طائرة مصرية تنقل من أذربيجان أحد قادة تنظيم «الجهاد» بعد تسليمه معلومات قدمتها لندن تكشف «الخلية الكندية» ودور «الياس الكندي» في تمويل تفجير السفارة المصرية بباكستان

TT

قالت مصادر مقربة من وزارة الامن القومي في باكو امس ان السلطات الاذربيجانية سلمت مصر شخصا يشتبه في انتمائه الى منظمة «الجهاد» المصرية، التي يتزعمها ايمن الظواهري الحليف الاول لأسامة بن لادن، المشتبه الرئيسي في الاحداث الارهابية التي ضربت الولايات المتحدة 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. ويشتبه في ان الاصولي المصري الذي لم تحدد هويته متورط في اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وفقا لمعلومات صحافية وهذا ما رفضت الوزارة الاذربيجانية تأكيده.

واوضح متحدث باسم الوزارة ان طائرة قادمة من القاهرة وصلت مساء اول من امس الى باكو لتقل الرجل الى مصر. واضاف «بناء على طلب اجهزة الاستخبارات المصرية جرت عمليات على الاراضي الاذربيجانية اعتقل خلالها مواطن مصري على صلة بالارهاب الدولي». واكد ان وزارة الامن القومي الاذربيجاني سلمته مساء امس الى اجهزة المخابرات المصرية».

وقال منتصر الزيات محامي الجماعات الأصولية بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط»، انه ليس لديه أية معلومات حول الأصولي الذي تسلمته السلطات المصرية وطريقة القبض عليه، وأضاف ان الأصولي الذي تسلمته القاهرة لم يمثل بعد امام تحقيقات النيابة المصرية، وانه لم يطلع على ملف القضية والاتهامات الموجهة إليه.

وقال انه سبق لمصر تسلم أحد قادة تنظيم «الجهاد» المحظور من اذربيجان في عام 1998، هو احمد سلامة مبروك رئيس لجنة التنظيم بالجهاد وعضو لجنة العمل الخاص التي وقفت خلف محاولات اغتيال عدد من المسؤولين المصريين.

وتشير المصادر الى ان طائرة مصرية اتجهت مساء الخميس للعاصمة الاذربيجانية باكو، وعلى متنها عدد من رجال الأمن لاعادة الاصولي المذكور للقاهرة بعد ان تم تدبير كمين له قبل أيام في باكو بالتنسيق مع المخابرات الاذربيجانية لاعتقاله وإعادته للمحاكمة في مصر، لكن المصادر لم تجزم بأنه ضمن القائمة التي عرضتها الادارة الاميركية حول المشتبه في تنفيذهم تفجيرات سبتمبر بواشنطن ونيويورك.

وكانت القاهرة قد اتخذت اجراءات عديدة خلال الفترة الأخيرة لملاحقة أصوليين هاربين بالخارج لمحاكمتهم في جرائم إرهابية، حيث تأتي هذه الاجراءات بالتنسيق مع الانتربول الدولي ومخابرات الدول التي يقيم بها هؤلاء الاصوليون، فيما رجحت مصادر ان تسعى السلطات المصرية لضبط عناصر أصولية في بعض العواصم الأوروبية كانت قد هربت من القاهرة لهذه العواصم وحصلت على حق اللجوء السياسي، وهو ما تثيره القاهرة بشكل واضح خلال الساعات الأخيرة وبرز بشكل كبير عقب زيارة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا للقاهرة أول من أمس.

وقالت مصادر في لندن امس ان السلطات الاميركية تشتبه في وجود ممثلين لمنظمة «القاعدة» في اذربيجان، واضافت المصادر ان قادة تنظيم «الجهاد» المصري ظلوا لسنوات لهم علاقات قوية داخل العاصمة باكو. وتطرقت المصادر الى ابراهيم حسين عيدروس مسؤول «الجهاد» السابق المحتجز مع زميله عادل عبد المجيد عبد الباري في سجن بريطاني منذ ثلاثة اعوام، بتهمة التورط في الانفجارين اللذين دمرا في وقت واحد تقريبا سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في السابع من اغسطس (آب) 1998، واسفرا عن مقتل 224 شخصا بينهم 12 اميركيا. واوضح محضر الاتهام ان عيدروس كان زعيم خلية لندن ومسؤولا عن خلية في باكو تعمل لحساب «الجهاد».

