الأمم المتحدة: 2010 أعلى حصيلة للقتلى المدنيين في أفغانستان

عدد القتلى زاد بنسبة 15% وحوادث الخطف زادت بنسبة 83%

TT

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن سنة 2010 سجلت أعلى حصيلة للضحايا المدنيين في أفغانستان خلال تسع سنوات من الحرب بين القوات الدولية وحركة طالبان، حيث سقط نحو 2800 قتيل معظمهم سقطوا على أيدي المتمردين. وفي تقرير سنوي ذكرت الأمم المتحدة أن عام 2010 شهد سقوط أكبر عدد من القتلى من غير المقاتلين في الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، إذ زاد عدد القتلى المدنيين بنسبة 15 في المائة ليصل إلى 2777 قتيلا. وكان المتشددون المسلحون وراء 75 في المائة من حوادث القتل. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان يمونوفيتش إن «المسؤولين الحقوقيين بالمنظمة الدولية على اتصال بطالبان لتقديم توجيهات لخفض عدد الخسائر البشرية بين المدنيين». وورد في التقرير أن حوادث الخطف زادت بنسبة 83 في المائة واستمر العنف في الانتشار من الجنوب إلى الشمال والشرق والغرب. وأشار التقرير إلى أن الاتجاه الأكثر إثارة للقلق هو زيادة بنسبة 105 في المائة في جرائم القتل التي تستهدف مسؤولين حكوميين وعاملي إغاثة ومدنيين ينظر إليهم على أنهم مساندون للحكومة الأفغانية أو القوات الأجنبية التي يقودها حلف شمال الأطلسي. ويهدد هذا بتقويض تسليم المسؤولية الأمنية للحكومة والجيش والشرطة بأفغانستان الذي يبدأ هذا العام، إذ تسعى واشنطن وحلفاؤها بحلف الأطلسي إلى خفض قواتها البالغ قوامها 150 ألف جندي تدريجيا. ووقع 462 حادث اغتيال في عام 2010 نصفها في معاقل لطالبان بالجنوب، حيث تقول الولايات المتحدة إنها حققت أكبر مكاسب من زيادة القوات التي بلغت 30 ألف جندي. وزادت جرائم قتل المدنيين بنسبة 588 في المائة بإقليم هلمند و248 في المائة في قندهار. والإقليمان معقلان لطالبان وتركزت فيهما زيادة القوات الأميركية. وسجل التقرير تراجعا بنسبة 26 في المائة في عدد القتلى المدنيين على أيدي قوات التحالف والقوات الأفغانية.

غير أن قتل المدنيين في عمليات لحلف الأطلسي ظهر من جديد كمصدر للخلاف بين كابل وداعميها الغربيين. ومن بين 440 قتيلا نسب السبب في مقتلهم لقوات حلف الأطلسي والقوات الأفغانية نجم 171 منها عن غارات جوية في انخفاض حاد عن عام 2009 نتيجة تشديد قواعد الاشتباك. وتواجه قوات الأطلسي (إيساف) اتهامات بقتل 65 مدنيا على الأقل في ضربتين في نهاية فبراير (شباط) في ولاية كونار (شرق) عبر استهداف المتمردين، وتسعة أطفال في 1 مارس (آذار). وندد كرزاي بهذين الحادثين، داعيا حلف شمال الأطلسي إلى وقف هذه «الجرائم» التي تدفع بحسب قول السكان إلى تأييد حركة التمرد. ومنذ ذلك الحين تكثفت المظاهرات ضد الأطلسي، وخصوصا ضد الولايات المتحدة في كل أنحاء البلاد. وعبر الرئيس باراك أوباما في 3 مارس عن «أسفه الشديد» للشعب الأفغاني عن مقتل تسعة أطفال وكذلك فعل الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس قائد إيساف ووزير الدفاع روبرت غيتس. وأكد كرزاي أول من أمس أنه «يحترم» تعبير غيتس عن أسفه معتمدا لهجة أكثر اعتدالا حين أعلن أن اعتذارات حلف شمال الأطلسي «ليست كافية». وأكد الرئيس الأفغاني مجددا يوم الاثنين أن شعبه يريد «وقف» سقوط ضحايا مدنيين في قصف إيساف وليس فقط خفض عددها، مؤكدا أن ذلك يشكل السبب الرئيسي لتدهور العلاقات بين كابل وواشنطن.

وأكد التقرير أخيرا أن عدد المدنيين الذين قتلوا في 2010 يفوق بمعدل أربع مرات عدد جنود القوات الدولية الذين سقطوا في المعركة في نفس السنة. لكن سنة 2010 كانت وبفارق كبير، السنة الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأجنبية خلال تسع سنوات من الحرب مع سقوط 711 قتيلا، ما يؤكد أن الحرب المسلحة التي تشنها حركة طالبان تكثفت رغم إرسال تعزيزات بلغت 30 ألف جندي أميركي السنة الماضية.