ميقاتي ينجز مسودة حكومة جديدة تثير غضب عون وتحفّظ فريق «8 آذار»

شهران على التكليف والملف الحكومي في دائرة المراوحة القاتلة

TT

يكمل اليوم الرئيس نجيب ميقاتي الشهرين على تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، من دون أن يفلح في إقناع الأكثرية الجديدة بتشكيلة ترضي طموحاته وتحقق رغبات كل مكوناتها، ومن دون أن يتمكن وحيدا من فتح كوة في جدار الرفض السميك الذي أقامه في وجهه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي لا يتزحزح قيد أنملة عن مطلبه بحصة لا تقل عن أحد عشر وزيرا في حكومة ثلاثينية، والحصول على حقائب أساسية بينها وزارة الداخلية. من جهتها أعلنت مصادر الرئيس المكلف لـ«الشرق الأوسط»، أن «ميقاتي باتت لديه مسودة التشكيلة الحكومية التي يرغب في أن تبصر النور قريبا». وأكدت أنه «أودع رئيس الجمهورية هذه المسودة وناقشاها في العمق في اللقاء الذي جمعهما في قصر بعبدا أمس (أول من أمس)، وهي تلبي الحد الأدنى من تطلعاته، بحيث تكون حكومة غنية الكفاءات وقادرة على مواجهة الاستحقاقات الداهمة». وأوضحت أن «كل هذا التصعيد (الناجم عن تصريحات عون) لن يثني الرئيس ميقاتي عن الاستمرار في مساعيه للوصول إلى حكومة ترضي قناعاته وتكون على قدر آمال اللبنانيين، وإن الضغوط الداخلية لن تدفعه إلى اليأس والتخلي عن القيام بمهمته». وعما يتردد عن إعطاء بعض قوى 8 آذار ميقاتي مهلة للتشكيل حتى نهاية الأسبوع المقبل، وإلا ستكلف الوزير محمد الصفدي بدلا منه لهذه المهمة، أكدت المصادر أنه «لا أحد يستطيع عزل الرئيس المكلف إلا إذا اعتذر هو، وعلى من يلجأ إلى هذا الأسلوب الإقلاع عنه».

وفي موازاة ذلك، أعلنت مصادر سياسية في قوى الثامن من آذار مطلعة على مسار المشاورات القائمة، أنه «نتيجة التحركات والاتصالات المكثفة، فإن الأمور باتت في أفضل مرحلة منذ تكليف الرئيس ميقاتي في 25 يناير (كانون الثاني)، وأن هذا التفاؤل مبني على إيجابيات استجدت في الساعات الماضية». أما في المقلب الآخر، فاعتبر قيادي في قوى 14 آذار، أن «الحراك الداخلي بين أركان الأكثرية الجديدة، ليس إلا ملهاة وتقطيعا للوقت، لأنه لن يفضي إلى حكومة كما يرغب البعض في هذا الفريق»، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشكلة الحكومة تبدو في الشكل داخلية، لكنها في المضمون خارجية، لأن أصحاب القرار في الأكثرية الجديدة لم يتلقوا إشارة من دمشق بتسهيل ولادة الحكومة، باعتبار أن سورية منشغلة بما يجري اليوم على أراضيها، وبما يدور حولها في المنطقة». وأشار القيادي إلى أن «تريث دمشق مرده إلى أن القيادة السورية حذرة جدا من أن أي حكومة استفزازية في لبنان قد تزيد من مشكلتها الداخلية، وتعزز عزلتها الإقليمية والدولية».