صدامات بين مؤيدين ورافضين للاعتصام بالتحرير تسفر عن إصابة العشرات

النساء تعرضن للتحرش في مليونية يوم المرأة العالمي

صدامات بين المعتصمين وأشخاص يريدون إجلاءهم في ميدان التحرير قبل أن يتدخل الجيش ويخلي الميدان أمس (أ.ب)
TT

تصاعدت حدة الصدامات في ميدان التحرير أمس بين المعتصمين ورافضي الاعتصام، بينما دخل على خط الأزمة عدد من «البلطجية» ومثيري الفوضى، وأسفرت الاشتباكات بين المعتصمين ومثيري الشغب عن إصابة 25 شخصا تم نقل معظمهم إلى مستشفيات قريبة، مما استدعى تدخل القوات المسلحة لفض الاشتباكات بين الطرفين، التي استخدمت فيها الحجارة وزجاجات المولوتوف، وتم القبض على عشرات من المعتصمين. بينما شهدت مسيرة نسائية محدودة في يوم المرأة العالمي أول من أمس بداية متعثرة، حين واجهت المشاركات فيها، والمطالبات برفع سقف حقوق المرأة المصرية، مسيرة رجالية مضادة لتتحول إلى حرب شعارات.. قبل أن تشهد نهاية المسيرة تحرشات لبعض البلطجية بالمتظاهرات.

وكانت مجموعة تقدر بالمئات من المعارضين للاعتصام بميدان التحرير، قد توجهت للميدان من أجل مطالبة مئات المعتصمين بإخلاء الميدان وإعادة الحياة في البلاد إلى طبيعتها مرة أخرى.

وطالب المعارضون للاعتصام، الذين يرون أنه يجب إعطاء حكومة تسيير الأعمال الجديدة برئاسة المهندس عصام شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة مزيدا من الوقت لحل المشكلات التي تواجهها مصر في الآونة الأخيرة، بالتفرغ في الفترة الحالية للعمل وبناء الوطن، مرددين شعارات مثل «الشعب يريد إخلاء الميدان».

ولكن المجموعة المؤيدة للاعتصام رفضت الانصياع للمعرضين، مبررة ذلك بعدم تحقق مطالبها المتمثلة في الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والإعلان عن حل جهاز أمن الدولة والتغيير الشامل للدستور، وردد مؤيدو الاعتصام هتافات من قبيل «ثورة ثورة حتى النصر».

وتطورت الأمور بين الفصيلين من تبادل الهتافات، إلى التراشق بالاتهامات. وأكد شهود عيان استغلال بعض البلطجية للموقف، والتدخل لإشعال الوضع بين الطرفين لتتطور الأمور إلى اشتباكات بالأيدي والعصي والتراشق بالحجارة وقنابل المولوتوف، وتدخلت قوات من الجيش للفصل بين الجانبين ومحاولة احتواء الموقف المشتعل، وتم فرض ستار أمني فاصل. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة نحو 25 مواطنا من الجانبين بإصابات متنوعة.

وأشار شهود العيان إلى أن عدد البلطجية ومثيري الفتنة قدر بنحو ألفي شخص، ولم يعرف على وجه التحديد انتماؤهم أو أهدافهم من إثارة الموقف، وخاصة أن الشهود أكدوا اعتداء البلطجية على المعتصمين ومعارضي الاعتصام على وجه سواء.

وفي سياق ذي صلة، شهدت المسيرة النسائية، التي تم تنظيمها أول من أمس بحضور نحو 300 من السيدات والرجال المؤيدين لرفع سقف حقوق المرأة المصرية، نهاية محزنة، حيث أكد عدد من المشاركات تعرضهن للتحرش الجنسي من قبل بعض البلطجية.

وكانت المسيرة النسائية قد بدأت ظهر أول من أمس من أمام نقابة الصحافيين بوسط القاهرة، قبل أن يتحرك المشاركون بها نحو ميدان التحرير. ورفع المشاركون بالمسيرة لافتات تدعو إلى المساواة الاجتماعية ورفع سقف حقوق المرأة، ولكن حشدا مضادا من الرجال واجهها بهتافات مناوئة.

وتحلق الرجال من المؤيدين لمطالب النساء حولهن لحمايتهن من تعدي المعارضين، ولكن عددهم القليل نسبيا سمح للمعارضين باختراق الصفوف، وأكدت بعض المشاركات بالمسيرة تعرضهن لتحرشات جنسية. وقالت دينا أبو السعود، إحدى منظمات المسيرة، لمراسل «واشنطن بوست» إنها «تعرضت للضرب والتحرش من قبل بعض الهمج»، بينما أكدت إيبوني كوليتو، المدرسة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، أنها تعرضت لتحرش سافر، وتلمس لمناطق حساسة لأكثر من ست مرات.