انفجار عبوة ناسفة في هاتف عمومي في القدس الغربية يسفر عن مقتل امرأة وجرح 35

ارتفاع الأصوات التي تنادي بحرب على قطاع غزة

خبير متفجرات اسرائيلي يبحث عن ادلة بعد الانفجار الذي وقع في القدس الغربية امس (رويترز)
TT

في أعقاب انفجار عبوة ناسفة صغيرة في هاتف عمومي قرب موقف الحافلة رقم 74 في القدس الغربية أسفر عن مقتل امرأة وإصابة العشرات الآخرين، ارتفعت أكثر وأكثر الأصوات التي تطالب بعملية عسكرية ضد حركة حماس والتنظيمات المسلحة العاملة تحت كنفها في قطاع غزة. وقال النائب الأول لرئيس الوزراء، سلفان شالوم، أمس، إن «عهد ضبط النفس الإسرائيلي قد انتهى وحان الوقت لتوجيه ضربة قاصمة لمن يرسل أدوات الموت إلينا». وقالت وزيرة الثقافة، ليمور لفنات، إن «لا مفر من عملية عسكرية كبيرة ضد غزة». وقال وزير الجبهة الداخلية، الذي يحل محل وزير الدفاع إيهود باراك، الموجود في واشنطن، إن «الحرب على غزة باتت حتمية وإن المسألة مسألة وقت لا أكثر».

وكان الانفجار قد وقع في الساعة الثالثة بعد ظهر أمس، قرب «مباني الأمة»، الذي يعتبر أكبر قصر مؤتمرات في إسرائيل. وعلى بعد بضع مئات من الأمتار، كان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يترأس اجتماعا لطاقمه الأمني، للبحث في التصعيد العسكري على الحدود مع قطاع غزة، في أعقاب إطلاق صاروخ متطور باتجاه مدينة بئر السبع وإصابة مواطن بجراح متوسطة.

وكان الوزراء مختلفين فيما بينهم حول التوجه نحو حرب تفضي إلى إنهاء حكم حركة حماس، أو نحو علمية اجتياح واسع تقل بدرجة واحدة عن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة التي بدأت في نهاية 2008 وبداية 2009، أو الاكتفاء بغارات محدودة.

وسبق الجلسة تصريح من نتنياهو حول مقتل ثلاثة من أفراد عائلة واحدة، فأعرب عن أسفه على إصابة مدنيين أبرياء بشكل خاطئ في قطاع غزة نتيجة لإطلاق النيران من قبل الجيش الإسرائيلي. وشدد نتنياهو على أن «إطلاق النار جاء ردا على إطلاق النار من قبل حماس على المواطنين الإسرائيليين». وأضاف: «من المؤسف أن حماس لا تزال تطلق عشرات الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين وهي تستخدم المدنيين كدروع بشرية. ليست لدى إسرائيل أي نية لإحداث تدهور في الأوضاع ولكن جيش الدفاع الإسرائيلي سيواصل اتخاذ الإجراءات الحازمة لحماية المواطنين الإسرائيليين».

واعتبر هذا التصريح بمثابة رسالة طمأنة من إسرائيل إلى غزة. ولكن بعد سقوط صاروخ في قلب مدينة بئر السبع وإصابة مواطن بالجراح وإطلاق 8 قذائف هاون من غزة فوق بلدات الجنوب الإسرائيلي، تغيرت اللهجة من جديد وباتت تسمع بالأساس تهديدات بالانتقام الجدي والكبير.

وقال شالوم الذي زار بئر السبع، إن «فترة ضبط النفس قد انتهت، ويجب توجيه ضربة لأولئك الذين يسعون للمس بالمدنيين». وبحسبه فإنه يأمل ألا تضطر إسرائيل إلى «رصاص مسكوب» ثان، ولكنه قال إن إسرائيل ستشن حملة مماثلة على غزة إذا اقتضت الضرورة، على حد تعبيره.

من جهته، قال نتنياهو، إن الجيش يعمل ضد «المنظمات الإرهابية» في قطاع غزة. وبحسبه فإنه «لا توجد دولة تقبل بتواصل إطلاق الصواريخ على مدنها ومواطنيها».

وقال شهود عيان إن دوي الانفجار في القدس سمع جيدا في مكتب رئيس الوزراء نتنياهو، حيث إنه وقع قرب المحطة المركزية للباصات في مدخل المدينة، على مقربة من مكاتب الحكومة والكنيست. وكان من السهل عليه تجنيد وسائل الإعلام الأجنبية ضد هذه العملية، خصوصا أن معظم مكاتب الفضائيات العربية والأجنبية قائمة في مبان قريبة من مكان الانفجار. فهرعت جميعها إلى المكان تنقل منه ببث مباشر.