نتنياهو لا يزال أقوى شخصية سياسية في إسرائيل

رغم قضية الفساد الجديدة ضد رئيس الحكومة ووزير خارجيته

TT

رغم الكشف عن فضيحة فساد جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والانتقادات الواسعة ضده حتى داخل معسكره، أظهر استطلاع جديد للرأي العام أنه ما زال يتمتع بأكبر شعبية بين السياسيين. ومع أن شعبيته تراجعت بنسبة معينة فإنه في حالة إجراء الانتخابات اليوم يستطيع تشكيل حكومة بأكثرية 68 نائبا (من مجموع 120 نائبا في الكنيست)، علما بأن ائتلافه يضم اليوم 65 نائبا.

وكانت وسائل الإعلام قد كشفت عن تورط نتنياهو في قضية فساد، حيث يشتبه أنه سافر نحو 20 مرة على حساب رجال أعمال محليين وأجانب توجد لهم مصالح تجارية في إسرائيل. وفي يوم أمس كشف عن تورطه في قضية فساد جديدة، يشتبه فيها أنه حصل على تبرعات غير شرعية من عدد من رجال الأعمال لتغطية نفقات حملاته الانتخابية الداخلية في حزب الليكود. ووضعت هذه الشبهات أمام مراقب الدولة والمستشار القضائي لكي يبتّا في إمكانية فتح ملف جنائي ضده.

وأعلن أمس أن المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، انتهى من الاطلاع على المعلومات الجديدة التي وردت إليه حول فضيحة تلقي الرشوة، التي يجري التحقيق فيها منذ خمس سنوات، ضد حليف نتنياهو، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. وفي غضون الأيام القادمة سيبلغ فاينشتاين قراره بتقديم لائحة اتهام ضد ليبرمان، حول تلقيه الرشوة بملايين الدولارات من رجال أعمال في الخارج. ومع ذلك فإن حزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا»، لم يتأثر بعد بهذه القضية، بل إن الاستطلاع يشير إلى أنه سيزيد من قوته من 15 إلى 17 نائبا في الانتخابات القادمة.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد أجرت الاستطلاع في منتصف الأسبوع الماضي ونشرته أمس، مؤكدة أنه في زمن الاستطلاع لم يكن بعد قد تغلغل موضوع الفساد للزعيمين، نتنياهو وليبرمان، إلى الوعي الجماهيري.

وبحسب نتائج الاستطلاع، سيتساوى عدد المقاعد التي سيحصل عليها حزبا الليكود الحاكم و«كديما» المعارض (31 مقعدا لكل منهما)، علما بأن عدد نواب «كديما» اليوم هو 28 نائبا بينما عدد نواب الليكود 27. وستتراجع قوة حزب العمل نحو الاضمحلال، من 8 نواب حاليا إلى 6 نواب. وبالنسبة للأحزاب الأخرى فسيخسر حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين مقعدا (من 11 مقعدا إلى 10)، وسيفقد حزب «ميرتس» اليساري مقعدين من أصل 5، وكذلك القائمة المشتركة لحزبي اليمين المتطرف «الاتحاد القومي - البيت اليهودي» (من 7 مقاعد إلى 5)، وستحتفظ قائمة «يهدوت هتوراه» التي تمثل شريحة واسعة من المتدينين المتزمتين الأشكناز بحصتها (5 مقاعد). أما قائمة وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي انشق عن حزب العمل وشكل حركة «عتسمؤوت» (الاستقلال)، فستفقد جميع نوابها لعدم تتجاوز نسبة الحسم. ووفق الاستطلاع فسوف تتراجع قوة «الوسط - اليسار» بما فيها الأحزاب العربية بثلاثة مقاعد ليصل إلى 52 مقعدا، منها 10 مقاعد للأحزاب العربية التي ستفقد مقعدا. ويتزامن هذا الاستطلاع مع الذكرى الثانية لتولي نتنياهو رئاسة الحكومة، في 31 مارس (آذار)، التي قالت الصحيفة إنها حكومة «غير محبوبة وغير مكروهة» لدى الجمهور الإسرائيلي. وأشارت إلى أن نسبة قليلة من المشاركين في الاستطلاع قالت إن وضع إسرائيل بزعامة نتنياهو تحسن، بينما رأت الغالبية أن وضع إسرائيل لم يتغير.