أبدى مسؤولو المواقع الإلكترونية الرسمية للأندية السعودية تأييدهم لقرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم القاضي بمراقبة الإساءات والتجاوزات التي تنشر في تلك المواقع، من خلال التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام، لكن ذلك التأييد كان ممزوجا بمخاوف إزاء تطبيق القرار على أرض الواقع.
وكان القرار الذي صدر مطلع الأسبوع الحالي قد جاء بعد تزايد الشكاوى المرفوعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي تشير إلى أن مواقع الأندية الرسمية أتاحت المجال أمام الكثيرين للتجريح في رموز الرياضة السعودية، سواء العاملون في الاتحاد السعودي أو منسوبو الأندية السعودية الأخرى المنافسة، وعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي ينطوي عليها هذا القرار، فإن إمكانية تطبيقه تبدو «غير أكيدة»، في ظل وجود الآلاف من الأعضاء المشاركين في تلك المواقع, الأمر الذي يصعب مراقبتهم على الوجه الأكمل.
بداية عبر الأمير بندر بن ثامر رئيس مجلس إدارة شبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال، عن تقبله قرار لجنة الانضباط الرامي إلى مراقبة كل ما يكتب في المنتديات الرسمية للأندية ضد أي شخص بالإساءة والتجريح وإيقاع العقوبة تجاه الأندية التابعة لها. وقال: نحن نحترم هذا القرار، وكل ما يصدر من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه، وأعتقد أن القرار له إيجابياته وسلبياته، ولا شك أن أبرز إيجابياته، من وجهة نظري، الحد من الظاهرة التي انتشرت في المنتديات بشكل عام، وأنا أقصد الإساءات والتجريح من هنا وهناك، وهذا القرار سيسهم إلى حد ما، في التقليل من الاحتقان الذي يعاني منه الوسط الرياضي، ولكن هناك سلبيات لعل من أهمها أن الأندية سوف تتحمل تبعات ما يحدث في هذه المنتديات، وربما يشغل هذا إدارات الأندية عن عملها الأساسي داخل النادي، وأعتقد أن هذا خطأ، فمن الصعب التحكم في ما يكتب في المنتديات التي تعتبر تفاعلية، حيث تطرح المواضيع فيها بشكل آني، وهي ليست كالصحف الإلكترونية التي تخضع للرقابة ويتم فيها الاطلاع على محتوى أي موضوع قبل نشره، وأقترح عددا من الأفكار يأتي في مقدمتها إعطاء المنتدى وقتا كافيا قبل حذف أي مشاركة مخالفة، كأن تكون ما بين نصف الساعة إلى الساعتين كحد أقصى، لأننا لا نملك الإمكانات لجعل المشرفين يعملون 24 ساعة، وبإمكان لجنة الانضباط مراقبة ما يتم تثبيته في المنتدى، ومساءلة النادي عن ذلك، لأن التثبيت يأتي بناء على وجهة نظر إدارة المنتدى.
وكشف الأمير بندر عن أنهم في شبكة الزعيم طبقوا آلية للتحكم في المواضيع من خلال إنشاء منتدى تقييم المواضيع للأعضاء المسجلين من 2007 إلى 2011، حيث يتم نقل أي موضوع لهذا المنتدى، والمواضيع غير اللائقة يتم حذفها، أما الجيدة فتنقل إلى منتدى الجمهور الهلالي، ونتيح المجال أمام الأعضاء الموثوق فيهم وفي فكرهم لطرح مواضيعهم بشكل مباشر، وهذه هي حلول من الشبكة للارتقاء بما يكتب في الشبكة التي تمثل الهلاليين عموما، ونحن لدينا أكثر من 550 ألف عضو، وأعتقد أن التحكم في مثل هذا العدد يعتبر أمرا صعبا، خصوصا في أوقات الذروة التي تنحصر بعد المباريات أو عند صدور القرارات التي لا تلقى قبول الجمهور الهلالي، وأنا أرى أن الردود أخطر من المواضيع المطروحة، لأن التحكم فيها عسير، ولا يمكن لنا حذفها بسهولة، نظرا لكثرتها، وبعضها يكون صادرا من جماهير مندسة تأتي من الأندية المنافسة، وأتمنى أن تكون هناك آلية واضحة يسهل معها تطبيق مثل هذا القرار، مع الأخذ في الحسبان أن المدة الزمنية المحددة بأسبوع قبل تطبيق القرار غير كافية للمنتديات كي تضع حلولا للتحكم في ما يطرح من مواضيع في صفحاتها. واختتم الأمير بندر بن ثامر حديثه بقوله: أحب أن أوضح أن الصفحة الرئيسية في موقع الزعيم تحتوي على لغتين العربية والإنجليزية، وننشر من خلالها أخبار الهلال الصادرة عن المركز الإعلامي، وهي الجزء الذي يتحمل النادي مسؤوليته، كما أخبرنا رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد.
