنازة زوجة زعيم قبلي موال للحكومة في منطقة أديزاي (20 كيلومترا تقريبا جنوب شرقي بيشاور). وأفاد سراج أحمد، المسؤول البارز في بيشاور، بأنه «كان هجوما انتحاريا». وذكر رحيم يان، المسؤول الطبي في مستشفى «ليدي ريدنج» في بيشاور، أن 36 شخصا لقوا حتفهم، بينما أصيب 52 آخرون. وقال إن بعض الجثث مشوهة لدرجة أنه لا يمكن التعرف عليها. وقال أحد الشهود لقناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية إن الانتحاري كان يتراوح عمره بين 35 و40 عاما، وإنه هتف قائلا «الله أكبر» قبل أن يفجر نفسه. ولكن قائد شرطة بيشاور قال إن الانتحاري كان شابا في سن المراهقة. كما أفاد شاهد آخر يدعى كمال خان بأن الانفجار طرحه أرضا. وقال: «عندما نهضت، وجدت جثثا على الأرض في أنحاء المكان». وأظهرت لقطات تلفزيونية كومة من أغطية الرأس والأحذية وقطع من الملابس المحترقة التي جمعها رجال الأمن من موقع الحادث. وذكر المسؤول سراج أحمد أنه من بين الضحايا أعضاء في ميليشيا قبلية كونها السكان لإبعاد مسلحي طالبان عن منطقتهم . وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم . وقال المتحدث باسم طالبان إحسان الله إحسان للصحافيين في بيشاور عبر الهاتف من مكان مجهول «سنهاجم أي مكان به العسكر (الميليشيا القبلية) الذين ينشطون ضدنا».

وذكر فرمان الله، القيادي البارز في الميليشيا القبلية، إن مثل «هذه الهجمات الإرهابية» لا يمكن أن تهز كيانهم . وقال: «سنواصل القتال ضد هؤلاء الأسوأ من الحيوانات». ومع ذلك، شكا من أن الحكومة لم تقدم الدعم الكافي لمحاربة المتمردين. ونفذت طالبان و«القاعدة» عشرات الهجمات الانتحارية وغيرها ضد أهداف تابعة للحكومة والمدنيين. كما نفذ الجيش عددا من العمليات العسكرية ضد المسلحين في خيبر باختونخوا والمنطقة القبلية المجاورة التي تفتقر إلى القانون. وعلى الرغم من بعض النجاح الذي حققته قوات الحكومة، يواصل المتمردون هجماتهم في أنحاء البلاد. وجاء الهجوم الانتحاري في أديزاي، بعد يوم واحد من انفجار سيارة مفخخة قرب مكتب إقليمي لهيئة الاستخبارات الداخلية الباكستانية التابعة للجيش، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل وإصابة 131 آخرين في فيصل آباد، المدينة الصناعية الرئيسية في إقليم البنجاب شرق البلاد. وأعلن متحدث باسم طالبان مسؤولية الجماعة أيضا عن التفجير الذي وقع أول من أمس. وصرح نسيم صديق، المسؤول الحكومي البارز في فيصل آباد، أمس بأن السيارة كانت ملغمة بنحو 200 كيلوغرام من المتفجرات وأنه جرى تفجيرها بطريقة التحكم عن بعد.

وللمرة الأولى، صرح الجيش الباكستاني بأن أغلب ضحايا الغارات التي تنفذ بطائرات أميركية من دون طيار كانوا من المسلحين الإسلاميين.

ونقلت صحيفة «دون» أو (الفجر) الباكستانية أمس عن الميجور جنرال غيور محمود، أن «الخرافات والشائعات عن الغارات الأميركية وأعداد الضحايا كثيرة، ولكن الحقيقة هي أن الكثيرين من هؤلاء الذين يسقطون ضحايا لهذه الغارات من العناصر المتشددة، ومن بينهم عدد كبير من الأجانب».

وقال محمود، قائد الكتيبة السابعة من الجيش في منطقة شمال وزيرستان القبلية المضطربة على الحدود مع أفغانستان، في بيان أول من أمس، إن 964 مسلحا قتلوا في نحو 164 هجوما لطائرات أميركية من دون طيار خلال الفترة من 2007 إلى 2011.

ونقلت الصحيفة عن محمود القول إن «من بين هؤلاء القتلى 793 مسلحا من المسلحين المحليين و171 أجنبيا، من العرب ومواطني أوزبكستان وطاجيكستان والفلبين والمغرب».