البطريرك والشبح

لويجي جارلاندو

TT

وقف الحارس العملاق جيجي بوفون عند بوابة معسكر «كوفيرتشانو» وقال: «للأسف، سنفقد خدمات لاعبين مهمين مثل بالوتيللي ودي روسي في المباراة المقبلة أمام سلوفينيا، ولا شك أننا سنفتقد إلى خبرة دانيلى الكبيرة في ليوبليانا.

إذا كان الأمر بيدي هل سأسامحهما؟ لا أعلم». وعاد القائد إلى داخل المعسكر، تاركا موقف دي روسي من المشاركة مع المنتخب الإيطالي معلقا حتى مباراة يوم غد الجمعة. ولكن إذا لم تأت نتيجة المباراة التي سيخوضها المنتخب الإيطالي أمام نظيره السلوفيني على النحو الذي يريده تشيزارى برانديللي، فلن يكون هناك بديل عن عودة اللاعبين المستبعدين من صفوف الفريق رغم قواعد الميثاق الأخلاقي التي أقرها المدير الفني في المنتخب، لأن لعبة كرة القدم مثل المملكة التي تتحكم فيها النتائج بمجريات الأمور. أما المدير الفني، فهو البطريرك الذي يتمثل دوره في قيادة المملكة عن طريق توجيه سلسلة من الرسائل المستمرة.

والهدف من هذه الرسائل هو مؤازرة الفريق ودعم الشعور بالانتماء للمنتخب والتأكيد على مفهوم مهم للغاية وهو أن الهدف من المشاركة مع المنتخب ليس تحقيق نتائج إيجابية فحسب؛ بل إن هناك العديد من القيم المعنوية التي يقدمها هؤلاء اللاعبون لمواطنيهم.

ومن الواضح للجميع أن برانديللي يسعى لصنع مستقبل مختلف للمنتخب في العديد من النواحي؛ بداية من أسلوب اللعب (تحقيق المزيد من الكفاءة والتحلي بالشجاعة في الملعب)، والبناء التكتيكي والفني (عن طريق الاستعانة بالشباب)، وأخيرا السلوكيات (عن طريق تطبيق الميثاق الأخلاقي) ليخرج من صفوفنا لاعبين مثل تشافي وإنييستا وميسي الذين يقدمون كرة قدم جميلة وغير عنيفة.

ولهذا، استغنى المدير الفني عن دي روسي رغم المخاطر الكبيرة التي تحملها مباراة سلوفينيا تطبيقا لوعده باستدعاء اللاعبين أصحاب السلوك الجيد فقط.

وأمس، أعلن برانديللي عن إمكانية الاستعانة باللاعب دي روسي وبالوتيللي في مباراة كييف بعد أن تقدم الأخير باعتذار رسمي للمدير الفني، مطالبا إياه بمساعدته لكي يتخلص من صورة اللاعب المشاغب التي تلازمه منذ أن كان لاعبا في الإنتر.

ورغم محاولاته المستمرة لمحو هذه الصورة من ذاكرة الجماهير والمدربين، فإن بالوتيللي لا ينجح دائما في التحكم في عصبيته على أرض الملعب، وهو ما أخفق مورينهو في علاجه على مدار عامين كاملين.

أما برانديللي، فهو يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع الشباب، ولن يتراجع عن محاولات إصلاح هذا اللاعب الذي يرى فيه كنزا ثمينا لكرة القدم الإيطالية. ولكن شبحا دي روسي وبالوتيللي لا يزالان يبحثان عن مكان لهما في منتخب برانديللي.