58 قتيلا و98 جريحا في اقتحام مسلح لمبنى محافظة صلاح الدين في تكريت

غالبية القتلى والجرحى من رجال الشرطة.. وثلاثة منهم أعضاء في المجلس المحلي

TT

قتل 58 شخصا على الأقل، غالبيتهم من الشرطة، وأصيب 98 آخرون خلال عملية اقتحام قام بها مسلحون يرتدون زيا عسكريا ظهر أمس لمبنى محافظة صلاح الدين في تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين إلى الشمال من بغداد، حسبما أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية.

وقالت مصادر أمنية إن عدد القتلى من «الموظفين والمارة والشرطة وأعضاء مجلس المحافظة بلغ 58 شخصا كما أصيب 98 آخرون بجروح فضلا عن المهاجمين الستة». وتابعت أن عملية «احتلال المبنى انتهت بتدخل قوات الشرطة التي حررت المبنى عصرا».

وأوضحت المصادر أن «عدد المسلحين القتلى بلغ ستة، منهم اثنان فجرا نفسيهما داخل المبنى في حين قتل الآخرون خلال اشتباكات مع قوات الأمن لدى اقتحامها مقر المحافظة» في وسط تكريت (181 كلم شمال بغداد).

واقتحم مسلحون المبنى بعد أن فجر انتحاري نفسه أمام الحرس عند المدخل الرئيسي للمبنى، بحسب شرطي في المكان. وقال الشرطي لوكالة الصحافة الفرنسية، رافضا الكشف عن اسمه، إن «انتحاريا فجر نفسه عند حراس المدخل الخارجي وبعدها اقتحم عدد من المسلحين يرتدون زيا عسكريا المبنى، ثم اشتبكوا مع الحراس في الباب الداخلي». وكان مصدر أمني أعلن في وقت سابق أن «سيارة مفخخة انفجرت لدى وصول قوات أمن إضافية للمساعدة نحو الساعة الواحدة مما أدى إلى وقوع إصابات».

وقال مصدر أمني إن «العقيد عماد نوفان مدير شرطة النجدة في المحافظة ومعاونه قتلا بالإضافة إلى شخصين آخرين في انفجار سيارة مفخخة عند أحد مداخل مبنى المحافظة» في تكريت. وتابع، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «ثمانية قتلى وعددا كبيرا من الجرحى سقطوا عندما فجر انتحاري نفسه في الطابق الثالث من المبنى».

وأشار مصدر أمني إلى «إصابة أحمد الشنداح المعاون الأمني في محافظة صلاح الدين» وأنه تم إجلاؤه من مكان الحادث وأن المواجهات كانت لا تزال دائرة بين المسلحين وقوات الجيش والشرطة.

إلى ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن المتحدث باسم المحافظة، علي الصالح «واضح أن هدف المهاجمين كان أخذ رهائن»، مضيفا أن بعض الموظفين تمكنوا من الهرب قبل أن يتمكن منهم المهاجمون. وورد أن المهاجمين قدموا أنفسهم عند نقطة التفتيش خارج مقر المحافظة على أنهم من الجيش العراقي ولكن عندما أصر القائمون على النقطة على تفتيشهم بادروا إلى إطلاق النار.

من جهته، أوضح متحدث باسم المحافظ أن مجلس المحافظة يجتمع عادة كل يوم ثلاثاء لكنه أنهى اجتماعه أمس مبكرا بسبب قلة الملفات التي كانت أمامه، وكان معظم أعضاء المجلس قد غادروا عندما وقعت المداهمة.

وفي بغداد تساقطت منذ الصباح الباكر من يوم أمس عدة صواريخ كاتيوشا، اللافت فيها هذه المرة هو استهدافها أكثر من مؤسسة إعلامية فضلا عن فندق السفير. وفيما كانت حصة المنطقة الخضراء وبالذات محيط السفارة الأميركية صاروخا واحدا فإن شارع أبو نواس المطل على نهر دجلة مقابل المنطقة الخضراء كانت حصيلته صاروخا هو الآخر. وفي الوقت الذي لم يتم فيه توجيه الاتهام لأية جهة بالوقوف وراء هذه الموجة من الصواريخ، فإن الجهات الرسمية اعتادت على تحميل تنظيم القاعدة والمجاميع الخاصة المرتبطة بإيران مثل هذه الأعمال.