جندي أميركي يمثل أمام محكمة عسكرية بتهمة قتل مدنيين أفغان

البنتاغون فعل ما بوسعه لمنع نشر صور تكشف انتهاكات «مزعومة» في أفغانستان

TT

بدأت أمس قرب سياتل في ولاية واشنطن شمال غربي الولايات المتحدة، محاكمة جندي أميركي متهم بقتل مدنيين أفغان، بهدف التسلية, وذلك بعد يومين من نشر صور عن هذه الممارسات. وجيريمي مورلوك هو أحد خمسة جنود أحيلوا إلى المحكمة العسكرية في قاعدة لويس ماكورد والأول الذي يحاكم بينهم. وفي المجموع يلاحق عشرة جنود في اللواء القتالي سترايكر في فرقة برافو, في هذه القضية التي تتعلق بعمليات قتل وتمثيل بالجثث.

وفي إحدى الصور التي نشرتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس, يقف مورلوك أمام جثة رجل، ممسكا برأسه من الشعر. ويفيد محضر الاتهام أن الجنود الخمسة دبروا عملية قتل خمسة مدنيين بهدف التسلية بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) 2010، خلال مهمتهم في ولاية قندهار (جنوب). ويبدو أنهم بتروا أطراف بعض الجثث واحتفظوا بأشلاء أخرى والتقطوا صورا، إلى جانب الجثث. ويفيد عدد من وسائل الإعلام أن جيريمي مورلوك وافق على الاعتراف بالتهم الموجهة إليه خلال محاكمته, مما سيؤدي، بحسب إجراءات المحكمة العسكرية, إلى تقصير المناقشات والانتقال إلى الحكم مباشرة. وأرجئت المحاكمة مرة واحدة بسبب عدم توافر محامي الدفاع. أما نشر الصور فيتوقع ألا يؤثر على المحاكمة, كما قالت الناطقة باسم الجيش كاتلين تيرنر التي أكدت أن الجلسات بدأت أمس فعلا. وجيريمي مورلوك هو شاهد الاتهام أيضا في محاكمة أربعة جنود آخرين، وعلى رأسهم قائدهم السيرجنت كالفن آر غيبس. ومورلوك هو الذي قاد المحققين إلى «الغنائم» التي انتزعت من جثث الضحايا. واعتذر الجيش الأميركي رسميا أول من أمس على «المعاناة» التي سببتها الصور الملتقطة لممارسات الجنود. وقال الجيش في بيان إن التصرفات التي تكشفها هذه الصور «تثير اشمئزازنا كبشر ومخالفة لمبادئ وقيم جيش الولايات المتحدة». وأضاف أن «الصور تتناقض مع الانضباط والاحتراف والاحترام التي كانت من سمات جنودنا خلال عشر سنوات من العمليات» في أفغانستان. وأكدت «دير شبيغل» من جهتها, أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فعلت ما بوسعها لمنع نشر الصور، خوفا من أن يكون لها التأثير نفسه الذي نجم عن نشر صور ممارسات الحراس الأميركيين في سجن أبو غريب في العراق, الذين كانوا يعذبون معتقليهم ويسيئون معاملتهم. وعبر دان كونواي، محامي أحد المتهمين، عن ارتياحه لنشر الصور التي طلب الحصول عليها من الجيش، لكن دون جدوى, ليتمكن من عرضها على طبيب شرعي مستقل.

وأضاف أن موكله الذي يظهر في الصور التي نشرتها «دير شبيغل» متهم بإطلاق النار على إحدى الضحايا من رشاش. مشيرا إلى أن الصور تثبت أن الضحية لم يقتل برصاص رشاش. وتابع أن «موكله تلقى أمرا بأن يكون في الصورة، لذلك ظهر فيها، لكن هذا لا يجعل منه قاتلا».

وكان القضاء العسكري الأميركي قد وجه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اتهامات رسمية لخمسة من جنود الجيش، وذلك بتهمة قتل مدنيين أفغان عن سابق إصرار وتعمد، وذلك لمجرد المتعة، ومن ثم طعن جثثهم بالخناجر أو التمثيل بها بشكل يظهر وكأن القتلى سقطوا جراء مواجهات واشتباكات مسلحة. كما شملت التهم تناول المخدرات خلال أداء الخدمة العسكرية، وتصوير ضحايا عمليات القتل. وكان الجيش الأميركي قد قيد إمكانات الوصول إلى الصور التي قام الجنود بالتقاطها للمدنيين الأفغان، وقد حصر إمكانات الاطلاع عليها في إحدى قواعده العسكرية، دون إتاحة تسليمها للمحامين الذين أعربوا عن تحفظهم على هذا الإجراء، بدعوى أن الجيش مهتم بإبعاد الصور عن متناول الإعلام أكثر من الاهتمام بحقوق الدفاع.