اختتام المحادثات الصربية ـ الكوسوفية وسط أجواء من التفاؤل

الطرفان بحثا مسائل فنية.. وبرشتينا رفضت طرح مسألة الاستقلال

TT

اختتمت في بروكسل أمس المحادثات الصربية - الكوسوفية، تحت إشراف الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، وسط أجواء من التفاؤل. وقد تناول الحوار الذي دام يومين، قضايا فنية مهمة هي التعاون الإقليمي، وحرية التنقل، وسيادة القانون، إضافة إلى مسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية، والنقل الجوي، والضرائب الجمركية. وقال بيان نقلا عن رئاسة الاجتماعات، إن الهدف من المباحثات كان إزالة العقبات التي تشكل تأثيرا سلبيا على الحياة اليومية للمواطنين، وكذلك لتحسين التعاون والعمل المشترك.

وأعربت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في مؤتمر صحافي أمس عن ارتياحها لأجواء المحادثات، وقالت إنها متفائلة. ووصفت اللقاء الأول الذي جمع الطرفين الصربي والكوسوفي بأنه كان «فرصة لتعرف الفريقين على بعضهما البعض، واكتشاف الاختلاف في قراءتهما للأمور، وبناء الثقة بين الطرفين». وأبرزت أشتون أن ما جرى في بروكسل خلال اليومين الماضيين «كان حوارا وليس تفاوضا» مما يعني ضرورة توفير أجواء خاصة لإنجاحه ولا يسمح فيه بـ«الشروع في إحداث أي مشكلات». لكنها لم تستبعد تطرق الحوار لتلك القضايا، فقالت: «لا أحد يمكنه القول إنه لن يتطرق لقضايا غير مدرجة في أجندة الحوار، ولكن بالنسبة لنا الوضع النهائي لكوسوفو تم حسمه ولا يمكن فتح الحديث حوله، ولا يمكن تغييره». ونوهت بالدور الأميركي لكنها أوضحت بأنه «ضيف» على الحوار.

ويشارك في الحوار الصربي ـ الكوسوفي، عن الطرف الأميركي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية توماس كانتريمن. وقال رئيس الفريق الصربي بوركو ستيفانوفيتش إن «صربيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع كوسوفو» وإنه «راض عن نتائج المحادثات حتى الآن». وقال أيضا إن فريق التفاوض الكوسوفي «حاول تحديد المصطلحات لا سيما تلك الخاصة بالتاريخ الحديث، وقد حاولنا تجنب أي انحراف عن أهداف المحادثات والسعي للقضاء على الخلافات»، متهما الطرف الكوسوفي بأنه حاول «المراوغة». وأكد على أن «الهدف المشترك بين جميع المشاركين في الحوار، هو جلب الرفاهية الممكنة لشعب كوسوفو».

على الجانب الآخر، جددت رئيسة الفريق الكوسوفي، إيديتا طهيري تأكيدها أن «المباحثات لها سقف معين، لن تتجاوزه، فاستقلال كوسوفو وسيادته غير قابلين للتفاوض». وأردفت: «الاجتماعات حتى الآن ممتازة للغاية، فالطرفان أبديا استعدادا للتوصل إلى اتفاق وهما مفعمان بالتفاؤل». وتابعت: «البداية كانت جيدة جدا، وأبدى الطرفان استعدادا لأن تكون بناءة وذات نتائج ملموسة، ومن جهتنا أستطيع القول إننا متفائلون ونرغب في التوصل إلى حل مع الطرف المقابل حول المسائل العملية». وشددت على أن «الحوار تقني وسيبقى كذلك». وأشارت إلى أن لقاء الثلاثاء تطرق إلى التسجيل والسجل العقاري (الممتلكات ذات الخصوصية كالأوقاف) وفي اللقاء الثاني تحدثنا عن حرية الحركة وآليات التعاون الإقليمي.

وفي بريشتينا لم تتوقف المعارضة عن الدعوة لوقف الحوار، والتحذير من تقديم تنازلات، رغم تأكيد الفريق المفاوض والجهة المشرفة وهو الاتحاد الأوروبي أنه لن يسمح بالحديث عن مستقبل كوسوفو، وأن ما يجري حوار وليس تفاوضا. وقال زعيم، منظمة تقرير المصير، أربين كورتي الذي يحظى بـ14 نائبا في البرلمان: «لا بد من اعتراف صربيا باستقلال كوسوفو، والكشف عن مصير المفقودين، وتقديم تعويضات لكوسوفو عن جرائم صربيا في كوسوفو قبل أي حوار مع بلغراد».

ولم يتم تحديد موعد للجولة القادمة، بيد أن ممثل صربيا في الحوار بوركو ستيفانوفيتش، طلب أن يكون الحوار متواصلا وأن لا تفصل جولات الحوار سوى بضعة أسابيع.