من جانبه، أكد مسؤول الموقع الرسمي لنادي الأهلي السعودي على الإنترنت محمد المقداد، أن الخطوة التي خطتها لجنة الانضباط بفرض مراقبة ومحاسبة على مواقع الأندية الرسمية تعتبر ناجحة، لأنها تسعى للحد من الإساءات التي يتعرض لها، سواء العاملون في الاتحاد السعودي أو منسوبو الأندية الأخرى. وقال: نحن حريصون على احترام الجميع في الوسط الرياضي، ولذلك قمنا بإلغاء المنتديات الجماهيرية عندما أعدنا تدشين الموقع الرسمي عام 2007 إبان رئاسة أحمد المرزوقي، وقمنا باستنساخ التجربة الناجحة التي عمل بها نادي يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني، وهي أن يكون الموقع عبارة عن بوابة رسمية تنشر من خلالها الأخبار والنتائج المتعلقة بالنادي، وإلقاء الضوء على الفعاليات المختلفة مع وجود قاعدة معلومات تبين إنجازات الأهلي التي حققها منذ تأسيسه، إلى جانب الإدارات التي تعاقبت على رئاسته، وبيان حجم الكيان الأخضر الذي احتضن الكثير من الرياضات المختلفة، وليس مجرد كرة القدم، وهو الأمر الذي قاد النادي ليضع لنفسه اسما كبيرا على الصعيد المحلي والقاري.
وأضاف المقداد: يعتبر موقع الأهلي رائدا في مسألة افتتاح موقع بلا منتدى، وهذه الريادة لا تأتي على الصعيد المحلي فحسب، بل حتى عربيا، وهو الأمر الذي يسهل علينا مهمة إدارة الموقع بشكل أسرع مما لو كان الأمر متاحا أمام الجميع للتعليق والرد على الأخبار وما تحتوي عليه، ونحن الآن نعتمد على مصادر رسمية في النادي تزودنا بالأخبار الموثوقة، ينتسبون لمركز الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي الإعلامي التابع لنادي الأهلي، الذي يشرف عليه الرئيس الأمير فهد بن خالد، وكذلك أمين عام النادي فهد عيد.
وأنهى المقداد حديثه قائلا: يشير الموقع الرسمي إلى عدد من المواقع الأخرى التي قام بإنشائها عدد من مشجعي الأهلي، إلى جانب مواقع رياضية محلية وعالمية. وما ينشر في تلك المواقع المشار إليها في الموقع الرسمي للنادي الراقي لا يمثل وجهة نظر النادي الأهلي الرسمية، ولا يعتبر مسؤولا عنها، إضافة إلى الإشارة للشريك الاستراتيجي للأهلي «الاتصالات السعودية».
من جهته، أوضح نائب مدير موقع نادي الاتفاق الإلكتروني حمود الدوسري أن الموقع التابع للنادي يخضع لرقابة صارمة من المسؤولين والإداريين، إلى جانب المشرفين على الأقسام الفرعية، الذين يصل عددهم إلى 25 إداريا. مبينا أن جميعهم من أبناء النادي الذين لن يسمحوا ببث أي خبر يسيء لمن ينتمي للحركة الرياضية السعودية، ويحظى الموقع بمتابعة من المسؤول الأول على أقسامه، وهو عضو مجلس الإدارة والأمين العام أحمد الدوسري الذي يحرص على الاطلاع عليه بشكل يومي، ومتابعة ما ينشر من خلاله بشكل مستمر.
وتابع الدوسري: الموقع ولله الحمد تم إنشاؤه منذ 8 أعوام، ولم نسمح خلالها لأي شخص بأن يمرر الإساءة عن طريقنا، وقمنا بتوزيع المهام الإدارية بين المشرفين على الموقع بشكل متقن من أجل تحقيق أقصى وسائل الرقابة والمتابعة، واستحدثنا نظام التقارير المسيئة التي تحمل اسم «العضو المسيء» ليتم عقب ذلك التعامل معه وفق ما نراه مناسبا للحفاظ على سمعة المنتدى والعاملين فيه وكل الجماهير الاتفاقية الكبيرة، وعندما توجد قضية ساخنة في الوسط الرياضي السعودي نقوم بتعليق المشاركات بشكل مباشر لتخضع إلى رقابة قبل النشر، إلى جانب إتاحة الفرص أمام الأعضاء للمشاركة في تنقية المنتدى من أي إساءة قد تمر على المشرفين في بعض الأحيان، ولدينا حاليا ما يزيد على 35 ألف عضو، ونستطيع القول إن معظمهم ملتزمون بالقوانين والأنظمة التي يفرضها الموقع على أعضائه.