غياب التنظيم يتسبب في إحداث فوضى في المؤتمر العلمي الثاني

تسبب في تكدس الحضور بعد إغلاق بوابة الفندق

سوء تنظيم المؤتمر دفع بالشباب والشابات المشاركين إلى التسرب خارج المقر (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

غاب التنظيم يوم أمس عن فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي، التي بدأت منذ أول من أمس، الأمر الذي أدى إلى حدوث تكدس أمام البوابة الرئيسية لفندق «هيلتون - جدة» الذي يحتضن تلك الفعاليات، وذلك على خلفية امتلاء البهو والقاعات الداخلية بالحضور، مما دفع بإدارة الفندق إلى استخدام المنع الخارجي لدخول المزيد حرصا على شروط السلامة.

التكدس الذي شهدته المنطقة المجاورة للفندق كان سببا أيضا في تسرب الطالبات والطلاب إلى شارع الكورنيش المقابل لـ«هيلتون - جدة»، والذي كان مغلقا نتيجة تزامن انطلاق المؤتمر مع ماراثون جدة السنوي، الأمر الذي أدى أيضا إلى عرقلة في حركة السير المرورية.

أحد أعضاء اللجنة المنظمة أكد على أن أعداد المنظمين كانت أقل بكثير من عدد الحضور الذي فاق 11.8 ألف طالب وطالبة، مبينا أن ذلك كان سببا في تحول التنظيم إلى مجرد «اجتهادات» من قبل طلاب وطالبات أوكلت إليهم تلك المهمة رغم أنهم لا يملكون الخبرة الكافية في تنظيم مثل تلك المؤتمرات الكبيرة.

وقال عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر الذي فضل عدم ذكر اسمه خلال حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الطلاب والطالبات القائمين على تنظيم المؤتمر تعاملوا مع الجهات الإعلامية بأسلوب سيئ، عدا عن منع الصحافيين من النزول إلى قاعات الأبحاث وإبقائهم داخل المركز الإعلامي فقط»، مؤكدا تضرر اللجان المنسقة أيضا من سوء التنظيم.

وأشار إلى أنه من المفترض تسليم مهمة تنظيم مؤتمر علمي بهذا الحجم لعمادة شؤون الطلاب وليس للطلاب أنفسهم، لافتا إلى أن أحد المصورين تعرض لمحاولة سحب كاميرته من قبل بعض الطالبات القائمات على التنظيم، بحسب قوله.

وأضاف: «تكمن إشكاليات أخرى أيضا في تسكين طلاب وطالبات الجامعات القادمين من خارج مدينة جدة، والذين يقطنون حاليا بفندق (هيلتون - جدة)، الأمر الذي أدى إلى حدوث تسيّب من قبلهم وعدم التزام الكثير منهم في حضور جلسات المؤتمر»، موضحا وجود أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أول من أمس لرصد بعض الملاحظات المتعلقة بالاختلاط وعدم التزام المنظمين بضوابط تنظيم الفعاليات والمؤتمرات.

الدكتور أحمد قاسم الغامدي مدير عام الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، استغرب وضع المخالفات التي شهدتها فعاليات مؤتمر من المفترض أن يكون علميا بإشراف جهة رسمية ومقام في مكان عام.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «إن أسباب المخالفات التي حدثت في المؤتمر عائدة إلى الخلل في التنظيم، الذي يفترض أن تتم معالجته من قبل الجهات المنظمة نفسها، خصوصا أن الهيئة لا علاقة لها بمراقبة المؤتمر، إلا أنه من المفترض فعلا أن لا يكون ذلك الحدث مكانا لوقوع أي خلل».

وأبان بأن فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر زارت موقع الحدث لمناقشة بعض النقاط مع المنسقين، إلا أنه لم يتم الرفع إلى إدارة الهيئة بشيء مكتوب حول المخالفات الموجودة في المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي.

وشدد على ضرورة الفصل بين المخالفات التي تحدث خارج المؤتمر وسوء التنظيم الذي تسبب في بقاء الشباب والشابات في الخارج، وهو ما أدى إلى حدوث تكدس يصحبه تجاوزات قد تحدث في ظل انتقالهم إلى منطقة الكورنيش المواجهة للفندق.

وأفاد الدكتور أحمد قاسم الغامدي بأن الأجهزة الحكومية عادة ما يكون بعضها مكملا للبعض الآخر، خصوصا وأن الجهات التنظيمية لأي مؤتمر أو فعالية لا بد أن تعمل وفق خطة موضحة، مبينا أنه في حال تدخل فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ما يتعلق بعمليات قبض للمخالفات الموجودة فإن ذلك يعني وجود سوء اختيار للحضور والمشاركين في المؤتمر، بحسب قوله.

من جهته برر مصدر مسؤول في وزارة التعليم العالي ما حدث في المؤتمر العلمي يوم أمس من الزحام غير المسبوق الذي شهدته جلسات المؤتمر بوفود أعداد كبيرة من الشباب والشابات الذين وصفهم بأنهم قادمون من «الشارع»، مشيرا إلى أن المنظمين لم يحسبوا حساب ذلك، بحسب قوله.

وأوضح الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العلمي الثاني طلاب وطالبات التعليم العالي أنه تبيّن وجود شابات ليسوا طالبات من الأساس، مؤكدا أن ذلك أحدث نوعا من الإرباك نتيجة إحلالهن مكان المشاركات في المؤتمر. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حينما قدم المشاركون وجودوا أن القاعات ممتلئة بالكامل، ولدواعي السلامة لا يمكننا وضع أعداد تفوق الطاقة الاستيعابية لتلك القاعات»، موضحا أن التكدس حدث في القاعات الداخلية للفندق وليست الرئيسية فيه. وذكر أن امتلاء القاعات الداخلية أدى إلى تجمهر الطلاب والطالبات في بهو الفندق، الأمر الذي دفع بإدارة «هليتون - جدة» إلى إغلاق البوابة ومنع دخول أعداد أخرى، وذلك نتيجة عدم مقدرتها على التعامل مع أي طارئ قد يحدث في ظل وجود هذا العدد الكبير.

وحول التعامل السيئ الذي تعرضت له الجهات الإعلامية من قبل المنظمين، علّق الدكتور محمد العوهلي قائلا: «لا يمكننا نفي أو تأكيد ذلك، إلا أن العدد الكبير للحضور والحرص على الأمن داخل المؤتمر قد يستدعي حدوث مثل تلك الأمور»، مؤكدا تجاوز عدد الطلاب والطالبات 15 ألفا، من بينهم 11200 طالبة.

واستطرد في القول: «تم وضع الكثير من الحلول المتضمنة خططا طارئة تتمثل في البث الإنترنتي والفضائي لفعاليات المؤتمر داخل الفنادق السبعة التي سيتم نقل الطلاب والطالبات إليها بهدف تقليل الأعداد الموجودة حاليا بفندق (هيلتون - جدة)، وذلك ليتسنى لهم متابعة الجلسات في غرفهم أو الصالات المستأجرة بتلك الفنادق».

وأشار إلى وجود بث فضائي مباشر عن طريق قناة تحت التجربة، إضافة إلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر، في ظل وجود 9 كاميرات يتم عن طريقها البث المباشر لتسع فعاليات متوازية، على حد قوله.

يشار إلى أن المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي يشهد مشاركة ما يقارب 37 جامعة ومؤسسة تعليم عالٍ، إلى جانب أكثر من 15 ألف طالب وطالبة، والذي انطلقت فعالياته أول من أمس برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ويستمر حتى يوم غد الخميس.