كاميرون يعلن عن تقديم الأردن والكويت «دعما لوجيستيا» للعمليات .. وتركيا عرضت إرسال 4 فرقاطات وغواصة وسفينة

التحالف الدولي قام بـ97 طلعة خلال 24 ساعة في ليبيا

ثوار ليبيون يتفادون نيران قوات القذافي قرب زويتينة في ضواحي مدينة أجدابيا (أ.ب)
TT

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن الكويت والأردن سيقدمان «دعما لوجيستيا» للعمليات الدولية في ليبيا. وقال كاميرون أمام البرلمان «يمكنني أن أؤكد أن القطريين نشروا أمس (أول من أمس) طائرات ميراج في إطار مساهمة أولى وكذلك طائرات دعم. وسنتلقى دعما لوجيستيا من دول مثل الكويت والأردن أيضا». وأضاف «آمل في الحصول على دعم أطراف أخرى أيضا». وفي غضون ذلك، قال حلف شمال الأطلسي أمس إن تركيا عرضت إرسال 4 فرقاطات وغواصة وسفينة مساندة للمساعدة في مهمة الحلف بفرض حظر سلاح على ليبيا. وقال البريجادير بيير سانت أماند للصحافيين إن الحلف تلقى عروضا بمشاركة 16 سفينة في تنفيذ قرار بدء المهمة التي يضطلع بها حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع.

وقال إن السفن تضم سفينة قيادة وتحكم من إيطاليا و10 فرقاطات من بينها 4 من تركيا وواحدة من كل من بريطانيا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وغواصات من إسبانيا وإيطاليا وتركيا وسفينتي مساعدة من تركيا وإيطاليا. وقال سانت أماند إن مهمة الحلف مخولة باستخدام القوة المسلحة لفرض الحظر. ولم تتفق دول الحلف بعد على المشاركة في فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، وعما إذا كان ينبغي أن يتولى الحلف دورا قياديا في المهمة الدولية. وقالت تركيا الدولة المسلمة وعضو الحلف إن الغارات الجوية على ليبيا التي تقودها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة تجاوزت نطاق قرار مجلس الأمن الصادر في الأسبوع الماضي.

ومن جهته، انتقد الرئيس التركي عبد الله غل أمس «انتهازية» بعض الدول المشاركة في التدخل مشككا في دوافعها الحقيقية. وفي غضون ذلك، وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى القاهرة الأربعاء لإجراء مباحثات حول ليبيا.

ووافق الحلف الأطلسي أول من أمس على تولي مراقبة حظر بيع الأسلحة إلى ليبيا بإرسال بوارج وطائرات لتحقيق هذه المهمة. وقامت طائرات التحالف الدولي في ليبيا بـ97 طلعة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وقصفت دبابات ومضادات أرضية حسب ما علم من القوات الأميركية أمس. وقال القائد بفرلي موك المتحدث باسم التحالف من على متن سفينة «ماونت ويتني» التي تنسق منها العمليات في المتوسط إن أي صاروخ عابر لم يطلق خلال هذه الفترة. وأضاف أن الضربات الجوية «ما زالت تستهدف مراكز القيادة والمضادات الأرضية والدبابات» من دون مزيد من التفاصيل. ومنذ بدء التدخل العسكري في ليبيا بعد ظهر السبت وحتى الثلاثاء أطلقت سفن وغواصات أميركية وبريطانية 162 صاروخا من نوع توماهوك منها 112 يوم السبت وحده. إلى ذلك، نفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقريرا صحافيا ذكر أن ألمانيا كانت تعتزم التصويت ضد قرار مجلس الأمن بشأن المهمة العسكرية ضد ليبيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، أندرياس بيشكه، أمس في برلين إن ميركل أوضحت خلال اجتماع مجلس الوزراء أنه تم التخطيط «منذ البداية» للامتناع عن التصويت، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف المتحدث أن ميركل ووزير الخارجية غيدو فسترفيلي ووزير الدفاع توماس دي ميزير اتفقوا على هذا الأمر سويا. وفي سياق متصل، رفضت الحكومة الألمانية اتهامات بأن ألمانيا عزلت نفسها عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب رفضها المشاركة في مهمة عسكرية ضد ليبيا. وقال وزير الخارجية فسترفيلي أمس في البرلمان الألماني (بوندستاج)، في إشارة إلى خطط توسيع المشاركة الألمانية في أفغانستان: «المشاركة في مهمة طائرات أواكس الاستطلاعية تعد تعبيرا عن تضامننا مع الحلف. الوضع في ليبيا غير الوضع بوجه عام».

ومن جهتها، قالت الأمم المتحدة أمس إن القتال في شرق ليبيا ربما يكون شرد عشرات الآلاف وعطل الخدمات الأساسية وخطوط إمداد المواد الغذائية بشكل خطير. وذكرت المنظمة في تقرير أن ثمة درجة عالية من عدم اليقين بشأن الوضع الإنساني الحالي في ليبيا حيث بدأت الغارات الجوية الغربية في مطلع هذا الأسبوع. وفر أكثر من 335 ألف شخص من ليبيا معظمهم إلى تونس ومصر منذ بداية الأزمة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «وضع المدنيين في وحول إجدابيا ومصراتة ومناطق أخرى حيث يتواصل القتال يظل مبعث قلق شديد». وقتل ما لا يقل عن 45 شخصا من بينهم مدنيون وأطفال في المعارك في مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة في الغرب يومي الاثنين والثلاثاء، وأصيب 189 آخرون. ونقل المكتب عن المعارضين قولهم إن الوضع في مصراتة حرج إذ لا توجد مياه أو وقود أو كهرباء. وجاء في تقرير أصدره المكتب ووكالات معونة أخرى تابعة للأمم المتحدة أن سكان البلدات التي تتعرض لهجمات ربما يحتاجون إلى إمدادات مع تعطل الخدمات وخطوط إمداد المواد الغذائية. وتابع «الاحتياجات الطبية في ليبيا تزداد نتيجة القتال الأخير وتتفاقم بسبب نقص الفرق الطبية». وجاء فيه «ثمة تقارير غير مؤكدة عن وجود 80 ألف نازح آخر داخل ليبيا». وقال أحد سكان مصراتة إن غارات جوية غربية في وقت مبكر من صباح أمس ضربت قاعدة جوية تتمركز فيها القوات الحكومية في مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة لكن قناصة قتلوا اثنين في وسط المدينة. وقال سامي لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية من مصراتة «هذا الصباح ضربت غارات جوية القاعدة التي تتمركز فيها كتائب القذافي». وأضاف «قتل قناصة اثنين قبل ساعة في وسط المدينة. جثتاهما الآن في المستشفى الذي زرته قبل قليل. إطلاق النار ما زال مستمرا هناك (في وسط المدينة) الآن». وفي منطقة الجبل الغربي، قال شاهد إن المواجهات بين قوات القذافي والمعارضة متواصلة، وإنه شاهد «عددا كبيرا من القتلى في مشرحة مستشفى زنتان». إلى ذلك، أفرجت قوات القذافي مساء أول من أمس عن صحافيين من وكالة الصحافة الفرنسية، ومصور من وكالة غيتي للصور في طرابلس بعد اعتقالهم السبت قرب إجدابيا (شرق).