وقد اتهم ابراهيم عيدروس وعبد الباري بانهما توليا في مراحل مختلفة قيادة خلية تنظيم «الجهاد» المصري في لندن المرتبط بتنظيم «القاعدة» الذي يقوده بن لادن.

وعثر في مكتب الرجلين على ما يبدو على نسخة من اعلان للجهاد الاسلامي مؤرخ في الرابع من اغسطس 1998، يؤكد فيه التنظيم انه سيشن عمليات انتقامية ضد الولايات المتحدة لانها اوقفت بعض اعضاء هذا التنظيم. وعيدروس متهم ايضا بانه سلم جوازات سفر مزورة الى اعضاء في التنظيم وقدم لهم دعما لوجستيا.

والى ذلك افرجت السلطات الايرلندية امس عن ثلاثة ليبيين وجزائري بعد التحقيق معهم لمدة اربعة ايام عن زعم علاقاتهم بابن لادن، وارتباطهم بشبكة ارهابية في القارة الاوروبية، تخطط لضرب مصالح واهداف اميركية. وقالت الشرطة الايرلندية في العاصمة دبلن، انها افرجت عن الاشخاص الاربعة بدون توجيه اتهام الى أي منهم. ومن ناحية اخرى قالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية ان المعلومات التي قدمتها لندن ضمن التنسيق الامني بين دول المجموعة الاوروبية والولايات المتحدة، قادت الى كشف الكثير من المعلومات عن «الخلية الكندية» المرتبطة بالارهاب الدولي. وقالت المصادر ان تلك المعلومات ادت الى وضع اسم الياس الكندي، واسمه الكامل احمد سعيد خضر، وهو مصري حامل للجنسية الكندية، وعمره 53 عاما، على قائمة تضم 370 شخصا من المشتبه فيهم في الاعتداءات الاخيرة. وكان خضر قد هاجر الى كندا عام 1977، وعمل مع زوجته في بيشاور منذ عام 1985، وتشتبه السلطات البريطانية في انه يقيم حاليا في افغانستان. وتعتقد المصادر الكندية ان «الياس الكندي» هو احد المقربين من بن لادن، واشارت الى جهوده في المجالات الاغاثية داخل العاصمة كابل. وقالت المصادر ان المعلومات التي قدمها ضباط الفرع الخاص في لندن، جاءت من احد الحسابات المصرفية للمنظمة الاغاثية التي يديرها «الكندي». وتزعم المصادر الكندية ان خضر استغل اموال المنظمة الخيرية في تمويل الهجمة الارهابية على السفارة المصرية في اسلام اباد عام 1995، وكان قد اضرب عن الطعام عقب اعتقاله عام 1996 في بيشاور، ونفى كل التهم الموجهة اليه. وافرجت عنه السلطات الباكستانية بعد ذلك بدون توجيه اتهام اليه. وكان رئيس الوزراء الكندي السابق جان كريتيان التقى زوجة خضر قبل خمسة اعوام، عند زيارته اسلام اباد، وطلب من بنازير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية عدم تسليمه الى مصر، وضمان تقديمه لمحاكمه عادلة اذا ثبت تورطه في تفجير السفارة المصرية بالعاصمة الباكستانية.

وكان اسم الياس الكندي ظهر على القائمة التي تحتوي على 370 اسما من المشتبه فيهم، على احد مواقع انترنت المصارف الفنلندية بصورة خاطئة، وسرعان ماسحبت القائمة من على الموقع. وكثير من اسماء المشتبه فيهم في سجون بالدول الغربية، وكثير منهم ايضا على علاقة قوية بزعيم «القاعدة» بن لادن، وعلى القائمة يوجد نبيل المرابح احد سكان تورونتو المحتجز حاليا في الولايات المتحدة، ويوسف صبيح من سكان مونتريال. كلام صورة المصري احمد سعيد خضر المسمى بـ«الياس الكندي» خلال اضرابه عن الطعام في مستشفي اسلام اباد عقب توجيه الاتهام اليه بتفجير السفارة المصرية في العاصمة الباكستانية عام 1995 (خاص بـ«الشرق الأوسط»)