تعيين نجل عائلة سياسية عريقة وزيرا لخارجية اليابان

مصرفي سابق يتولى مهمة تعزيز التقارب مع أميركا وتهدئة التوتر مع روسيا والصين

ماتسوموتو يتحدث للصحافة بعد تعيينه وزيرا للخارجية في طوكيو أمس (أ.ب)
TT

عهد رئيس الوزراء الياباني، أمس، بحقيبة الخارجية إلى تاكياكي ماتسوموتو، الذي يعد وريث عائلة سياسية عريقة أسسها أحد المحاربين اليابانيين القدامى، وذلك بعد الاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية سيجي ميهارا بسبب فضيحة تلقي هبة غير مشروعة. والتقى رئيس الحكومة ناوتو كان بوزير خارجيته الجديد ماتسوموتو لمدة أربع ساعات أمس، وبحث معه تصاعد التحديات الدبلوماسية لا سيما إعادة بناء العلاقات المضطربة مع الولايات المتحدة. وإضافة إلى تعزيز العلاقات مع واشنطن، ستكون مهمة الوزير الجديد تهدئة التوتر مع روسيا والصين. وأول اجتماع مهم لماتسوموتو سيكون اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني يوم الاثنين المقبل في باريس على أن يتولى في نهاية الشهر الحالي رئاسة القمة الثلاثية بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية.

وقال يوكيو ادانو المتحدث باسم الحكومة إن كان «اختاره لقدراته وخبراته ولضمان استمرارية في مجال الدبلوماسية». وكان ماتسوموتو (51 عاما) نائبا لوزير الخارجية سيجي ميهارا الذي أرغم على الاستقالة بعد 6 أشهر بسبب فضيحة تتعلق بتلقي هبة غير مشروعة.

وكان ميهارا (48 عاما) قد اعتذر خلال مؤتمر صحافي عقده الأحد الماضي، للشعب الياباني بسبب «إثارته الريبة حول مشكلة تتعلق بتمويلي السياسي، رغم أنني سعيت لانتهاج طريق نظيف في العمل السياسي». وحسب تقارير إعلامية يابانية، أرغم ميهارا على الاستقالة بسبب تلقيه هبة بقيمة 200 ألف ين (نحو 2400 دولار) من قبل امرأة كورية جنوبية تقيم وتدير مطعما في اليابان. ويحظر القانون الياباني على السياسيين تلقي أي هبات من جهات أجنبية.

وسيكون على وزير الخارجية الجديد اتباع نهج سلفه ومحوره الرئيسي توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة، أقرب حليف لليابان، لكن سيتعين عليه أيضا معالجة ملفات حساسة مثل الخلاف حول الأراضي الذي يسمم بين فترة وأخرى العلاقات مع الصين وروسيا.

وتحتج الصين، التي أصبحت العام الماضي ثاني قوة اقتصادية في العالم، على سيادة اليابان على جزر عدة في بحر الصين الشرقي. ويتنازع البلدان أيضا على استثمار موارد الطاقة في أعماق البحر.

ولم توقع اليابان وروسيا بعد معاهدة سلام منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بسبب ضم موسكو أربع جزر جنوب جزر الكوريل في الأيام التي أعقبت استسلام الجيش الياباني. وشهدت علاقات اليابان مع الصين وروسيا في الفصل الأخير من 2010 توترا كبيرا إثر حادث بحري صيني - ياباني قرب جزر متنازع عليها وزيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لجزر الكوريل الجنوبية واعتبرتها طوكيو استفزازا.

ويبدو ماتسوموتو، المصرفي السابق، متشددا، لكنه مشهور لمعرفته الواسعة في مجالات المال والسياسة والدبلوماسية. وهو يحمل شهادة في الحقوق من جامعة طوكيو الراقية وعمل أولا في البنك الصناعي الياباني. وخطى خطواته الأولى في المعترك السياسي عندما أصبح سكرتيرا لوالده جورو ماتسوموتو الذي كان مسؤولا كبيرا في الحزب الليبرالي الديمقراطي (يميني) الذي حكم اليابان لأكثر من خمسين سنة دون انقطاع حتى 2009.

لكن ماتسوموتو تنكر للتقاليد العائلية وانضم إلى صفوف الحزب الديمقراطي الياباني (يسار وسط) وانتخب نائبا للمرة الأولى في عام 2000 في هيوغو (غرب). وكان أحد أجداده هيروفيمو إيتو من المحاربين اليابانيين القدامى قبل أن يصبح أول رئيس حكومة يابانية في عهد ميجي في نهاية القرن الـ19.

وبعد احتلال اليابان لكوريا في عام 1905 اغتيل إيتو بعد أربع سنوات في حاربين، شمال شرقي الصين، على يد قومي كوري كان يرفض ضم بلاده. واستعمرت اليابان شبه الجزيرة الكورية حتى هزيمة الجيش الياباني في أغسطس (آب) 1945 ولا تزال المعاناة نتيجة الاستعمار الياباني راسخة في ذاكرة الكثير من العائلات الكورية.